جهويات

دعوات وقف “غزو” النخيل مستمرة وخبير يوضح أسباب رجاحة تعميمها

دعوات وقف “غزو” النخيل مستمرة وخبير يوضح أسباب رجاحة تعميمها

أثارت أشجار النخيل المزروعة في العديد من الشوارع الكبرى والصغرى لمدينة الدار البيضاء سخطا عارما جعل المواطنين والفعاليات الحقوقية البيئية تطالب والي جهة الدار البيضاء-سطات، محمد امهيدية، وعمدة المدينة، نبيلة الرميلي، بوقف “طوفان” النخيل الممتد عبر الشوارع وتعويضه بالأشجار.

وأكد الخبير البيئي، مصطفى العيسات، أن النخيل من الأشجار التي تتأقلم مع المناخ وغير مستنزفة للمياه، مضيفا أن دورها كبير في المحافظة على التربة من الانجراف أو التصحر.

وقال العيسات في تصريح لجريدة “مدار21” أنه بالنسبة للأشجار والنخيل فلكل نوع دوره الخاص في التوازن البيئي، بينما دور النخيل يشكل إضافة خاصة في الواحات، حيث تعمل على الحفاظ على خصوبة الأرض وتغذيتها بتساقط جزء من ثمارها الغنية بالمعادن التي تحسن من جودة وخصوبة هذه الأخيرة.

وتابع الخبير البيئي “تعمل النخيل على خفض نسبة ثاني أكسيد الكاربون من الهواء وتلطيف الجو وخفض درجات الحرارة”، مردفا أن غرسها في شوارع المدن يضفي الجمالية ويتحمل تأقلمها كل الظروف المناخية، إضافة إلى عدم حجبها للرؤية مقارنة بالأشجار التي تحتاج إلى عناية أكثر، وكميات أكبر من المياه”، مشيرا في نفس الوقت إلى أن بعضها قد يتسبب في التأثير على البنية التحتية بتفرع جذورها وتوسعها بجنبات الرصيف.

وتابع مسترسلا أن اختيار النخيل له ارتباطات تقنية وطبيعية مرتبطة بعدة عوامل، من بينها المساحة المخصصة للرصيف، متسائلا: “هل للأرصفة القدرة على استيعاب نوعية الأشجار دون الثأثير على المساحة المخصصة للراجلين وحجب الرؤية عن أعمدة الإنارة أم لا؟”.

وخلص إلى أن الأرصفة في غالبية المدن ليست لها مساحات كبيرة، ممثلا ذلك بصورة شارع النصر بالرباط، وصورة الشوارع الكبرى بالبيضاء، موضحا أن الإشكالات التي سيتسبب فيها غرس الأشجار في شارع النصر لوحده يكلف ميزانية خاصة لتشذيب الأشجار وفريق متخصص، فما بالك لو كانت المدينة كلها بنفس الوتيرة من الأشجار.

ورغم هذه المساعي، إلا أن جدل وقف غرس النخيل لازال قائما بالدار البيضاء، حيث طالبت العديد من الفعاليات الحقوقية إلى ضرورة وقف غرس النخيل، وتعويصه بـ13 نوع من الأشجار.

في هذا السياق، ناشد نشطاء على صفحة “أنقذو مدينة الدار البيضاء” فعاليات المجتمع المدني من أجل تكثيف مجهوداتها لمنع غرس النخيل في شوارع العاصمة الاقتصادية.

“نخيل ينقصها بعض الإبل ليكتمل المشهد”، هكذا عبر ساخرا محمد العطار، أحد ساكنة مدينة الدار البيضاء، وعضو من أعضاء الصفحة، في حديث مع “مدار21”.

وأضاف، أن “المجالس الترابية لمدينة الدارالبيضاء هي مؤسسات تنهج سياسة الآذان الصماء، ونحن بصدد هذه المطالب تم زرع بشارع العقيد العلام على طول خط الترامواي العشرات من النخيل الميت، إذ أصبح الشارع الذي كانت به حديقة مشجرة، تتوسطه فيما مضى، شبيها بصحراء قاحلة”.

وأردف قائلا: “يجب الوقف الفوري لزراعة النخيل، وإزالة المزروع منه وتعويضه بالأشجار، فالساكنة تحتاج الأوكسيجين والظلال في مدينة الثلوث والغبار”.

ووقع العديد من النشطاء عرائض لمنع غرس النخيل بالمدينة، لكونها لا تتلاءم وخصوصيات المدينة، إصافة إلى أضرارها البيئية، مطالبين مجلس الدار البيضاء بالتدخل الفوري لوقف نزيف النخيل.

وندد ساكنة البرنوصي بمدينة الدار البيضاء بما تركته المجالس المنتخبة السابقة من نخيل بشارع الليث بن سعد بسيدي البرنوصي، مطالبين المجلس الحالي باستبدال النخيل وتعويضه بالأشجار لكونها تحمي على الأقل من لهيب الشمس الحارقة حسبهم.

ولازالت حركة” مغرب البيئة 2050″ مستمرة في سلسلة مطالبها لعمدة الدار البيضاء من أجل وقف زرع النخيل، إذ وقعت مؤخرا عريضة تضم حوالي 3000 شخص، موجهة لكل من وزارة إعداد التراب الوطني وسياسية المدينة، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.

و تحت شعار” أوقفوا غرس النخيل”، شددت هذه الفعاليات البيئية من خلال العريضة على ضرورة التدخل المؤسساتي العاجل لإنقاذ المدن المغربية من التنخيل العشوائي، وإيقاف غرس النخيل وتعويضها بالأشجار حسب مخططات منظرية محلية.

وأوضحت الحركة حسب بيان لها تتوفر “مدار21” على نسخة منه، أن المغرب يحتل المرتبة الثانية من حيث التنوع البيولوجي على مستوى المتوسط، وهي “خصوصية متفردة تستحق الاهتمام العالي والحرص الشديد على ثرواتنا الطبيعية ذات الطابع الهش”. مؤكدة في نفس الوقت أنه “لا يمكن التعامل مع المغرب في تهيئته الترابية ببساطة وعبث وإهمال وتماطل، ولا يمكن أن نصنفه موطنا للنخيل على جل ترابه”.

وفي سياق آخر، ورغم تعالي حناجر الفعاليات الحقوقية ومطالب ساكنة البيضاء، أعطت ﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ سابقا ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻮﻻ‌ﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻟﻮﻗﻒ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﺘﺰﻳﻴﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ، ﻭﺍﻻ‌ﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺰﻳﻴﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ والجمالية، لتبقى مطالب البيضاويين معلقة على أمل الاستجابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News