جهويات

الأزبال والروائح الكريهة يقضان مضجع أحياء بالبيضاء ويهددان صحة الساكنة

الأزبال والروائح الكريهة يقضان مضجع أحياء بالبيضاء ويهددان صحة الساكنة

تسارع سلطات الدار البيضاء الزمن للقضاء على العديد من الظواهر استعدادا لاسضافة العاصمة الاقتصادية مباريات كأس أمم إفريقيا العام المقبل، في حين ما يزال مشكل تراكم أكوام النفايات بالأحياء صداعا في رأس مجلس مدينة الدار البيضاء.

الروائح الكريهة تغزو أحياء الدار البيضاء

هذا الوضع، أجج غضب ساكنة مديونة وأحياء  بلفيدير، لاجيروند، الحي المحمدي، عين السبع، الأزهار وأناسي وصولا إلى مركز قلب الدار البيضاء، وأعاد مشكل الأزبال المتراكمة والروائح الكريهة إلى الواجهة، إذ عبر العديد منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تذمرهم وغبهم لأوضاع العديد من الأحياء، مطالبين والي جهة الدار البيضاء-سطات، محمد امهيدية، بالتدخل العاجل لإيجاد حل للوضع.

محمد الأيوبي، أحد ساكنة مديونة، قال في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن الروائح الكريهة في مدينة الدار البيضاء تنبعث من مطرح نفايات طريق مديونة”، الأمر الذي يضع ساكنة البيضاء والنواحي يعيشون “عذابا في النهار بأشغال الحفر ودخان السيارات، وليلا مع الروائح الكريهة الصادرة من مطرح النفايات”.

وأبرز الأيوبي أن “المشكل معروف ولا يحتاج للجنة تحقيق، الأمر يحتاج حلا تقنيا وإرادة حقيقية للمنتخبين لتخليص المدينة ونواحيها من هاته الروائح السامة، فالروائح تنبعث من البرك المخصصة لتخزين عصارة الأزبال في مطرح طريق مديونة”، متسائلا عن “ماذا قدم مجلس مدينة الدار البيضاء لمطرح نفايات عشوائي تجاوز عمره الـ 50 سنة”.

أزمة تتمدد

ساكنة مديونة ليست وحدها التي تعاني من مشكل الروائح الكريهة، فقلب العاصمة الاقتصادية بدوره يعاني من المشكل ذاته، ما دفع ساكنة أحياء عديدة للاستشاطة غضبا بسبب أكوام النفايات بالقرب من منازلهم، وبسبب الروائح الزاكمة للأنوف ليلا.

وطلب طارق، ممثل ساكنة حي درب التازي قرب المدرسة البحرية العسكرية ومسجد الحسن الثاني، والي الجهة، محمد امهيدية، بإنقاذ ساكنة حيه من الروائح الكريهة لإسطبل درب التازي.

وقال في تصريحه لجريدة “مدار21” الإلكترونية ‘”لقد أصبحنا عرضة لأمراض الحساسية والربو بسبب روائح النفايات وبقايا الأغنام والأبقار التي ما زالت منتشرة بالمكان’”، مضيفا “للأسف، رغم الشكايات المقدمة للمسؤولين ما زال الإسطبل يعج بالدواب ورعاتها الذين ما يزالون يمارسون نشاطاتهم المعهودة في تربية المواشي والأغنام طيلة السنة وسط الساكنة’”، ملتمسا من والي جهة الدارالبيضاء إيجاد حل للساكنة ووضع حد لكابوس النفايات الذي أصبح “لا يطاق” وفق تعبيره.

وتستمر المعاناة

وفي منطقة “الرحمة 2″، تعيش الساكنة منذ أسابيع على وقع “كارثة بيئية” تهدد سلامتهم الصحية بسبب انفجار قناة الصرف الصحي، ما تسبب في انتشار الروائح الكريهة، ويهدد بانتشار أمراض معدية.

واعتبر الساكنة أن أول ملف يجب على  الوالي امهيدية النظر فيه هو محاربة الروائح الكريهة ودخان إحراق التفايات بالمطارح التي تنشر ليلا في أرجاء المدينةـ خاصة عند هبوب الرياح، واصفين ذلك بـ”الكارثة البيئية”.

ودعت الساكنة الوالي إلى ضرورة التدخل العاجل والمباشر لدى شركات النظافة لوضع حد تراكم وانتشار النفايات بمختلف الشوارع والأحياء، سواء المناطق الهامشية أو وسط المدينة، مشددين على وجوب القضاء على ظاهرة الأزبال التي تؤثر على صحتهم وعلى جمالية الأحياء السكنية.

خطة حكومية

أماطت الحكومة، نهاية نونبر الماضي، اللثام عن مخطط للقضاء المطارح العشوائية بالمدن المرشحة لاحتضان منافسات مونديال 2030، التي حظي المغرب بشرف تنظيمها بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، وفق ما أعلنت عن ذلك وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، خلال دراسة الميزانية الفرعية للوزارة أمام مجلس المستشارين.

وأكدت وزيرة الانتقال الطاقي أنه سيتم الشروع في تنزيل برنامج جديد للجمع الانتقائي للنفايات المنزلية من المصدر، في المدن التي ستحتضن مباريات مونديال 2030، وذلك لوضع حد للتدفق المزدوج للنفايات، وبالتالي القضاء على روائح عصارة الأزبال.

وحسب المعطيات التي قدمتها المسؤولة الحكومية أمام ممثلي الأمة، فسيتم القيام بالفرز الانتقائي للنفايات المنزلية من خلال فرز المواد العضوية من غير العضوية، خصوصا وأن 70 بالمئة من هذه النفايات مواد عضوية، وهي التي تشكل عصارة الأزبال “ليكسيفيا” وتنبعث منها الروائح.

ولاستباق الانتقادات التي يمكن أن تطال المملكة بهذا الشأن، شددت ليلى بنعلي على أنه لا يمكن تنظيم المونديال في ظل الوضع غير اللائق الذي ما تزال تعيشه عدد من مطارح النفايات، سيما أن هناك أمورا غير قانونية وبعض المطارح تتراكم وتتدفق منها “ليكسيفيا”، مشيرة إلى أن هناك صعوبات تواجه تدبير قطاع النفايات ما يستدعي توفير إمكانيات جد مهمة لا يمكن للدولة ولا الجماعات تحملها.

وسجلت وزيرة الانتقال الطاقي أنه في “قطاع النفايات إذا لم نعالج المشكل بطريقة منتظمة وتحترم دفتر التحملات والحكامة سنجد أنفسنا أما تراكم عصارة الأزبال ولا يمكن معالجة هذا المشكل، لأن الحل تلزمه إمكانيات بيئية وتقنية جد مهمة ولا أحد بإمكانه تحملها”، مؤكدة أن اعتماد طريقة الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية من المصدر، ستكون تكلفتها منخفضة على المستوى التقني والمالي بالنسبة للدولة والجماعات الترابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News