بوعيدة للأساتذة: صوتُكم وصلْ وحان وقت العودة لفصول الدارسة

دعا عبد الرحيم بوعيدة، البرلماني والأستاذ الجامعي نساء ورجال التعليم إلى الرجوع إلى الأقسام والاستمرار في النضال، وقال: “وصل صوتكم إلى جميع المغاربة الذي تضامنوا معكم، وأنتم جزء من الشعب المغربي، لكن اليوم نحن مع مصلحة التلاميذ وحقهم في التمدرس وإعادة الحياة للمدرسة العمومية”.
وشدد بوعيدة، الذي حلّ ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي” الذي سيبث مساء اليوم الخميس على قناة موقع “مدار21” بيوتيوب، على أن المنطق يقتضي تغليب مصلحة التلاميذ لتفادي سنة بيضاء، لأن هذا الوضع لا يرضي أحدا بمن فيهم الأساتذة أنفسهم الذين لا يمكنهم القبول بضياع دروس التلاميذ.
وسجل الأستاذ الجامعي أنه حان الوقت لإيقاف مسلسل الإضراب، خاصة أنه لا أحد يمكن أن يمنع الأساتذة من حقهم في ممارسة الإضراب، لكن الأولوية اليوم هي العودة للمدرسة واسئناف الدروس، محذرا من “تكريس التمايز “بين أبناء المغاربة في التعليم حيث يستفيد أبناء الميسورين اليوم من التعليم الخصوصي في وقت يعيش فيه أبناء الفقراء حالة الضياع بفعل الإضرابات.
وأكد البرلماني الاستقلالي أنه من غير المعقول، ونحن على أبواب نهاية الدورة الخريفية، أن يحرم ملايين التلاميذ من حقهم في الدراسة، وأن دفعوا ثمن استمرار الأساتذة في شل المدارس العمومية، في وقت يدرس فيه زملاؤهم في المدراس الخصوصية ممن اضطروا للعودة إليها دون انقطاع، معتبرا أنه لوكان التعليم العمومي في مستوى الجودة المطلوبة لما لجأت كثير من الأسر إلى هجرة هذا الأخير نحو الخصوصي.
في المقابل، حمّل البرلماني والأستاذ الجامعي، عبد الرحيم بوعيدة، كامل المسؤولية في الاحتقان الذي تشهده الساحة التعليمية إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، الذي تجاهل تنسيقيات هيئة التدريس وأصر على التحاور مع النقابات التي أصبحت محل رفض من طرف أسرة التعليم.
وقال بوعيدة: “ما كان لنا أن نصل إلى هذه الأزمة غير المسبوقة بقطاع التعليم التي تهدد بسنة بيضاء وسط استمرار إضرابات الأساتذة لو تم منذ الوهلة سحب النظام الأساسي الذي خرج أعوجا وأفقد ما تبقى من هيبة المدرسة المغربية”، مسجلا أن تدبير ملف التعليم اتسم بمنطق الارتجالية وغياب الجدية والتساهل في التعامل مع المشكل.
وانتقد البرلماني الاستقلالي بشدة الطريقة التي أخرجت بها الحكومة النظام الأساسي الذي أخرج لأول في تاريخ الاحتجاجات التعليمية 200 ألف أستاذ للشارع، مؤكدا أن ملف التعليم حارق وينبغي تدبير بنظرة عقلانية وتشاركية بعيدا عن التجاذبات السياسية التي أهدرت الكثير من الزمن دون الوصول إلى تسوية نهائية للأزمة.
وفي تقييمه لأداء بنموسى خلال أزمة ملف النظام الأساسي، وعما إذا فشل الوزير في نزع فتيل التور بقطاع التعليم، قال بوعيدة: “ألتمس له العذر لأن حقيبة التعليم أكبر منه، وأن ملف التعليم يحتاج إلى رجل السياسة الذي يملك القدرة على تدبير الأزمة، بينما بنموسى هو رجل تقنقراطي لم تسعفه خبرته التقنية في تقديم حلول لطيّ احتقان التعليم”.
وتابع الأستاذ الجامعي “لا أنتقد بنموسى ولا ألقي الورود على سلفه من الوزراء، لكن بنموسى لا يتقن الحديث لأنه ‘مفَرنسْ’ أكثر، وليست له القدرة على تسويق بضاعته وإقناع نساء ورجال التعليم بمشروعه”، مشيرا في السياق ذاته إلى أن وزير التعليم “تُرك وحيدا في جميع المحطات، وقِيل اذهب أنت وربك وقاتلا، قبل اجتماع الأغلبية الذي صبّ الزيت على النار”.
واعتبر بوعيدة أن ملف التعليم ضحية تراكمات بعد اجتراره لسنوات طويلة، حيث لم تستطع الحكومات السابقة التعامل معه بشكل جدي لطي بشكل نهائي.
ونبّه البرلماني الاستقلالي إلى أن “الحسابات السياسية ساهمت في إطالة أزمة التعليم”، وأوضح أن “هناك سياسيين (في إشارة إلى وزير العدل عبد اللطيف وهبي) لا يحسنون الكلام وأن حديثهم يحدث كوارث طبيعة في وقت يفترض فيه أن يكون الكلام متزنا ومتحليا بكثير من المسؤولية والحكمة، خاصة عندما يتعلق بتدبير الأزمة.