سياسة

تصرفات “طائشة” لوهبي تفقد “البام” معاقله في جهات الصحراء

تصرفات “طائشة” لوهبي تفقد “البام” معاقله في جهات الصحراء

في الوقت الذي تسعى فيه كل الأحزاب المغربية إلى تأمين مواقعها بأقاليم الجنوبية للمملكة، نظرا لما تكتسيه من مكانة بارزة، يسير عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بحزبه عكس هذا المنطق، إذ بات الحزب، تحت ولايته، يفقد أبرز معاقله بالجهات الجنوبية لحساب الأحزاب المنافسة.

وأسهمت تصرفات الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بشكل كبير في عزل الحزب على صعيد هذه أقاليم وجهات الجنوب، بعد أن خلق عددا من الخلافات مع أعضاء مهمين، وكان خلف هجران عدد من الأوجه الصحراوية لحزب “الجرار”، مما سيكون له تأثير كبير على سُمعة الحزب بهذه الأقاليم، وأيضا على خزانه الانتخابي خلال استحقاقات قادمة.

وأفقد وهبي حزبَه عدد من الشخصيات المهمة بالجهات الثلاث، التي لها روابط أسرية ممتدة وعلاقات قبلية قوية، الأمر الذي يُرجح أن ينعكس على تراجع الحزب بهذه المناطق، بعد أن راكم نفوذا قويا بها خلال فترات القيادات السابقة، في الوقت الذي تستمد فيه أغلب خلافات وهبي مع شخصيات مهمة بالحزب خلفيتها من تغليبه المنطق الشخصي ومحاولته إقصاء المختلفين معه.

وهبي وطرد الجماني

بعد الجدل الذي خلفته القرارات التأديبية التي اتخذها عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للأصالة والمعاصرة، في حق محمد سالم الجماني، وأعضاء آخرين، أكدت مصادر جريدة “مدار21” أن القرار وراءه خلافات شخصية بين وهبي والجماني ولا يتعلق بخلافات تنظيمية كما جرى ترويجه على المستوى الرسمي.
ويعد محمد سالم الجماني الذي طرده وهبي من حزب الأصالة والمعاصرة، والذي أعادته خرجة امحند العنصر، رئيس حزب الحركة الشعبية، خلال نهاية الأسبوع إلى الواجهة، أحد أبرز الوجوه الصحراوية،  بعد أن أشاد بدور عائلة الجماني في المكانة التي أصبحت تحظى بها مدينة الداخلة، وذلك على خلفية على خلفية اجتماع المجلس الوطني للحزب بالداخلة السبت 23 دجنبر 2023، منتقدا بالمقابل من أسماهم بـ”السياسويين الوافدين والمفترسين الذين يدعون الدفاع عن الصحراء وتطويرها”.

وفسر كثيرون كلام العنصر بأن محاولة لكسب ود عائلة الجماني بالصحراء، إضافة إلى كسب الغاضبين من وهبي، وأولهم محمد سالم الجماني، الذي أُبعد عن الحزب بسبب أن عبد اللطيف وهبي كانت له صراعات معه قبل توليه الأمانة العامة للحزب، ما جعله يحولها إلى انتقام شخصي بعد توليه منصب الأمين العام.
ووظف وهبي في صراعه أجهزة الحزب لصالح الانتقام من محمد سالم الجماني، ما خلف غضبا واسعا وسط قيادات الحزب، لا سيما من الأوساط الصحراوية، وهو الوضع الذي ستستغله أحزاب منافسة لاستقطاب الوجوه البارزة.

رحيل بلفقية وخسارة جهة كلميم

من جهة ثانية، يظل الراحل عبد الوهاب بلفقيه بإقليم كلميم مثالا ساطعا على عدم قدرة وهبي على نسج علاقات سوية مع الملتحقين بالحزب، ذلك أن بلفقيه خاض معركة سياسية ضارية بجهة كلميم واد نون ضد مرشحة حزب التجمع الوطني للأحرار مباركة بوعيدة، تصدر خلالها الانتخابات الجهوية بـ12 مقعدا، وهو نصر سرعان ما تبدد بعد رفض وهبي تزكيته لرئاسة الجهة، ليقرر إنهاء مساره السياسي.

بلفقيه الذي اختار خوض المعركة الانتخابية بألوان “البام” وجد نفسه بلا دعم من قيادة الحزب، ليقرر في حادث تراجيدي صدم المغاربة وضع حد لمسار الحياتي بعيار ناري من بندقية صيد، جعلت الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بكلميم يرجح فرضية الانتحار، لتنتهي حياة بلفقيه ومعها سيطرة الأصالة والمعاصرة بكلميم والجهة عامة.

وشكل رحيل عبد الوهاب بلفقيه خسارة كبرى لحزب الأصالة والمعاصرة بالأقاليم الجنوبية، إذ فقد الحزب بريقه بإحدى أكبر جهات الجنوب المغربي، ليبصم وهبي على فشل آخر في تدبير الحزب، وهي الخسارة التي يُرجح أن تتمظهر بشكل أكبر خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

محاولة فاشلة لاستقطاب الخطاط

معركة أخرى خسرها عبد اللطيف وهبي بجهات الجنوب، وهذه المرة بجهة الداخلة وادي الذهب، بعد أن راهن على استقطاب  القيادي البازر بحزب الاستقلال ورئيس المجلس الجهوي لجهة الداخلة وادي الذهب، الخطاط ينجا، لتعويض فقدان الحزب لقياداته بالجنوب، وهي المحاولة التي أرخت بظلالها على علاقة الحزب بحليفه داخل الحكومة؛ حزب الاستقلال.

وأكدت مصادر جريدة “مدار21” أن وهبي تدخل بشكل شخصي لترتيب توقيع اتفاقية شراكة بين مجلس جهة الداخلة وادي الذهب ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، تحت إشراف الخطاط ينجا وفاطمة الزهراء المنصوري، حول مشروع التهيئة الحضارية بجهة الداخلة، مسجلة أن وهبي وضع عينه على استقطاب الخطاط ينجا باعتباره أحد أبرز عرابي الانتخابات بالصحراء المغربية.

وأكدت مصادر قيادية بحزب الاستقلال أن حمدي ولد الرشيد، منسق حزب الاستقلال بالأقاليم الجنوبية، استشاط غضبا بعدما بلغ إلى علمه تحركات الأمين العام لحزب “البام”، عبد اللطيف وهبي، من أجل استقطاب الخطاط ينجا إلى صفوف الحزب على بعد نحو شهر من المؤتمر الوطني القادم لحزب الأصالة والمعاصرة.

وتنضاف المحاولة الأخيرة لعبد اللطيف وهبي لإنقاذ ماء وجهه بالأقاليم الجنوبية إلى مسلسل تحركاته التي تساهم في مزيد من عزل الحزب وخلق تقاطبات قوية مع حلفائه بالحكومة، الأمر الذي يتوقع أن تكون له عواقب سياسية عكسية، خاصة على المستوى الداخلي، بسبب تنامي رفض طريقته تدبير وهبي لعلاقة الحزب بالأوجه البارزة داخل الأقاليم الجنوبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News