فن

“سينما بلا حدود” تحيي الفعل السينمائي بالقنيطرة

“سينما بلا حدود” تحيي الفعل السينمائي بالقنيطرة

قال المخرج وعضو اتحاد المنتجين والمثقفين المغاربة، فؤاد اسويبة، إن الدورة الأولى لتظاهرة “سينما بلا حدود” التي ينظمها الاتحاد إلى غاية 23 دجنبر الجاري بالقنيطرة، تشكل مبادرة لإحياء الفعل السينمائي بالمدينة وتجديد وصل شبابها بالقاعات السينمائية.

وأوضح اسويبة في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تنظيم هذه التظاهرة التي تحتفي بالسينما السنغالية، مكنت من إعادة فرصة التلاقي بين الجمعيات والنوادي الفاعلة في مجال الفن السابع بالقنيطرة، سيما وأن عددا من القاعات السينمائية بالمدينة أغلق أبوابه.

وأضاف اسويبة أن الأفلام التي يتم عرضها في إطار هذه الدورة كشفت عن شغف القنيطريين بالفن السابع، سيما في صفوف الأجيال الجديدة التي انقطعت عن ولوج القاعات السينمائية.

وأبرز أن الهدف يتمثل في إتاحة الفرصة لشباب المدينة لتجديد الوصل بهذه الفضاءات، وإعادة الاعتبار للفعل السينمائي بالمدينة، مشيرا إلى وجود مشاريع لفتح قاعات سينمائية جديدة بالمدينة، وهو ما سيمكن من توسيع قاعدة عشاق الفن السابع بها.

من جهة أخرى، قال اسويبة إن الدورة الأولى لتظاهرة “سينما بلا حدود” المنظمة تحت شعار “المغرب – السنغال.. جشر الثقافات عبر السينما”، تشكل تجليا آخر من تجليات قوة العلاقات التي تجمع البلدين في جميع المجالات، ومناسبة لتعزيز الروابط مع الفاعلين السينمائيين بهذا البلد الشقيق.

وأضاف أن هذه التظاهرة التي نسعى لأن تكون موعدا سنويا بالقنطيرة، تشكل أيضا إسهاما في مجال التعاون جنوب – جنوب في المجال السينمائي الذي ينهجه المغرب، مشيرا في هذا الصدد إلى اتفاقيات الإنتاج المشترك والتبادل السينمائي تربط المملكة بعدد من دول القارة الإفريقية بما فيها السنغال وبنين وكوت ديفوار والسنغال ومالي والنيجر.

وكشف المتحدث أنه من المرتقب أن يتمخض عن هذه التظاهرة إصدار إعلان تحت مسمى “نداء القنيطرة” يدعو بالخصوص إلى إحداث صندوق إفريقي بين القطاعين العام والخاص يكون نقطة بداية لتمويل الإنتاج السينمائي بالقارة.

وأبرز أن الهدف هو تعزيز إنتاج أعمال سينمائية من الأفارقة وللأفارقة تعكس الصورة الحقيقية للقارة وتطرح قضاياها وتبرز هويتها الثقافية وتقطع مع الصور النمطية السلبية التي عادة ما يتم إلصاقها بها، وذلك بعيدا عن التمويل الخارجي الذي يطرح إشكالات مرتبطة أساسا بالاستقلالية.

وعن احتفاء الدورة الأولى لتظاهرة “سينما بلا حدود” بالتجربة السينمائية للمخرج السنغالي الراحل عثمان سيمبين، قال اسويبة إن اختيار المنظمين لهذه الشخصية الاستثنائية يأتي لكونها تمثل “نموذجا للمخرج الإفريقي الملتزم بالقيم الإفريقية، والذي كانت له رؤية فكرية وإبداعية استثنائية، وطور مجموعة أساليب في السينما بالقارة جعلته ينال لقب أبي السينما الإفريقية”.

وأبرز في هذا الصدد أن الراحل عثمان سيمبين كان من أوائل من “وضع صورة (الزنجي) في قلب الشاشة الكبرى بعدما كان مجرد كومبارس في الأفلام السينمائية الأجنبية”، مضيفا أن أعمال هذا المبدع السنغالي عكست الوجه الحقيقي للثقافة الإفريقية وأبانت عن التزام بقضايا المجتمع الإفريقي.

ويأتي تنظيم تظاهرة “سينما بلا حدود” في إطار تنزيل اتفاقية التعاون “نداء الداخلة” الذي تم إرساء أسسه في أول لقاء ما بين اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة وجمعية المخرجين السنغاليين.

ويضم برنامج التظاهرة التي انطلقت يوم 20 دجنبر الجاري، تقديم عروض سينمائية تحتفي بمجموعة من المبدعين السينغاليين، وتكريم المخرج السينغالي كلارانس ديلغادو، والباحثة الجامعية المغربية سناء الغواتي، ولقاءات فكرية تخص “التجربة السينمائية الاستثنائية للمخرج عثمان سيمبين الذي يعد أحد الأقطاب المؤسسة للفعل السينمائي بالقارة الإفريقية”.

كما تبحث هذه الدورة سبل تدبير الشراكة بين المغرب والسنغال في ما يتعلق بالإنتاج السينمائي، وذلك بمساهمة الغرف المهنية والمتدخلين في مسلسل الإنتاج في البلدين الشقيقين.

وحسب المنظمين، تشكل هذه التظاهرة السينمائية رافد حيويا لاكتشاف الفن السينمائي السينغالي والانفتاح على الثقافة السينمائية الإفريقية، وكذا تعزيز التعاون بين مهنيي الفن السابع وإرساء شراكات بينية تعنى بالنهوض بالفعل السينمائي في البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News