سياسة

“الكرسي الفارغ” بالمنتدى العربي الروسي يُكرس عزلة حكام الجزائر

“الكرسي الفارغ” بالمنتدى العربي الروسي يُكرس عزلة حكام الجزائر

مرة أخرى، تختار الجزائر عزل نفسها عن محيطها الإقليمي، مقاطعة جميع الفعاليات، السياسية والاقتصادية والرياضية المنظمة بالمملكة، وآخرها المنتدى العربي الروسي الذي عرف مشاركة وازنة لوفود 16 دولة عربية اختارت تطوير علاقتها بموسكو.

وليست المرة الأولى التي تعزل فيها الجزائر نفسها، فقط سبق لها أن قاطعت جوائز الكاف المقامة بالمغرب في 11 من دجنبر الجاري، دون إعلان أسباب توضح “قراراتها” التي يعتبرها البعض إشارات صريحة من حكام الجارة لنواياهم اتجاه المملكة.

محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، اعتبر أن هذه “المقاطعة غير المبررة” تتجاوز مستوى قطع العلاقات الثنائية بشكل أحادي و تقويضها بإثارة عناصر الخلاف و اختلاق الحجج و المواقف بين البلدين، إلى مستوى عدم القدرة على الفصل المنهجي بين العلاقات الثنائية مع المغرب و اللقاءات متعددة الأطراف التي يحتضنها المغرب و التي لا ينبغي أن تتأثر بالضرورة بالعلاقات مع البلد المضيف”.

وأضاف بودن في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية “صحيح أن العلاقات المغربية الجزائرية لم تحصل في إطارها اجتماعات منذ سنوات لكن نشوء قضايا مختلفة بين البلدين المتاخمين لبعضهما البعض ينبغي أن يكون سببا كافيا لعدم إهدار فرص الحوار”، مسجلا أن “المملكة المغربية ومن جانبها وبشكل إرادي عبرت عن ذلك على أعلى مستوى بسياسية اليد الممدودة”.

وسجل المحلل السياسي، أن لجوء السلطات الجزائرية لسياسة “الكرسي الفارغ” يعكس حالة الجمود و انعدام المشاركة البناءة في قضايا تخص مستقبل المنطقة و علاقات بلدانها مع قوى دولية بارزة لدرجة عدم حضور القمم و المؤتمرات سواء في المغرب أو حتى في مؤتمر السلام في القاهرة والقمة العربية الاسلامية الطارئة في الرياض.

وشدد بودن على ضرورة الانتباه إلى أن السلطات الجزائرية لا تختار الغياب بسبب التوتر مع المغرب فقط رغم أنه سبب رئيسي لكنها تستغل هذا التوتر للمناورة و لرغبتها كذلك في بعث رسائل (ودية أو متحفظة) غير مباشرة لأطراف دولية أخرى، بحيث أن الجزائر لا يكون بإمكانها أن توجه رسائل صريحة ومباشرة لهذه الأطراف، ويبرز هذا المعطى حسب طبيعة المؤتمر أو المنتدى في سياق واقع العلاقات الدولية اليوم.

وذهب محمد بودن، إلى أن السلطات الجزائرية ليست سعيدة بتحول المملكة المغربية إلى وجهة للمؤتمرات والقمم الدولية و الإقليمية في مختلف القضايا السياسية و الأمنية و الاقتصادية و المالية و الرياضية و غيرها، لافتا في نفس السياق إلى أن الدبلوماسية الناجحة تتطلب قدرا كبيرا من اللباقة و الصبر والتوافق خاصة في اللقاءات متعددة الأطراف و “هذه السمات غير واضحة في النهج الدبلوماسي الجزائري كلما تعلق الأمر بالمغرب وأدواره الفاعلة”.

وبخصوص مستقبل العلاقات المغربية الجزائرية، يرى رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن السلطات الجزائرية لم تتمكن بعد من بلورة فهم منطقي بخصوص ما يتطلبه السياق الراهن و أن المغرب و الجزائر يتقاسمان علاقة حتمية لا تنفصل جغرافيا و إنسانيا.

وخلص رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إلى أن “الطريق صعب أمام العلاقات الثنائية لكنه يستحق المحاولة نظرا لتعدد الروابط و القواسم بين الشعبين المغربي و الجزائري”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News