فن

التلفزيون المغربي يشرع شاشته لـ”العجز الجنسي” في “إيلا ضاق الحال”

التلفزيون المغربي يشرع شاشته لـ”العجز الجنسي” في “إيلا ضاق الحال”

شرّع التلفزيون المغربي نوافذه لبعض “الطبوهات” التي كانت محظورة على التناول في سنوات مضت، من خلال تسليطه الضوء على مواضيع جريئة برفعه القيود عن السيناريوهات ومنحه مساحة لعرض “المحرمات” ضمن المسلسلات التي يقدمها للجمهور العريض.

وعالجت قناة الأولى طابو “العجز الجنسي” الذي يعاني منه العديد من المغاربة في صمت، في مسلسل “إيلا ضاق الحال” للمخرج مراد الخودي، عبر قصة شاب يقع في حب فتاة ويُقبل على الزواج منها، لكنه يدخل في دوامة بين البوح والتكتم على مشكل يقف حاجزا أمامه.

وأخذ موضوع “العجز الجنسي” لأول مرة مساحة ضمن المسلسل الذي اختارت القناة برمجته خارج موسم رمضان، في إطار الاستراتيجية الجديدة التي أصبحت تعتمد عليها بتخصيص بعض الأعمال للعرض خارج هذا الشهر، مزيحة الستار عن معاناة فئة من الرجال الذين يخجلون من مصارحة زوجاتهن خوفا على رجولتهم المفقودة.

ويعد “العجز الجنسي” لدى الرجال من “الطابوهات” المسكوت عنها في المغرب، بسبب إشكالية الثقافة الشعبية المغربية التي تسحب من الرجل وسام “الرجولة” بمجرد إفصاحه عن مشكلته الصحية، إلى جانب انعدام الوعي بالصحة الجنسية.

بطل قصة “العجز الجنسي” في المسلسل، حمزة الفضلي كتب تدوينة بشأن هذا الموضوع على حائط حسابه الرسمي بموقع تبادل الصور والفيديوهات “إنستغرام” جاء فيها: “الضعف الجنسي عند الرجال موضوع حساس وصعب، والذي يعيشه العديد من الرجال، ولا يستطيعون الحديث عنه وسط مجتمع يحكم ولا يرحم”.

وأضاف: “كي تكون عاشقا للنساء، وتعيش قصة حب وعلى وشك الزواج، ولكن في داخلك تكون مدمرا بسبب مرض لا يستحب الحديث فيه، صدقا الأمر ليس سهلا”.

ووجه الفضلي رسالة شكر واحترام لشركة الإنتاج ومخرج وسيناريست المسلسل وخلية كتابتعه لقدرتهم على كسر الحواجز للتطرق إلى هذا الموضوع في التلفزيون.

وأشار بطل الحكاية إلى أن هذا الدور لم يكن تجسيده سهلا عليه، لكنه أحب هذا الدور، وتحمل مسؤوليته وآمن به، وفق ما جاء في تدوينته على الموقع ذاته.

وسبق للقناة الثانية أن تطرقت إلى طابو “زنا المحارم” في الجزء الثاني من مسلسل “المكتوب”، والآثار التي خلفها على الأسرة، والأم التي وقعت ضحية اغتصاب وزنا محارم في الوقت نفسه من قبل عمها، وما أسفر عنه من رفض العائلة والمجتمع.

وظلت الطابوهات الثلاثة المتمثلة في السياسة والدين والجنس، خارج دائرة النقاش في التلفزيون العمومي المغربي لسنوات، قبل أن تشرع في الانفتاح على بعضها.

وينقل مسلسل “إيلا ضاق الحال” الذي يتكون من 30 حلقة، وتستغرق مدة كل واحدة منها 52 دقيقة، تفاصيل يوميات نساء مغربيات فرضت عليهن ظروف الحياة خوض رحلة إنسانية مليئة بالتشويق والإثارة.

وتسعى كل من فرح وزينب وعتيقة، إلى حفظ كرامتهن واسترجاع حقوقهن المسلوبة من قبل الرجل باختلاف موقعه في هرم الأسرة، والتحرر من قيود فرضها المجتمع على النساء تضعهن في زاوية المرأة الخاضعة للغير دون احترام لقنعاتها وأفكارها ورغباتها.

ولكل واحدة منهن قصة منفردة تلتقي في نقطة “الاستغلال”، فالمسلسل يرصد هروب زينب من بيت أبيها بسبب إرغامها على الزواج مرة ثاني بعد وفاة زوجها المتقدم في السن، وصمود عتيقة بعد أزمات متتالية تعيشهل مع زوجها، وحكاية فرح التي تواجه صعوبات أمام قبول  عرض إنجاب طفل مقابل المال.

وكانت دنيا بوطازوت صرحت لجريدة “مدار21” بأن المسلسل يشكل صورة لكل امرأة هربت من مسكن عائلتها لقلة التقدير وأحيانا بسبب عنف الزوج اللفضي والمعنوي، والقهر والظلم لتختار المغادرة نحو المجهول.

وأضافت: “في المسلسل أشكال متعددة لمعاناة النساء، فبعدما تُقرر خديجة إنهاء حياتها معتقدة أنها بذلك ستتخلص من كل مشاكلها، ستتراجع في آخر لحظة وتهرب من منزلها بحثا عن حياة أفضل، فالعبرة هنا أن الفرج لا يأتي إلا بعد ضيق”.

وكشفت أن قصة المسلسل أثر فيها بشكل كبير ومستها لتناوله قضايا تتعلق بمعاناة المرأة في المجتمع المغربي، مشيرة إلى أنه لامس مشاعرها، لكونها تعرف حالات كثيرة في أرض الواقع تعيش المعاناة ذاتها التي جُسدت بالمسلسل.

وشارك في بطولته كل من الممثلة دنيا بوطازوت، وسعيد باي، وعزيز الحطاب، وسحر الصديقي، ونفيسة بن شهيدة، وهشام بهلول، وماريا نديم، وزهيرة صادق، وغيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News