ثقافة

رواية تنموية للداخلة.. سرد أدبي يوثق تاريخ وحاضر جوهرة الجنوب

رواية تنموية للداخلة.. سرد أدبي يوثق تاريخ وحاضر جوهرة الجنوب

بين صفحات كتابها “الداخلة، دعوة للاكتشاف”، (Dakhla, une invitation à découvrir) تنسج سكينة أكوجيل، باللغة الفرنسية، نصا عصيا على التصنيف ضمن جنس أدبي بعينه، لكنها تمزج فيه بكل انسيابية بين السيرة الذاتية والبعد التاريخي والنفس الأدبي، في أسلوب سردي يحمل القارئ في رحلة اكتشاف لجوهرة الجنوب المغربي، المدينة التي اختارت العالمية عنوانا لتطورها المستمر.

في تقديمها لهذا المؤلف، الذي صدر حديثا بالداخلة تقول أكوجيل: “هذا الكتاب ليس مجرد سرد تاريخي لمدينة الداخلة، بل هو أيض ا رحلة في أعماق تاريخي الشخصي مع هذه المدينة التي أعشقها. كل ذكرى وكل حكاية تتشابك مع تطور الداخلة. إنه احتفاء بتاريخها وثقافتها وتقدمها. كل صفحة فيه دعوة لاكتشاف روح هذه المدينة الفريدة والساحرة”.

في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، تقول الكاتبة الشابة التي توجت مسارها التعليمي العام الماضي ب”ماستر أوروبي في تخصص اللوجيستيك”، إن فكرة الكتاب و لدت من ثنائية ترتكز على الذاكرة الشخصية والرغبة في إبراز جمالية هذه المدينة المغربية. وتضيف أن “المشروع انبثق من ذكرياتي بالداخلة، من طفولتي وتجربتي اليومية، وفي الوقت ذاته من إصراري على أن أ عر ف الآخرين بهذه المدينة و بما تحمله من عمق تاريخي وغنى ثقافي وحيوية إنسانية”.

اختارت أكوجيل أن تقسم مؤلفها (124 صفحة من القطع المتوسط) المتوفر أيضا ضمن نسخة رقمية على منصة أمازون إلى ثمانية أجزاء تبرز في مستهلها البعد الوطني والاستراتيجي للأقاليم الجنوبية، ثم تنتقل لمقاربة مسار الداخلة وعلاقتها بالتحولات الكبرى، قبل أن تتوقف عند الجذور والذاكرة، كما تفتح نافذة تطل على تجربتها الذاتية، لتعرج على روابط الحياة والذكريات، ثم التراث والتقاليد، والداخلة كملتقى للثقافة والتقدم، قبل أن تختتم المؤلف بآفاق ورؤى تستشرف مستقبل المدينة في ضوء مشاريعها الكبرى وانفتاحها المتزايد.

عبر صفحات المؤلف، توقفت أكوجيل عند أبرز المعالم والمؤهلات وكذا المشاريع الكبرى التي جعلت من الداخلة مدينة متجددة تعيش على إيقاع تنموي متواصل. وترى أن “روح الداخلة تنموية نابضة بالدينامية”، متوقفة عند تشييد الميناء الأطلسي الجديد، وافتتاح المؤسسات والمعاهد الجامعية والصحية، وتعزيز الربط الجوي، ما جعل المدينة تنفتح أكثر على محيطها الأفريقي وباقي بلدان العالم.

وحول سر نجاح الداخلة في الجمع بين توليفة الحداثة والتقاليد، أوضحت الكاتبة أن المدينة توفقت في تحقيق توازن فريد بفضل مشاريع ملموسة جعلتها منفتحة على العالم، مع استمرار حضور لافت للتقاليد العريقة في تفاصيل الحياة اليومية، من أزياء وطقوس وعادات وكرم ضيافة ونمط عيش، وهو ما يمنح الداخلة طابعها الخاص.

في تقديرها، فإن المدينة تسير بخطى واثقة نحو العالمية، بفضل موقعها الجغرافي المتميز ومشاريعها الكبرى وانفتاحها على الاقتصاد والسياحة والثقافة وهو ما سيجعلها في السنوات المقبلة إحدى أهم الحواضر العالمية.

وخلصت أكوجيل إلى أن شباب المدينة يؤمنون بقدراتهم الإبداعية ويعتزون بالانتماء لمدينة تنمو يوم ا بعد يوم وتفتح أمامهم آفاق ا أرحب، مشيرة إلى أن هذا الإصدار ليس إلا بداية لمسار إبداعي في تجربة الكتابة التي تنشد من خلالها إبراز قيمة ومكانة الداخلة التي تعتبر أيضا فضاء مميزا للإلهام والتجدد والانفتاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News