بنعتيق يبريء موريتانيا من تهمة الدفاع عن “البوليساريو” الإنفصالية

دافع عبد الكريم بنعتيق، الوزير السابق وعضو مركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية، عن قوة العلاقات المغربية الموريتانية، معتبرا أن مواقف هذه الأخيرة تخدم المغرب ميدانيا وليست ضده، وأنها “حريصة دائما على أن لا يمس المغرب انطلاقا من أراضيها.

وقال بنعتيق، خلال مروره ببرنامج “مع بلهيسي” على جريدة “مدار21” إنه لا يرى الموقف الموريتاني من قضية الصحرى غامضا، مضيفا أن “التزامات موريتانيا هي في صالح المغرب، بدليل أنها لا تزال تتعاون عسكريا مع المغرب”، مستحضرا في السياق نفسه الزيارة الأخيرة التي قام بها المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، وقبلها زيارة رئيس الأركان الموريتاني للمغرب، ما يعني وجود ديناميكية تجعل المغرب وموريتانيا متفاهمين على القضايا الكبرى.

وحول اعتراف موريتانيا بجبهة البوليساريو، أفاد بنعتيق بأن الدول ربما تتخذ مواقف في سياق معين، وذلك قرارها السيادي، لكن لا ينبغي تقييم المواقف فقط بل تقييم السلوكات على أرض الواقع أيضا، مشيرا إلى أن “موريتانيا منفتحة على المغرب ولها علاقات جيدة معه وعلاقات اقتصادية قوية وشراكات قوية وتعاون عسكري قوي ومتين بين الدولتين”.

ولفت إلى “هذا رأسمال كبير يجب استمراره، لأن لدينا حدود مع إخواننا الموريتانيين، ونعتبر بأن موريتانيا صادقة في مواقفها، ولن تغيرها لأنها ثابتة”، مضيفا أن موريتانيا لديها تجاه المغرب نوع من الاستثناء التاريخي، مشددا على أن علاقة قوية هي قرار استراتيجي يتخذه النظام الوطني بغض النظر عمن جاءت به صناديق الاقتراع.

وأشار بنعتيق إلى أنه لا يمكن أن نطلب من موريتانيا أن تعتبر نفسها دولة تابعة لأنها دولة مستقلة لها سيادتها ومواقفها وقرارها، لكن على أرض الواقع ملتزمة بكل ما وقعته مع المغرب من اتفاقيات، لافتا إلى الحضور المغربي القوي على المستوى الاقتصادي بموريتانيا، وهذا دليل على قوة العلاقة بين البلدين.

وتابع المتحدث نفسه بأن موريتانيا حريصة على أن لا يُمس المغرب انطلاقا من أراضيها، مشيرا إلى هناك تنسيق عسكري مغربي موريتاني على أرض الواقع على أعلى مستوى.

ومن جانب آخر، أكد على ضرورة أن يكون هناك تقارب مغربي جزائري، موضحا “دائما تكون قطيعة ونرجع للتوافقات، لكن التقارب لا مفر منه”، مضيفا أن مد اليد من طرف المغرب هو التزام نابع من إحساس ملكي بحجم المسؤولية تجاه البلاد والمنطقة بأكملها.