فن

كذب أبيض.. وثائقي لأسماء المدير يعود بالذاكرة لـ”سنوات الرصاص” في قلب مهرجان مراكش

كذب أبيض.. وثائقي لأسماء المدير يعود بالذاكرة لـ”سنوات الرصاص” في قلب مهرجان مراكش

دخلت المخرجة المغربية أسماء المدير حلبة المنافسة بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بأحدث أفلامها “كذب أبيض”، للظفر بإحدى جوائز دورته الـ20.

واختارت المخرجة أسماء المدير أن تزاوج في فيلمها “كذب أبيض” بين قصتها الشخصية التي عاشتها وقصة وطنية عاشها مغاربة خلال فترة عُرفت بـ “سنوات الرصاص”.

وتتطرق المدير في هذا الفيلم إلى أحداث سنوات الرصاص، التي انطلقت شرارتها في سنة 1981 بالدار البيضاء وشهدت أكبر انتفاضة ضد غلاء المعيشة راح ضحيتها مغاربة خرجوا للنضال من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية، ليجدوا أنفسهم جثثا هامدة على الأرض رميا بالرصاص، أو بداخل معتقلات أجلت وفاتهم اختناقا بفعل الاكتظاظ.

واختارت المدير العودة بالذاكرة إلى الماضي بشاهادات تُروى على لسان شخصيات عاشت الحدث الأسود في تاريخ المغرب، ضمنها جدتها التي كانت تتمتع بشخصية قيادية وسلطوية تعكس مفهوم السلطة آنذاك في المملكة.

وكانت أسماء المدير صوتا آخر ضمن الوثائقي، تسرد خلاله وقائع من الماضي مرتبط بذكرياتها في منزل والديها في الدار البيضاء، لتكتشف حقائق تحيلها على مرحلة مهمة في تاريخ المغرب.

ويأتي هذا الفليم الذي حاز جائزة بمهرجان “كان” السينمائي وحل بالمغرب أول مرة للعرض على جمهور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ضمن سلسلة أفلام خصصتها المخرجة أسماء المدير للتطرق إلى حياتها الخاصة.

وفي هذا الصدد، أعربت المدير عن سعادتها بعرض فيلمها في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بعد مروره في التظاهرة العالمية “كان”، مبرزة أن شعورها كان مختلفا، إثر عرضه الأول أمام الجمهور المغربي.

وأضافت المدير في تصريح لجريدة “مدار21” أن الحضور في مهرجان مراكش يعني لها أكثر، مردفة: “الأمر كان مختلفا وأنا أشاهد القاعة ممتلئة عن آخرها، إذ شعرت بتوتر لم يسبق أن انتابني خلال تقديم أفلامي السابقة”.

وعن اختيارها فترة “سنوات الرصاص” قضية لفيلمها الوثائقي “كذب أبيض”، أوضحت المدير أنها لم تكن قصة فيلمها الأساسية، حيث اكتشفت خلال تحضيرها لهذا الوثائقي الذي يحكي عن حياتها الشخصية صدفة “أنه ليست هناك صور توثق عائلتها في تلك المرحلة من التاريخ”، ما دفعها إلى التركيز عليها كونها جزءا من حياة أسرتها.

وعدّت أنه كان ضروريا أن تسرد وقائع اجتماعية تعكس جانبا من حياة المغاربة، رغم صعوبة دمج قصتها الشخصية بقصة وطنية، سردتهما بكل أريحية، لأنه تمت المصالحة معه.

وأشارت المدير إلى أنها لم تتطرق إلى موضوع جديد، حيث صُنعت عشرات الأفلام التي تحكي عن تلك الفترة من تاريخ المغرب، لكن الاختلاف في فيلمها يكمن في كونها عالجته بمنظور شخصي.

يذكر أن فيلم “كذب أبيض” سبق أن توج في الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي، بجائزتين ضمن فئة “نظرة ما”، وهما جائزة أفضل إخراج وكذلك جائزة العين الذهبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News