فن

“الحر بالغمزة” تبعث رسائل مشفرة حول اتباع أصحاب النفوذ استراتيجية “الإلهاء” عبر قضية “ظل الحمار”

“الحر بالغمزة” تبعث رسائل مشفرة حول اتباع أصحاب النفوذ استراتيجية “الإلهاء” عبر قضية “ظل الحمار”

يواصل أبطال مسرحية “الحر بالغمزة” للمخرج إسماعيل بوقاسم بعث رسائل مشفرة حول احتكار أصحاب النفوذ والسلطة لمراكز القرار، وتحكمهم في مصائر أفراد المجتمع باتباع استراتيجية الإلهاء عن المصالح، من خلال قضية ظل الحمار، المقتبسة عن نص دورينمات، في قالب من السخرية، إذ حطوا الرحال يوم أمس الخميس بمسرح عفيفي بالجديدة.

وقال مخرج العرض المسرحي إسماعيل بوقاسم في تصريح لجريدة “مدار21” إن مسرحية “حر بالغمزة” تحمل في طياتها عدة رسائل مشفرة، مشيرا إلى أن عنوانها يعكس جوهرها، الذي تم اقتباسه من مثل شعبي معروف.

بدوره بطل المسرحية أحمد ولاد، أكد في تصريح لجريدة “مدار21” أن المسرحية عبارة عن سلسلة من الأحداث المتناسقة والمترابطة، التي تجعل من العمل خليطا دراميا متماسكا.

الممثل المسرحي عبد العزيز الطاهري، وبطل المسرحية، كشف في حديثه للجريدة أن هذا العرض المسرحي ينقل قصة إنسان بسيط استأجر حمارا من صاحبه الذي سيطالبه بدفع المزيد من المال مقابل الحصول على الظل، مما سيؤدي إلى نشوب خلاف بين الطرفين سيتطور إلى حدوث فتنة في المدينة كلها.

وتركز مسرحية “الحر بالغمزة” على صراع طبيب الأسنان مستأجر الحمار الذي يريد أن يستظل في طريقه إلى جبل بسبب الأجواء الحارة، وصاحب الحمار، الذي يطلب منه أجرا مقابل الظل، مبررا أنه تقاضى مالا عن استئجار الحمار فقط وليس الظل.

وتفضل محاولات الطبيب في إقناع صاحب الحمار بأن الظل يتبع الأصل،الذي يظل متشبتا بموقفه، ويُصر على أحقيته في الحصول على أجر مقابل الظل، الأمر الذي سيقودهما إلى القضاء بحثا عن الإنصاف.

وستندلع بسبب هذه القضية حربا أهلية داخل المدينة، بين فئة تناصر الطبيب وفئة أخرى تقف إلى جانب صاحب الحمار وتعتبره على صواب، وتتطور الأزمة بينهما لتصل إلى إحراق المدينة.

ويبعث هذا العرض المسرحي رسائل عديدة حول احتكار أصحاب النفوذ والسلطة لمراكز صنع القرار، وتحكمهم في مصائر الفئات الهشة، والعمل على اتباع استراتيجية الإلهاء عن المصالح.

ويشارك في مسرحية “الحر بالغمزة” للمخرج إسماعيل بوقاسم، كل أحمد ولاد، وعبد العزيز الطاهري، وبشرى مستاري، وفوزية انجيمي، وحسن عين الحياة، بينما تكلف حسن عين الحياة بالسينوغرافيا الخاصة بها، تحت إشراف مجموعة من التقنيين، وهم هشام مبروك، وحسن العجال، وفاطمة دقاقي، وتوفيق سرحان، وعبد الواحد الشاهي.

يذكر أن هذا العمل اقتبس من النص المسرحي الإذاعي “قضية ظل الحمار” للكاتب السويسري الألماني فريدريش دورينمات، الذي يعود أصله إلى سنة 1958، ويناقش في قالب ساخر أزمات الإنسان المعاصر الذي صوب اهتمامه نحو أشياء تافهة من شأنها تعطيل عجلة الحياة لدى الآخرين.

هذا النص المسرحي تُرجم أول مرة إلى العربية في سنة 2004، حيث استند عليه العديد من المخرجين في الوطن العربي في صناعة عروضهم المسرحية بزاوايا مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News