سياسة

الجزائر “تحتجز” جثة المغربي المقتول بالسعيدية وسفيرها في فرنسا يرفض استقبال عائلته

الجزائر “تحتجز” جثة المغربي المقتول بالسعيدية وسفيرها في فرنسا يرفض استقبال عائلته

تواصل الجارة الجزائر احتجاز جثة الشاب المغربي عبد العالي مشيور، الذي لقي حتفه برصاصها قبل أكثر من شهرين، رافضة تسليم جثته لعائلته بغرض دفنها بمسقط رأسه.

ورغم أن مسؤولين جزائريين سبق وأكدوا لمحامي العائلة أن بلادهم وافقت على تسليم الجثة، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك ولجؤوا للصمت لمواجهة مطالب العائلة المكلومة، وذلك وفق ما أكده المحامي حكيم الشركي لجريدة “مدار21” الإلكترونية.

وقال الشركي في تصريح خص به الجريدة إن الجزائر “التزمت الصمت ولم تعد تتجاوب مع مطالب العائلة ولا أسئلتها”، مؤكدا في الوقت ذاته أن السفير الجزائري سعيد موسى بباريس رفض استقبال العائلة ومحاميها رغم أنه تم تقديم طلب منذ أكثر من 10 أيام.

وكان محامي عائلات ضحيتي رصاص خفر السواحل الجزائري، قد أشار في السابع من شتنبر الماضي، في تصريح للجريدة، بخصوص جثة الشاب عبد العالي مشيور، أنه تم تحديد مكانها بالفعل، “أرسلنا أحد محامينا بالجزائر لزيارة وزارة الداخلية الجزائرية والذين أقروا له بأن الإجراءات ستقام على مستوى ولاية تلمسان، لكن اشترطوا أن تقبل السلطات المغربية تسلم الجثة”.

وأشار المحامي وقتها إلى أنه وفريقه يحاولون جاهدين العمل على التواصل مع القنصلية المغربية بسيدي بلعباس بالجزائر، للحصول على وثيقة تؤكد موافقتها على تسلم الجثة.

كما أوضح المحامي أنه وفور تسلم الوثيقة، سيتم تقديم الملف كاملا للسلطات الجزائرية، “وفهمنا أنها تريد أن تتعامل مع تسليم الجثة على أساس مؤسساتي وليس على أساس سياسي، بما أنه سيتم البث في ذلك على مستوى الولاية.. لحد الآن لا نظن أن هناك عرقلة سياسية”.

وقال حكيم الشركي لـ”مدار 21″، في وقت سابق، إن فريقه قدم الملف كاملا لولاية تلمسان صباح الأحد 10 شتنبر، بعد الحصول على الوثيقة من القنصلية المغربية، لكنه لم يتلق ردا منها.

وبحسب محامي العائلات، لا يوجد تعاون بين المغرب والجزائر نظرا للقطيعة الدبلوماسية من جانب الجزائر، “ولكن في ما يخص فرنسا، فالجزائر مجبرة على ذلك لأن هناك معاهدة تم الاتفاق عليها بين البلدين في الخامس من أكتوبر سنة 2016، من أجل التعاون القضائي”.

وأكد أن مطالب عائلات الضحايا هي معرفة الحقيقة (ماذا جرى بالضبط)، بالرغم من أننا أصبحنا نعرف تقريبا ما الذي حصل بعد إعلان وزارة الدفاع الجزائرية روايتها.

كما تطالب العائلات، يضيف المحامي، بالعدل عن طريق القضاء، سواء بالمغرب أو فرنسا أو على مستوى الأمم المتحدة، “من أجل الاعتراف بأن الضحايا كانوا فعلا عزل ويجب اعتبارهم شهداء، ومن أطلقوا الرصاص يجب اعتبارهم مجرمين”.

وقال إنه تم وضع شكاية، في الرابع من شتنبر، بتهمة القتل ومحاولة القتل وعدم مساعدة شخص في حالة خطر لدى المدعي العام بباريس الذي بدوره أحالها على جنايات بريدج.

وأوضح حكيم الشركي أنه بعد إحالة الملف على جنايات بريدج، ستعمل هذه الأخيرة على توجيه طلب من أجل التعاون القضائي للسلطات المغربية والسلطات الجزائية.

واستبعد المحامي أن تتفاعل الجزائر إيجابيا مع طلبات السلطات الفرنسية “لن ترد على هذا الطلب، لكن هذا كان هدفنا من الشكاية، لإجبارها على تنفيذ معاهدة تعاون بين الجزائر وفرنسا تنص على أن البلدين يعملان معا لحل قضايا إجرامية”.

وسجل المتحدث أن السلطات الفرنسية عملت على تنفيذ هذه المعاهدة في الساعات الأولى بعد الواقعة”، مؤكدا أن السلطات الفرنسية وبخصوص الحالات المماثلة “تعمل بجد” بحسب تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News