فن

“الحيوانات المنوية”.. فيلم يكسر “طابو” التحرش والاغتصاب بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة

“الحيوانات المنوية”.. فيلم يكسر “طابو” التحرش والاغتصاب بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة

يخوض المخرج المغربي كريم السويسي، غمار المنافسة ضمن فعاليات الدورة الـ23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بشريط قصير اختار له عنوان “الحيوانات المنوية”، حيث ينقل من خلاله نظرة استباقية عن تطور ظاهرة “التحرش الجنسي” و”انهيار أخلاق المراهقين” في المستقبل.

وتتبع عدسة الكاميرا نهارا ما تتعرض إليه بطلة الفيلم في طريقها إلى العمل بشكل يومي، وما يحدث في أثناء هذه الرحلة من تحرش جنسي للنساء في الأحياء الشعبية.

ويصوب المخرج كريم السويسي ليلا، الكاميرا تجاه ما يتعرض له مراهقون ينشطون في عصابة لـ”الدبشة” (شخصية في الفيلم)، من إدمان، وطقوس شيطانية، وتحرش واغتصاب النساء.

ويحاول الفيلم إعطاء نظرة حول تطور ظاهرة “التحرش الجنسي” في المستقبل، وما تعانيه النساء في طريقهن إلى العمل، ما أصبح يفرض تخليهن عن وظائفهن والمكوث في البيت في إطار فرض “حظر التجول” لارتفاع عدد ضحايا الاغتصاب والقتل.

ويسلط الفيلم الضوء على علاقة الأم وابنها، وتأثير غيابها عن البيت خلال عملها لتأمين قوتهما اليومي، في اكتسابه عادات وسلوكات منحرفة، خاصة وأنه ما يزال في سن المراهقة.

وفي تصريح لجريدة “مدار21″، أكد مخرج الفيلم كريم السويسي أن اختياره “الحيوانات المنوية” عنوانا لشريطه القصير لم يمكن بهدف إثارة الانتباه، إنما طبيعة الفيلم فرضته، للإشارة إلى العلاقة بين الأم والابن، إذ يرمز للحياة، إضافة إلى دلالته على العنف الجنسي والاغتصاب.

وأردف: “كتبت الفيلم قبل جائحة كورونا واخترت له عنوان “حظر التجول” (على النساء)، قبل أن أغيره في مرحلة المونتاج، حتى لا يتم ربطه بكوفيد، وعبارة “الحيوانات المنوية” في مشهد “للدبشة” الذي كان ينادي على المراهقين بهذا الاسم، لفتت انتباهي خلال عملية المونتاج ودفعتني لإبرازه في العنوان”.

وبخصوص القضية التي يدافع عنها، قال السويسي إنه أراد أن يعكس ما يجري في الفضاء العام وما تعانيه المرأة في المغرب من تحرش جنسي بطريقة فنية، باستباق الأحداث لسنوات، لينذر بخطورة هذه الظاهرة.

وعن توظيفه في الفيلم عبارات شتم وكلام نابٍ، أوضح مخرجه أنه صور مشاهده في حي “التقدم” بالرباط، وهو حي شعبي، وذلك كان أسلوبهم ولهجتهم، ولم يكن بإمكانه تزييف الصورة الواقعية.

وتتعرض بطلة الفيلم الأم للاختطاف لدى عودتها من العمل، والتحرش الجنسي من قبل عصابة “الدبشة” حيث ينشط بها ابنها دون علمها.

وفضل المخرج كريم السويسي أن يترك نهاية الفيلم مفتوحة على احتمالات عديدة، حيث لم يكشف عما إذا كان الابن نفذ عملية الاغتصاب على والدته.

بطل الفيلم زياد إدريسي، صرح لجريدة “مدار21” بأن الفيلم “يظهر أنك حينما تعتدي على الآخرين، يمكنك إيذاء أقرب الناس إليك دون أن تشعر بذلك، حتى وإن كانت والدتك”.

وأضاف زياد إدريسي أنه رغم اختلافه مع الشخصية إلا أنه كان مضطرا للدفاع عنها في الفيلم وتبني أفكارها، مردفا: “ليس ضروريا أن تكون الشخصية قريبة منك”.

وتستمر المنافسة على اقتناص الجوائز بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة إلى غاية الـ04 من شهر نونبر المقبل، حيث تعرض قاعات السينما باقة من الأفلام التي اعتمدت في المسابقات الرسمية.

وتترأس المنتجة والمخرجة وكاتبة السيناريو غيثة القصار لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير، التي تضم في عضويتها كلا من فاطمة بوبكدي، كاتبة سيناريو ومخرجة، وفاطمة الزهرة الجوهري، ممثلة، ومحمد أشاور، ممثل ومخرج، ومنير عبار، مخرج ومنتج.

ويتضمن برنامج هذه الدورة أربع مسابقات وهي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة، وإضافة مسابقة جديدة خاصة بأفلام مدارس ومعاهد السينما بالمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News