سياسة

“ثورة اجتماعية حقيقية”.. خبراء وأكاديميون دوليون يشيدون بتفعيل الدعم الاجتماعي المباشر بالمغرب

“ثورة اجتماعية حقيقية”.. خبراء وأكاديميون دوليون يشيدون بتفعيل الدعم الاجتماعي المباشر بالمغرب

أكد هيرنان أولانو، العميد السابق لجامعة يونيكوك في كولومبيا أن الالتزام الشخصي للملك محمد السادس مكن المغرب من أن يعيش “ثورة اجتماعية حقيقية”، تهدف إلى تمهيد الطريق نحو التقدم وتحسين الظروف المعيشية للمغاربة.

وقال أولانو، وهو أيضا أستاذ القانون العام في كولومبيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إنه “إذا كان هناك من شيء لفت انتباهي خلال السنوات ال 15 الماضية، فهو العمل الذي قام به الملك محمد السادس، والذي يترجم اليوم إلى برنامج دعم اجتماعي مباشر في إطار التزام جلالته بتعزيز رفاهية وازدهار كل مواطن من مواطني المملكة”.

ويرى الخبير الكولومبي أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، المنبثق عن الإرادة الملكية، يهدف إلى حماية الأشخاص في وضعية هشاشة وتعزيز عناصر العدالة الاجتماعية، تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة 2030.

وسيسمح هذا البرنامج للأسر المغربية بإيجاد طريق التقدم، على أساس العدالة والاندماج، حتى يتمكن 60 بالمائة من الأشخاص غير المشمولين بأنظمة الضمان الاجتماعي من التمتع بحقوقهم في الخدمات الاجتماعية، بما في ذلك الصحة والسكن.

وأضاف أولانو أن هذا الهدف سيتحقق بفضل الميزانية الكبيرة التي أمر الملك بتنفيذها ما بين 2024 و2026، في إطار من الشفافية والحكامة الجيدة.

وهذان المبدآن (الشفافية والحكامة)، كما أكد الخبير الكولومبي، هما الآليتان اللتان تميزان تنفيذ هذا البرنامج وهما جزءا من “ثورة اجتماعية” حقيقية.

من جانبه، أكد الخبير الجنوب إفريقي بمعهد الدراسات الأمنية ببريتوريا، جاكي سيلييرس، اليوم السبت، أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر الذي أطلقه الملك محمد السادس، يمثل خطوة جديدة في سبيل توطيد الصمود الاجتماعي والاقتصادي بالمغرب.

وأشار سيلييرس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المبادرة الملكية “إيجابية جدا” وتعكس إرادة السلطات المغربية ل”حماية السكان الأكثر فقرا من الآثار السلبية لغياب الاستقرار الدولي على النمو الاقتصادي”.

وأبرز الخبير الجنوب إفريقي أنه “في سياق يتسم بتباطؤ الاقتصاد العالمي، تعد هذه الإعانة الاجتماعية إجراء فعالا يأتي في وقت مناسب من أجل التخفيف من تبعات غياب الاستقرار الاقتصادي على الساكنة الأكثر هشاشة”.

وأضاف أن هذه المبادرة الملكية ستمكن حتما من دعم قطاع التعليم، والحد من الفوارق الاجتماعية وتوفير سبل العيش للساكنة المعوزة، مردفا بالقول “إنه تقدم جد إيجابي، سيسهم في دعم الأسر التي تعتمد على القطاع غير المهيكل”.

يشار إلى أن الملك أعلن في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشر، عن الشروع في تنزيل برنامج الدعم الاجتماعي المباشر نهاية هذه السنة.

وتبلغ الميزانية الإجمالية لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر 25 مليار درهم في 2024، و29 مليار درهم سنويا ابتداء من 2026. وتنضاف إلى هذا الغلاف المالي 10 ملايير درهم التي تخصصها الدولة سنويا لتعميم التغطية الصحية الإجبارية على الأسر الفقيرة والهشة، وهو ما مجموعه 40 مليار درهم في أفق سنة 2026.

من سياق ذاته،شدد الأكاديمية الموريتانية، تربه عمار، على أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، الذي أطلقه الملك محمد السادس، سينعكس إيجابا على المسار التنموي للمملكة.

وأوضحت عمار، أستاذة التاريخ الإسلامي بجامعة نواكشوط ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المملكة شهدت تطورا كبيرا على المستوى الاقتصادي والبنيات التحتية، وتراكما مهما في مجال الإصلاحات على المستوى الاجتماعي ، وبالتالي فإن هذا البرنامج سيساهم، وبدون شك، في مزيد من التقدم والازدهار.

وترى رئيسة جمعية الأطر الموريتانيين خريجي الجامعات والمدارس المغربية، أن برنامج الدعم المباشر، باعتباره حلقة جديدة من سلسلة الإصلاحات التي قام بها المغرب في المجال الاجتماعي، عنوان آخر للاهتمام الذي يوليه الملك للحماية الاجتماعية، وعيا من جلالته بأن أي تقدم وتطور يبدآن من حماية المجتمع والإنصات لانتظاراته واستجابة لتطلعاته.

وفي هذا السياق أبرزت أن هذا الدعم سيساهم في النهوض بوضعية الأسر التي ستستفيد منه، كما ستكون له آثار اجتماعية واضحة، من خلال عدة مؤشرات منها دعم تمدرس الأطفال والتأمين الصحي.

وقالت الأكاديمية الموريتانية، إن إرادة الملك في مجال الحماية الاجتماعية ستأتي أكلها، قريبا، حيث ستساهم في تطور المملكة وحماية أمنها الاجتماعي، مشيرة إلى أن الدعم الاجتماعي المباشر، مع التمويلات المهمة التي رصدت له، ما هو إلا تتمة للأوراش الاجتماعية الكبرى الأخرى التي أطلقها جلالته، والرامية إلى ضمان ظروف معيشية أفضل للمغاربة، لاسيما الأكثر هشاشة.

وبعد أن أشارت إلى أن هذا الدعم سينعكس بشكل إيجابي على نمط عيش الأسر المستفيدة، ذكرت بأوراش مهمة أخرى تهم، بالخصوص، تعميم الحماية الاجتماعية، التي تشمل التأمين الصحي الإجباري لفائدة الفئات الأكثر هشاشة، وإحداث برنامج جديد للمساعدة في مجال الإسكان.

وكل هذه البرامج، التي تنجز موازاة مع النمو الاقتصادي الذي عرفته المملكة خلال السنوات الأخيرة، تخلص الأكاديمية الموريتانية، ما هي إلا دليل على حرص الملك محمد السادس على رفاهية شعبه وإنصاته لنبض المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News