حوارات | فن

الخمليشي: تزدهر الأمداح في ذكرى المولد النبوي والزوايا ساهمت كثيرا في الحفاظ على هذا التراث

الخمليشي: تزدهر الأمداح في ذكرى المولد النبوي والزوايا ساهمت كثيرا في الحفاظ على هذا التراث

ذكرى المولد النبوي الشريف واحدة من المناسبات الدينية التي يحرص المغاربة، على إحيائها كل سنة، والاحتفال بها، إذ يتخذ هذا الأخير عدة مظاهر؛ أبرزها ارتداء لباس وإعداد وجبات خاصة بهذا اليوم، بالإضافة إلى التغني بقصائد وأشعار في مدح الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

في هذا الحوار، يكشف المنشد محمد الخمليشي دلالة الاحتفاء بذكرى المولد النبوي، وإقبال المغاربة على فن المديح والسماع في هذه المناسبة الدينية وغيرها من الاحتفالات الخاصة، مبرزا سر اهتمامهم بهذا التراث ونقله عبر الأجيال.

محمد الخمليشي يشير أيضا في حديثه للجريدة إلى أهمية الزوايا في الحفاظ على فن المديح والإنشاد، باعتبارها محطة للعلم والتعبد والذكر، ومساهمتها في تخرج العديد من العلماء والأئمة.

بداية، كيف ولجت إلى ميدان الإنشاد والمديح؟

بدايتي كانت في الكتاب، يعني درست حفظ القرآن الكريم وقواعده وأساليب القراءة المتقنة، بعدها اكتشفني أحد الأصدقاء في غنائي لمادة إنشادية وكنت متفوقاً في ذلك الحفل، حيث طلب مني أن التحق بصفتي عضوا جديدا في فرقتهم التي كانت تتخصص في مجال الإنشاد والمديح المشرقي والذي أميل له كليا، من هنا كانت الإنطلاقة الرسمية، ثم بعدها تجارب كثيرة في المجال والتحاقي بالكثير من الفرق، حتى أسست فرقتي سنة 2007.

من هم المنشدون الذي بصموا مسارك في هذا الميدان؟

كنت أستمع لكل الأصوات في بداياتي قصد فهم اشكال الأصوات ونقط قوتهم، حيث تبين لي أن المدارس العربية هي التي تجعل الصوت يتحسن بشكل علمي، مثل شيوخ مصر وسوريا في مجال قواعد الأداء الفردي. وكنت أستمع أيضا إلى بعض الملحنين في مصر قصد تعلم سيرورة اللحن التي تضيف للفرد نغما على مستوى الألحان.

هل المغاربة ما يزالون يقبلون على هذا النمط في مناسباتهم؟

الفن هو أصلا رسالة جمالية، ومن فطرة الإنسان أنه يقبل الجميل ويكره القبيح، بمعنى أن المغاربة أو المتلقي عموماً، إذا لامست قلبه بما تقدم من جمال مسموع طبعا يقبله ويصبح متأثراً به، فالمغرب بتنوع ثقافته وزخمه الفني يترك بصمة في قلوب الناس والمغرب من البلدان المتميزة فنا، لهذا المغاربة يقبلون الفن بكل تنوعه شرط أن يكون الفن يتماشى مع القيم والمبادئ الأساسية للإنسان، فالفن رسالة جمال لجمال.

في رأيك، هل الزوايا ساهمت في الحفاظ على هذا التراث المغربي؟

الزوايا والتكايا هما مصدر فن المديح والإنشاد، فالزاوية كانت ولازالت محطة علم وتعبد وذكر، فكل الأصوات الجميلة والعلماء والأئمة تخرجوا من الزوايا والتكايا، التي ما تزال تحافظ على الموروث المدائحي شعرا ونغما وتحدث كل أسبوع مجالس الذكر تتنغم فيها في مدح خير البرية.

ماذا تمثل ذكرى المولد النبوي؟ وهل تزدهر فيها الأمداح والسماع؟

نعم تزدهر الأمداح والسماع في ذكرى المولد النبوي، فالمغرب بلد العلماء والشرفاء، اهتمامهم بالمجال الديني هو امتداد لعقود من الزمن، حيث حافظوا على تربية أطفالهم على الاهتمام بالأعياد الدينية وتلقينهم الذكر بمناسبة المولد النبوي مثلا، ففي المغرب هذه الأيام تفتح صومعات المساجد بالذكر يوميا بعد صلاة المغرب والعشاء، وترديد البردة والهمزية والدعاء الناصرية، ناهيك عن الحفلات الدينية بالبيوت والقاعات الخاصة وفي كل القنوات سواء التلفزية أو السمعية، لهذا المغرب هو بلد الشرفاء بامتياز وبلد حاضر بقوة في كل المسابقات الدولية القرآنية أو الإنشادية وهو دليل نشأة المجتمع المغربي في المحافظة على الموروث الديني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News