اقتصاد

تزامنا مع “الاجتماعات السنوية”..حملة ترويجية تستهدف تعزيز وجهة مراكش السياحية إثر زلزال الحوز

تزامنا مع “الاجتماعات السنوية”..حملة ترويجية تستهدف تعزيز وجهة مراكش السياحية إثر زلزال الحوز

أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة حملة تواصلية وطنية جديدة تحت شعار “نتلاقاو فمراكش”، وذلك لحث المواطنين المغاربة على السفر إلى المدينة الحمراء بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف وقرب حلول العطل المدرسية القادمة لشهر أكتوبر.

ويأتي إطلاق هذه الحملة الترويجية، في وقت حسم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، قرارهما بشأن استمرار أن نسخة 2023 من الاجتماعات السنوية للمؤسستين الدوليتين، مؤكدان ضمن بلاغ مشترك صدر مطلع الأسبوع الجاري، أنها ستعقد في موعدها من 9 إلى 15 أكتوبر 2023 بمدينة مراكش

يعيش قطاع السياحة بالمغرب في الآونة الأخيرة على واقع أزمة حرجة جديدة بعد تداعيات أزمة الزلزال الذي ضرب في الثامن من شتنبر الجاري مناطق مختلفة بالمغرب، كان إقليم الحوز أكثرها ضررا.

وفي وقت بدأ قطاع السياحة يتعافى من آثار جائحة كورونا بارتفاع ملموس لعائدات العملة الصعبة من الخارج، ببلوغها ما يقارب 41 مليار درهم خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2023، أعاد الزلزال القطاع إلى “عنق الزجاجة”، مخلفا قلقا وتخوفا وسط الفاعلين والسياح الأجانب الراغبين في زيارة مجموعة من المناطق السياحية بالمغرب.

“المدينة الحمراء” مراكش، واحدة من أبرز الوجهات السياحية بالمغرب والعالم، والحاضنة للعديد من المآثر التاريخية المتضررة، تشهد اليوم نوعا من الركود النسبي نتيجة “الهزات الارتدادية” لزلزال الحوز عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

وذكر بلاغ للمكتب أن هذه الحملة التواصلية المتميزة التي سيتم بثها تحت علامة “نتلاقاوفبلادنا”، تأتي تفاعلا مع الحركة التضامنية الاستثنائية للمغاربة قاطبة التي أعقبت زلزال منطقة الحوز، وتروم مواصلة هذا الزخم التضامني بحثهم على القدوم مجددا إلى مراكش وتقاسم لحظات العيش مع المراكشيين خلال هذه الفترات الاستثنائية.

وأضاف المكتب أنه أنجز هذه الحملة الترويجية للسياحة الداخلية أنجزت في لحظة حاسمة لإطلاق النشاط السياحي وإعادته إلى سابق عهده، موضحا أن الأمر يتعلق “بالفعل بلحظة فاصلة لدى مهنيي القطاع الذي وجدوا أنفسهم في أمس الحاجة لحملة قوية تطمئن السياح خلال الموسم القادم وتشجعهم على مواصلة التوافد على وجهة المغرب”.

وبحسب البلاغ، سيشرع في بث هذه الحملة ابتداء من يومه السبت 23 شتنبر على شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية الوطنية، على أن تليها يوم الإثنين القادم حملة تواصلية أخرى موازية تشمل الصحافة الإلكترونية والورقية، في أفق ضمان إشعاع شامل للسياحة الوطنية عشية المولد النبوي الشريف وبمناسبة قرب العطلة المدرسية لشهر أكتوبر.

وأبرز المصدر ذاته أن علامة “نتلاقاوفبلادنا” تعد “بحق مصدر إلهام حقيقي مفعم بقيم نكران الذات، التضامن، التآخي، التقاسم والاستدامة، والإدماج والتآزر. تلك هي نفس القيم التي أضحت مصدر فخر واعتزاز لدى كافة المغاربة؛ حيث تجلى كل هذا الزخم التضامني الرائع الذي عم مختلف ربوع المملكة غداة الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز؛ ذاك الزخم الذي أبهر العالم وخلف أصداء إيجابية من مختلف الربوع”

وخلص البلاغ إلى أن المكتب الوطني المغربي للسياحة يعتزم بذلك مواصلة التواجد والعمل على اتخاذ كل التدابير والإجراءات التي تفرضها بعض المستجدات، الوطنية والدولية، بغية الحد من انعكاساتها السلبية على القطاع السياحي وإعانته على استعادة توجهه وبريقه، أملا في استقطاب أعداد مهمة من السياح الأجانب والداخليين على حد سواء.

وتعرضت العديد من المناطق الأثرية التي كانت قبلة مفضلة للسياح الأجانب، لدمار كلي أو جزئي بسبب الزلزال، أبرزها أسوار مراكش ومسجد تنميل، علاوة على مسجد الكتبية الذي شهد تصدعات بالجدار الموجود بجانب المحراب، والأضرار التي لحقت السور الخارجي المحيط بالجامع.

ويراهن المغرب على استضافة الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي من 9 إلى 15 أكتوبر المقبل بمراكش لتأكيد التعافي السريع لقطاع السياحة، ومنحه دفعة قوية بتعويض ما خلفه الزلزال من قلق للراغبين في زيارة المغرب.

وأكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن “المؤشرات ذات الصلة بالنشاط السياحي بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز عادت إلى وضعيتها السابقة”، مشددا على “هناك طلبا على هذه الوجهات من جديد”، مسجلا أن “المملكة ستحتضن حدثا كبيرا مطلع أكتوبر المقبل، وله رمزية كبيرة جدا”، في إشارة إلى الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد.

وشدد الوزير على أن رهان الحكومة على قطاع السياحة كان “صائبا”، مبرزا أن القطاع يعد مجالا حيويا نظرا لمساهمته الكبيرة في انتعاش الاقتصاد الوطني.

واستحضر جهود الحكومة لدعم الاقتصاد خلال جائحة “كوفيد -19″، ولاسيما الدعم الممنوح للقطاع السياحي، والذي يعد مؤشرا على أن قطاع السياحة مجال واعد، خاصة بعد التعافي من هذه الجائحة.

وشدد بايتاس على أن الحكومة تعمل بشكل كبير من أجل مواكبة قطاع السياحة، لما له من مساهمة كبيرة في الناتج الداخلي الخام، فضلا عن كونه خزانا لمجموعة من فرص الشغل.

وسجل الوزير أن الدعم الممنوح من طرف الحكومة للنقل الجوي، وكذلك للقطاع السياحي، سيكون له انعكاس إيجابي على الاقتصاد الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News