باحث لمدار21: تصريح هلال جاء ردا على خطأ المبتدئين الذي ارتكبه لعمامرة
قال الباحث في القضايا الدولية أحمد نور الدين، أن تصريح السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال، والذي خلف جدلا واسعا في الأوساط السياسية الجزائرية، كانت ردا على وزير خارجية الجزائر، والذي أقحم ملف قضية الصحراء في مؤتمر عدم الانحياز، رغم أن الملف لم يكن مدرجا في أجندة المؤتمر، “وهذا يعتبر خطأ مهني من المفترض أن لا يصدر من ديبلوماسي تقلد عدة مناصب دوليا وفي الجزائر ولمدة تزيد عن 40 عاما.. رمطان لعمامرة ارتكب خطأ المبتدئين”.
وأوضح الباحث المتخصص في شؤون شمال إفريقيا في تصريح لجريدة “مدار 21” أن عمر هلال، ومن باب القانون الديبلوماسي والذي تعترف به كل دول العالم، مارس حق الرد، مشددا على أنه لم يقل إن المغرب يدعم أو يقدم أي من أشكال الدعم لحركة “الماك” المطالبة باستقلال منطقة القبايل “ما قاله السفير والمغربي، ولحد الساعة، هو أن الجزائر حين تطالب بتقرير مصير جزء من ساكنة المغرب المقيمة بالأقاليم الصحراوية، فالأولى أن تطبق نفس المبدأ على شعب القبايل والذي يقدر عدد سكانه ب 12 مليون نسمة وليس 70 ألف أو 200 ألف، كما هو الشأن بالنسبة لسكان الساقية الحمراء وادي الذهب”.
وأضاف “المبادئ لا تقبل التجزئة وشعب القبايل أحد أقد الشعوب في شمال إفريقيا، لذلك إذا كانت الجزائر تؤمن بحق تقرير المصير، فعليها أن تطبقه على كل من يطالب بذلك، والقبايل تطالب بذلك، بل إن لديها حكومة مؤقتة في فرنسا ورئيس”.
واعتبر نور الدين أن تصريحات عمر هلال بداية الرد المناسب و المنطقي وفقا للقانون الدولي، على الجزائر “إذا المغرب أراد ممارسة حق المعاملة بالمثل، فمن حقه أن يحتضن تنظيمات انفصالية تطالب بالاستقلال عن الجزائر وتقدم لهم دعما كما تفعل الجزائر”.
وأردف :”إذا كانت الجزائر ترفض أن يتم دعم أو تسليح إو إعطاء أي شكل الدعم لاي حركة تطالب بالانفصال عنها، فعليها أولا أن تلتزم بعدم دعم البوليساريو.. فليس من حق الجارة أن تسلح الحركة وتسمح لها بإجراء عمليات مسلحة من داخل التراب الخاضع لها، وتمارس وزارة خارجيتها الابتزاز على الدول الإفريقية واسيا وأمريكا اللاتينية مقابل البترو دولار، ومقابل الاعتراف بالكيان الوهمي، كما ليس من حقها أن يصبح سفرائها محامو الشيطان في المحافل الدولية ضد وحدة المغرب، بحجة أن الملف في الأمم المتحدة”.
وكان مسؤول جزائري قد أكد أن تصريحات السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، والتي أثار فيها مصير القبايل ونهاية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، أثارت جدلا واسعا بالجزائر.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ”مدار21″، أن اجتماعا رفيع المستوى عُقد أمس بالجزائر ودام ساعات، جمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ومسؤولين كبار، لعل أبرزهم رئيس أركان الجيش الوطني السعيد شنقريحة، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، و”ذلك بهدف تدارس طريقة للرد على تصريحات عمر هلال”.
وأوضح المسؤول الجزائري أن بلاده تستعد للرد “ببلاغ رسمي أو من تحت الطاولة”، مؤكدا أن المسؤولين الجزائريين اعتبروا ما جاء على لسان هلال “ردا رسميا للمغرب على قطع العلاقات وليس بلاغ وزارة الخارجية المغربية”.
