مجتمع

“زلزال الحوز” يُخرج أزمة الرباط وباريس للعلن والإعلام الفرنسي يرش الملح على الجرح

“زلزال الحوز” يُخرج أزمة الرباط وباريس للعلن والإعلام الفرنسي يرش الملح على الجرح

لا شك أن الأزمة التي اختلقها الإعلام الفرنسي عقب إعلان المغرب قبول المساعدة من أربعة دول للمشاركة في عملات إنقاذ وإغاثة ضحايا زلزال الحوز، ليست من ضمنهم فرنسا، جعلت العلاقات بين الرباط وباريس تعود للواجهة، وتصبح سياسة باريس الخارجية، خاصة في عهد إيمانويل ماكرون، اتجاه المغرب وعدد من البلدان الإفريقية تحت المجهر.

حسن بلوان، الباحث في العلاقات الدولية، قال إن العلاقات المغربية الفرنسية تتجه نحو الأزمة العلنية بعدما كانت توصف بأنها صامتة، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي واكبت الزلزال المدمر الذي ضرب الحوز وباقي المناطق، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين، رغم أنها عرفت بعض الأزمات السابقة، فإنها لم تصل إلى هذا الجفاء والتصعيد والتضحية بتاريخ حافل من العلاقات التقليدية والاستراتيجية.

وحمل بلوان الرئيس الفرنسي مسؤولية ما وصلت إليه العلاقات المغربية الفرنسية، معتبرا أن السياسات الخارجية الخاطئة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدت إلى فقدان باريس نفوذها في العديد من المناطق بإفريقيا، إلى جانب بحثه عن تحالفات هشة ومصطنعة مع الجزائر على حساب المملكة المغربية.

كما حمل الباحث في العلاقات الدولية، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، الإعلام الفرنسي الجزء الأكبر في التوتر بين البلدين، خاصة بعدما هاجم المغربَ ورموزه وشكك في قدرة المؤسسات الرسمية بالمملكة على مواجهة كارثة الزلزال نكاية في رفض المغرب وتقنينه لمسألة المساعدات الدولية عامة، سيما رفض المساعدة الفرنسية.

وعن تكذيب مصادر من الحكومة المغربية لتصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية بخصوص زيارة إيمانويل ماكرون للرباط، أكد بلوان أنه رغم الجحود الذي قابلت به فرنسا المساعي المغربية لإعادة ترتيب العلاقات فالمملكة المغربية تتعامل مع هذا التوتر بالكثير من العقلانية وضبط النفس.

واعتبر المتحدث أن ماكرون “ضرب بعرض الحائط جميع الأعراف الدبلوماسية بتصريحات غير متوازنة وخرج مخاطبا الشعب المغربي وحاول فرض زيارة غير مبرمجة للمغرب على لسان وزيرة خارجيته، اضطر معها المغرب إلى الإعلان الحازم بعدم برمجة أي زيارة رسمية لماكرون إلى المغرب”، مؤكدا أن “هذا الرد القوي والحازم جاء نتيجة تلكؤ الإليزيه في تلبية المطالب الفرنسية المشروعة خاصة في ما يتعلق بالموقف من قضية الصحراء المغربية”.

أما عن اتجاهات العلاقات المغربية الفرنسية، فتوقع الباحث في العلاقات الدولية أن تسير نحو الكثير من الغموض، مؤكدا أنه ” لا يمكن تجاوز الأزمة إلا بأحد شرطين، أولهما أن تتراجع السياسة الماكرونية عن نظرتها المتعالية للمملكة المغربية باعتبارها لاعبا محوريا في التغيرات والتحولات الجيواقليمية، أو تنتظر المملكة الانتخابات الفرنسية المقبلة وتتجدد العلاقات مع فرنسا في ظل تغيير جذري يقطع مع التجربة الماكرونية.

وخلص بلوان إلى أنه وبالرغم من الأزمات المتتالية، فإن المغرب وفرنسا طورا آليات فعالة لتجديد علاقاتهما مهما بلغت حدة الأزمات التي مرت منها العلاقات بين البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News