ماكرون يطالب الإعلام الفرنسي بوقف الجدل بسبب عدم قبول المغرب المساعدات بعد الزلزال

بعد أيام من الجدل غير المبرر و”حملة مسعورة” من بعض وسائل إعلام فرنسية، بسبب عدم قبول المغرب المساعدات من باريس بعد “زلزال الحوز”، خرج الرئيس إميانويل ماكرون عن صمته، مطالبا بوقف “هذا الجدل الذي ليس في مكانه”.
وقال إيمانويل ماكرون في مقطع فيديو من مكتبه بقصر الإليزيه، إن فرنسا اهتزت أيضا ليلة السبت بعدما ضرب الزلزال مناطق مغربية، موجها رسالة للمغاربة، مؤكدا فيها أن باريس “تقف إلى جانبكم.. وتتضامن مع الضحايا وأسرهم”.
كما شدد على أن ما يعيشها المغرب ورغم أنه يمكن اعتباره “لحظة ألم، لكنه لحظة للفعل والتلاحم”،مطالبا في الوقت نفسه وسائل الإعلام الفرنسية بوقف الجدل “الذي يعقد الأمور في هذه اللحظات المآساوية”، على اعتبار أن من حق العاهل المغربي محمد السادس والحكومة المغربية تنظيم وصول المساعدات التي تصل للبلاد.
وجدد في ختام رسالته استعداد بلاده، لتقديم المساعدة للمغرب “من الناحية الإنسانية، والطبية، وللإعمار، وللمساعدة الثقافية والتراثية أيضا، وفي جميع المجالات التي يراعي فيها الشعب المغربي وسلطاتهم أننا سنكون مفيدين”.
وأعلنت فرنسا، أمس الإثنين، عن تخصيص بلادها، دعما ماليا قدره 5 ملايين يورو، سيتم توجيهه لمنظمات غير حكومية بالمغرب، وذلك وفق ما جاء على لسان وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، خلال مشاركتها في برنامج تلفزيوني.
وأوضحت المسؤولة الفرنسية أن هذا الدعم المالي، مصدره الصندوق الاحتياطي لوزارة الشوؤن الخارجية، والهدف منه ضمان استمرار المنظمات غير الحكومية المتواجدة بالمغرب والطامحة لتقديم المساعدة للمتضررين جراء زلزال الحوز الذي ضرب المملكة مساء الجمعة،
وقالت كولونا إن “العديد” من المنظمات غير الحكومية من جنسيات مختلفة، والتي تم التواصل معها من طرف الخارجية الفرنسية، بالفعل متواجدة في المغرب لمساعدة السكان المتضررين من هذه الزلزال الذي أسفر عن مقتل أكثر من 2497 شخصا وإصابة أكثر من 2476 آخرين وفقًا لآخر حصيلة محينة أعلنت عنها وزارة الداخلية المغربية صباح اليوم الإثنين.
كما دعت كاثرين كولونا أيضا إلى عدم إثارة ما اعتبرته “جدلا سيئا” حول المساعدة المحتملة من فرنسا للمغرب بعد الزلزال المدمر، واصفة ذلك بـ”الجدل غير الملائم تمامًا”، وذلك ردا عن سؤال وجه لها عن الأسباب التي جعلت المغرب لا يطلب المساعدة من باريس في حين قبل المساعدات من إسبانيا والمملكة المتحدة.
وأضافت في نفس السياق، خلال حلولها في برنامج تلفزيوني مشترك بين قناتي “RMC” و”BFMTV” أن “المغرب لم يرفض أي مساعدة أو اقتراح منا. لا يجب تقديم الأمور بهذا الشكل”.
وأكدت أن “المغرب سيد ذاته”، وأنه قادر بمفرده على تحديد احتياجاته والوتيرة التي يرغب فيها في تلقي الردود على هذه الاحتياجات. وأشارت أيضا إلى أن فرنسا “تضع نفسها تحت تصرف السلطات المغربية وتثق بشكل كامل في قدرتها على تنظيم عمليات الإغاثة بالطريقة التي تراها مناسبة”، متجاوزة التوترات في العلاقات بين البلدين.
وتأتي تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية للرد على بعض وسائل الإعلام الفرنسي التي عمدت على استغلال الظروف الحرجة التي يمر منها المغرب لنفث سمومها ضد المملكة من جديد، حيث قادت حملة مسعورة ضد المغرب، محاولا ممارسة الابتزاز السياسي باستخدام ورقة الزلزال، وذلك عبر الترويج لأسطوانة تفتقد لكل مقومات الصحة، مفادها أن المغرب يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى ضحايا الزلزال، خاصة من طرف فرنسا.
وكانت مصادر رسمية قد كشفت لجريدة “مدار21” أن المغرب تلقى 90 طلبا للمساعدة من دول صديقة ومنظمات غير حكومية، وذلك جراء الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وخلف إلى حدود العاشرة من صباح اليوم الإثنين 2497 قتيلا و2476 جريحا.
وأفادت المصادر أن طلبات المساعدة المذكورة الموجهة للمغرب تتوزع بين 60 طلبا وجهته دول، و30 طلبا وجهته منظمات غير حكومية.
المصادر ذاتها أكدت لجريدة “مدار21” أن المملكة المغربية قررت اعتماد أربعة أطقم مساعدة، إلى حدود اللحظة، مكونة من 360 فردا، من دول إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات.
وحول أسباب عدم قبول جميع طلبات المساعدة، أبرزت المصادر أن فلسفة المغرب قائمة على عدم إضاعة الإمكانيات المقدمة من طرف الدول والمنظمات من الحاجيات التي قد لا يحتاجها ضحايا الزلزال في الوقت الحالي، من أدوية أو مقتنيات.
وتابعت المصادر ذاتها أن المغرب فضل أن تكون الاستجابة لطلبات المساعدة وفق الخصاص، على أن تحدد المملكة طبيعة الحاجيات التي بها خصاص لعدم إضاعة جهود الدول والمنظمات الصديقة.
وأكدت وزارة الداخلية أنه “في إطار تبني مقاربة تتوافق مع المعايير الدولية في مثل هذه الظروف، فقد أجرت السلطات المغربية تقييما دقيقا للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية”.
واستجابت السلطات المغربية في هذه المرحلة بالذات، وفق بلاغ الداخلية، “لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ”.