مثير للجدل

الكردادي.. شعلة أمل وضاء!

الكردادي.. شعلة أمل وضاء!

إلى جانب فوزها بالميدالية البرونزية لسباق الماراتون في بطولة ألعاب القوى المقامة ببودابست المجرية، حازت فاطمة الكردادي باستحقاق على حب المغاربة، لا لأن اللقب غير مسبوق بالمغرب وفقط، ولكن لأنها تحولت إلى شعلة أمل مضيئة، ومثالا في زمن عزت فيه القدوات والأمثلة.

تفوق الكردادي ونيلها حب المغاربة، جاء بعد أن كانت قصة النجاح هاته غير متوقعة للكثيرين، وعلى رأسهم من حاربوها بجامعة ألعاب القوى، بذرائع غير رياضية، واستغلوا مناصبهم لإطلاق سموم الإساءة لسمعتها، مستغلين سلاح “المنشطات” الذي طالما لوث مسيرة رياضيين كبار عبر التاريخ.

ولعل المثير في قصة الكردادي، وما جعلها تقفز إلى قلوب المغاربة، بكل أناقة وأصالة، أن عناصر القصة الملحمية توفرت بحكايتها، فهؤلاء “الأشرار” الذين وقفوا بوجهها مكنوها من حيث لا يدرون بعنصر الصمود في الحكاية والحافز على الاستمرار، وذلك “الخيير” الذي صدح بصوته وحيدا لمساندتها وردد عبارات التشجيع وهو يركض إلى جانبها كان لسان حال المغاربة وعنصر التأييد المطلق لبطلتنا.

كل شيء في حكاية الكردادي التي أسالت الأقلام بغزارة كان ملفتا. ولو كان من حاربوها جبالا لانهاروا أمام قوة الصرخة التي أطلقتها بالدموع عند خط نهاية السباق، ليس سباق الماراتون بل سباق تأكيد الجدارة والأحقية، وتأكيد خطأ من راهنوا على فشلها ويستمرون في الاستثمار في تثبيط العزائم إلى اليوم.

ثم أي عبارات سيستلف عبد السلام أحيزون، رئيس جامعة ألعاب القوى المعمّر، لمدح نجاح من جعلها تدبيره الأعوج لأزيد من 17 حولا للجامعة، تتجرع مرارة الإقصاء ونقص الدعم ونيران التسميم ممن تمثلهم؟، وأي وجوه سيختبئ خلفها مرؤوسيه الذين حاربوها بكل خسة؟.

وأخيرا، كان النجاح المغربي وسيظل دائما، مجرد فلتة في سماء التسيير المُحبط والتدبير الذي يقتل أوجه الإبداع في مناحي الحياة كلها، لكننا سننتظر في كل مرة أن يأتي من هم على شاكلة البطلة فاطمة الكردادي أو سفيان البقالي أو حكيم زياش أو وليد الركراكي ليبعثوا فينا بقصص نجاحهم الملحمية شعلة أمل وضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News