مجتمع

خبير نفسي: هذه أسباب اكتساب الأطفال عادات سيئة بالعطلة الصيفية وهكذا يجب تجنبها

خبير نفسي: هذه أسباب اكتساب الأطفال عادات سيئة بالعطلة الصيفية وهكذا يجب تجنبها

العطلة الصيفية متنفس ينتظره جل الأطفال بعد موسم دراسي شاق للراحة والسفر والاستجمام، لكن سوء التأطير خلال هذه الفترة من السنة يدفع بعضهم إلى اكتساب عادات سيئة يصعب الإقلاع عنها في ما بعد، لاسيما الإدمان على اللوحات الإلكترونية والجلوس أمام التلفاز ساعات كثيرة، مما يقوي لديهم عاملي الخمول والكسل في إنتاج أفكار أو استقبال معارف جديدة.

وفي هذا الإطار، يقول الأخصائي النفسي الإكلينيكي والمعالج النفساني، فيصل طهاري، إن العطلة الصيفية مهمة للأطفال، وتعد فترة راحة لهم خاصة وأنهم يدرسون طيلة السنة ويتبعون مسارا دراسيا طويلا، يمتد من ثمانية إلى تسعة أشهر، غير أن هذه العطلة الصيفية، وفقه، “سيف ذو حدين”، قد تساعدهم إما في اكتساب عادات سيئة أو إيجابية.

ويضيف طهاري، في حديث إلى “مدار21″، أنه عندما تكون هذه العطلة “مقرونة بنظام مرتبط ببرنامج يمزج بين الترفيه والتعلم مثل القراءة، والمطالعة، والسباحة، والمشي والرياضة، تحت مراقبة الأهل، يساهم في اكتسابهم عادات إيجابية تفيدهم في تحصيلهم الدراسي المقبل، وتمنحهم قدرة على التفكير والبحث عن المعرفة.

لكن يقع العكس، يواصل الأخصائي ذاته، “حينما تكون هذه العطلة الصيفية حرة لا تخضع لأي برنامج أو أي منطق”، مشيرا إلى
أنه من بين العادات السيئة التي يكتسبها الأطفال “الإدمان بشدة على اللواحات الإلكترونية”، حيث إن هذا الإدمان على الشاشات يجعلهم لا يكتسبون معارف جديدة، ويدفعهم للخمول والكسل، ويجعلهم ينفرون من الخروج من البيت، وهو من “أكثر العادات السيئة والهدامة لشخصية الطفل في نموه المعرفي”، حسب حديثه إلى الجريدة.

ويؤكد الخبير نفسه أنه ينبغي “رصد برنامج مشترك مع الأطفال لضمان توفر الرغبة والشغف لديهم في تنفيذه، وألا يكون برنامجا منزلا من طرف الأسرة ويتم فرضه عليهم، أو برنامجا مكثفا يرهقهم”.

وتابع: “هذا البرنامج يجب أن ينبني على تحفيز الأطفال على الاشبّع بعادات القراءة خاصة أنه من الصعب تخصيص وقت للمطالعة خلال السنة الدراسية، وقراءة ما هو خارج عن البرنامج التعليمي، لذلك تكون العطلة الصيفية فرصة للقيام بهذه الممارسات لإعددهم لاكتساب مصطلحات جديدة سواء في اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية”.

ويشدد طهاري في السياق عينه على ضرورة تعليم الأطفال “الاعتماد على النفس، من خلال قيامهم ببعض أعمال البيت مثل النظافة وترتيب الأغراض، وطي الملابس، وجمع الألعاب، لمساعدتهم على تحصيل جيد في حياتهم ودراستهم”.

ويقترح المتحدث ذاته تقسيم العطلة الصيفية إلى فترتين، فترة فيها نوع من الراحة والسفر، وفترة مخصصة لاكتساب عادات إيجابية ومهارات جديدة، سواء أكانت أنشطة منزلية تساعد الطفل في التحرك، أو رياضية أو دراسية ترفيهية فيها نوع من التمارين والمسابقات، في اللغات والمواد تحفزهم أكثر على بذل مجهود والتعود على العطاء.

ويوصي الأخصائي النفسي الإكلينيكي والمعالج النفساني، فيصل طهاري، بعدم “اللجوء إلى القطيعة النهائية مع الكتب والقراءة والمعارف التي اكتسبها الأطفال خلال مسارهم الدراسي السابق، استعدادا للموسم الدراسي الجديد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News