مجتمع

نقص الطعام وتنظيف أطفال للمراحيض يستنفر حقوقيين ومطالب لبنسعيد بإعادة الثقة  للمخيمات

نقص الطعام وتنظيف أطفال للمراحيض يستنفر حقوقيين ومطالب لبنسعيد بإعادة الثقة  للمخيمات

تواصل المخيمات الصيفية بالمغرب إثارة النقاش، وذلك بعد وقوف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، على عدة تجاوزات تتضمن إجبار الأطفال على تنظيف المرافق الصحية الملوثة “بشكل مبالغ فيه وتقديم وجبات أكل غير كافية”، مطالبة بفتح تحقيق وترتيب الآثار القانونية للتجاوزات التي كانت موضوع شكايات العديد من الأسر، حول الظروف غير الآدمية التي يعيشها الأطفال في المخيمات الصيفية.

وغير بعيد عن الموضوع،  ساءل النائب البرلماني حسن أومريبط، عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد حول “الظروف التربوية والأخلاقية في المخيمات الصيفية”، مستفسرا عن التدابير التي ستتخذها الوزارة للحد من تكرار بعض الوقائع المشينة في المخيمات الصيفية وحول الإجراءات التي ستعتمدها الوزارة  لتقوية وترسيخ الثقة في المخيمات الصيفية وسط أمهات وآباء وأولياء أمور الأطفال واليافعين المستفيدين منها.

وأورد أومريبط في سؤاله الكتابي “بروز بعض الممارسات غير الأخلاقية المنسوبة لبعض المؤطرين، طرحت مؤخرا مجموعة من المخاوف وسط أمهات وآباء وأولياء أمور المستفيدين من المخيمات الصيفية لهذه السنة والعديد من منظمات المجتمع المدني، بشأن الظروف الأخلاقية والتربوية التي تمر بها وآليات مراقبتها من طرف مكونات الوزارة”.

وأضاف “أن الفئة المستهدفة من هذه المخيمات توجد في مرحلة عمرية جد حساسة، مما يستلزم وضع شروط دقيقة وصارمة على المستوى الصحي والتربوي والمهني عند اختيار المؤطرين والمشرفين، والتتبع المستمر والمراقبة الدقيقة لمدى إنجاز البرنامج التخييمي والتأكد من مدى احترامه لقيمنا الوطنية، ولقواعد حقوق الإنسان عامة وحقوق الطفل خاصة، ولمبادئ ديننا الحنيف”.

ومن جانبها وارتباطا بالموضوع الذي أثارته حول المخيماتـ طالبت الجمعية المغربية، في رسالة وجهتها إلى الوزير بنسعيد، بتقوية الرقابة في كل ما يتعلق بالمخيمات لضمان التفعيل الحقيقي لدفتر التحملات في كل ما يتصل بالعملية التخييمية، وأهمها البرنامج التربوي والتثقيفي والترفيهي والأطر المشرفة عليه، الترفيه والاستجمام، صلاحية المكان و استيفائه لشروط الصحة والسلامة وراحة الطفلات والأطفال، التغذية المتوازنة والجيدة  والمنسجمة مع المنحة المخصصة لذلك ومساهمات الآباء.

وأشارت الجمعية الحقوقية في نفس الرسالة، إلى توصلها بشكاية من أب لطفلتين و أم لطفلتين تتراوح أعمارهم بين 7 و 14 سنة، إضافة إلى عدة صور واشرطة فيديو ومعطيات أخرى عن المخيم المنظم بجماعة أولاد دحو، الذي تم تغيير مكانه خلافا لما كان مصرح به لآباء وأولياء الأطفال والطفلات من أسرة التعليم دون إشعار مسبق لآباء وأمهات الأطفال ، مما ادى الى إصابة  الكل بحالة من الهلع ، التي قابلها مؤطرو الجمعية  بمحاولات للتشويش و الإنكار.

وحسب نص المراسلة، فقد أعلنت مؤسسة الأعمال  الاجتماعية للتعليم فرع مراكش عن تنظيمها لمخيم صيفي بمدينة أكادير لمدة 11 يوما، بشراكة مع جمعية الفردوس للتخييم والتنمية المستدامة في إطار البرنامج الوطني للتخييم، ليتضح أن مقر المخيم يتواجد بدار الطالب ودار الطالبة بدوار أولاد دحو التابعين للمديرية الإقليمية اشتوكة أيت باها إنزكان، الذي يبعد عن مركز مدينة أكادير بحوالي 40 كلم تقريبا.

وخلال وصفهم لظروف الرحلة، أشار أولياء الأمور إلى تأخير موعد الإنطلاق واستعمال حافلتين صغيرتين لذلك، وبعد ربط أولياء الأمور الإتصال بأبنائهم اتضح أن هناك تغيير في مقر المخيم  المتفق عليه، وأن مقر المخيم لم يكن معدا لاستقبال الأطفال المتعبين والجائعين بسبب طول الرحلة، مما يشير إلى التخبط في إيجاد داري الطالب والطالبة ليلا في منطقة شبه معزولة بعيدة عن  الطريق الرئيسية.

وأكدت الشكاية التي تقدم بها أولياء الأمور إلى الجمعية الحقوقية، على عدم تجاوب  المؤسسات المعنية بهذا المخيم، بجدية مع تساؤلاتهم عن وضعية أطفالهم وظروف إقامتهم، مؤكدين على ربطهم الإتصال بعضوة في مكتب الجمعية التي لم تنجح معها كل المحاولات  لإقناعها بضرورة زيارة مقر المخيم على وجه السرعة  لكن ” للأسف كانت إجابتها عبارة عن تسويفات ومبررات واهية، وكل ما كانت تقوم به هو إرسال رسائلنا الصوتية التي كنا نتواصل معها هي شخصيا إلى المشرفين هناك عن المخيم مما جعلنا نقلق أكثر على بناتنا”.

ولوصفهم الظروف اللاإنسانية للتخييم، سجل الأطفال عدة تحديات واجهتهم أثناء هذا المخيم تمثلت في مدى القذارة في المرافق الصحية والأفرشة ونقص كمية الطعام، ونوعيته وطريقة تقديمه التي لا ترقى للآدمية التي تخالف المقرر الخاص بالتخييم  المعلن من طرف الوزير الوصي، كما أنه تم  إجبار الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات على تنظيف المرافق الصحية بطرق مبالغ فيها، محملا الاطفال لأعباء تتجاوز قدراتهم و تحرمهم من الاستجمام و اللعب و الاستمتاع و الاستفادة الحقيقية من المهارات المكتسبة أثناء التخييم.

وأشارت الشكاية إلى توقيع مجموعة من أولياء الأمور شهادة المغادرة واصطحابهم لفلذات أكبادهم، بعد زيارتهم للمخيم يوم السبت 19/08/2023 ومعاينتهم ظروف الإقامة  التي تم وصفها بكونها “منطقة بعيدة ومعزولة في عز حرارة الصيف الشديدة، ولا تتوفر على أي مرافق ترفيهية يمكن برمجة خرجة أو زيارة لها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News