سياسة

“المصالح أولا”.. تحالف الجزائر وجنوب إفريقيا يسقط مبكرا أمام شروط الانضمام لـ”بريكس”

“المصالح أولا”.. تحالف الجزائر وجنوب إفريقيا يسقط مبكرا أمام شروط الانضمام لـ”بريكس”

أعلنت مجموعة “بريكس” وبشكل رسمي، اليوم الخميس، موافقتها على انضمام ست جديدة، من بينها ثلاثة دول عربية، وهي السعودية والإمارات ومصر، لكن في المقابل فشلت الجزائر في حجز مقعد رغم تأكيد تبون على ثقته في انضمام بلاده للتكتل نهاية 2023، وذلك بسبب عدم توفرها على الشروط كاملة.

وسعى تبون، منذ أشهر إلى كسب دعم الأعضاء الرئيسيين بالبريكس من أجل الموافقة على انضمام الجزائر، وذلك من خلال زيارات متفرقة لكل من روسيا والصين، واللتان أعلنتا عن موافقتهما المبدئية على انضمام الجزائر عبر سفيريهما بالجزائر، كما تباهى بموافقة جنوب إفريقيا، الرئيس الحالي للمجموعة.

ولمح الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون، إلى أن عودة الرئيس اليساري لولا دا سيلفا إلى الحكم يمكن أن تخدم مساعي الجزائر للانضمام إلى بريكس، خاصة وأنه تربطه بها علاقات طيبة منذ زيارته لها في 2006، خلال ولايته الرئاسية الأولى.

لكن “خطط” تبون وزياراته لم تفلح في ضمان عضوية للجزائر، بسبب عدم توفرها على شروط أخرى تطالب بها المجموعة الاقتصادية، ومنها الناتج الوطني الخام والتنوع الاقتصادي وهو ما يستدعي من حكام الجارة “التقاط إشارات” للنهوض باقتصادها.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي عقب اختتام قمة بريكس، إن معايير توسيع مجموعة “بريكس”، تضمنت وزن وهيبة الدولة ومواقفها على الساحة الدولية، مؤكدا أن النقاشات حول توسيع المجموعة كانت مكثفة. لم تخل من مشاكل لكن بشكل عام كانت كل دولة تستهدف اتخاذ القرار بضم أعضاء جدد.

وأشار إلى أنه تم أخذ المعايير والإجراءات بالنسبة للمنضمين الجدد بعين الاعتبار، لكن الاعتبارات الأهم لقبول عضوية دولة من الدول المرشحة كانت هيبتها ووزنها (السياسي) وبطبيعة الحال، موقفها على الساحة الدولية، لأن الجميع متفقون على أن نوسع صفوفنا من خلال ضم ذوي أفكار مشتركة”.

وأوضح لافروف أن من الدول التي تحمل الأفكار المشتركة، تلك التي تؤيد تعددية الأقطاب، وضرورة جعل العلاقات الدولية أكثر ديمقراطية وعدالة، وزيادة دور جنوب العالم في آليات الحوكمة العالمية، مبرزا أن الدول الست التي تم الإعلان عن أسمائها اليوم، تستوفي هذه المعايير بشكل كامل”.

بدر الزاهر الأزرق، الخبير الاقتصادي قال إن كل المعطيات التي كانت تتعلق بتقديم ملف ترشح الجزائر لهذا التكثل كانت تؤكد بأنه من الصعب جدا على الجارة بنموذجها الاقتصادي الراهن الذي يرتكز بشكل كبير على نمطية اقتصادية أحادية تتمحور حول المحروقات ومجموعة من الصناعات التي ستتمحور أيضا حول المحروقات والغاز والبترول وغيره، الانضمام للبريكس.

وأوضح الأزرق في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن التنوع الضعيف في المشهد الاقتصادي للجزائر أيضا، ألقى يظلاله على هذا الملف، إضافة لحجم الناتج الداخلي الخام، والقدرة الشرائية وحرية المبادرة وحرية إنشاء المقاولات والاستقرار السياسي، لافتا أن إظهار الجزائر، وفي السنوات القليلة الماضية، عدوانية غير مسبوقة إزاء المملكة المغربية وقرعها لطبول الحرب في المنطقة ضد المغرب، إشارة جد سلبية التقطتها دول المجموعة.

وبلغ الناتج الداخلي الخام للجزائر 163 مليار دولار في 2021، وفق بيانات البنك الدولي.بينما يبلغ الناتج الداخلي الخام لجنوب إفريقيا (أصغر اقتصاد في بريكس) 419 مليار دولار، أي مرتين ونصف ضعف الاقتصاد الجزائري، وهو ما دفع تبون لإعلان طموحه بلوغ 200 مليار دولار مستقبلا.

وبحسب الخبير الاقتصادي، فإنه وبالرغم من وجود جنوب إفريقيا داخل هذا التكثل، والتي تعد أحد الداعمين الرئيسيين للجزائر، إلا أنها لم تفلح في تعزيز حضور الملف الجزائري للظفر بالعضوية والتي كانت تسعى لها الجزائر، مقابل دول أخرى، بما فيها اثيوبيا والأرجنتين، واللتان تعانيان من مجموعة من الأزمات، استطاعتا الظفر بالعضوية في التكثل الاقتصادي.

ويرى المتحدث أن الجزائر اكتفت بمحاولة استثمار علاقتها السياسية مع مجموعة من أعضاء بريكس، لكسب العضوية، وذلك من خلال زيارات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لعدد من الدول، “ولكنها كانت غير ذات جدوى، لأن هذا التكثل يبحث عن مصالح اقتصادية وليس فقط الوقوف عند المجاملات والعلاقات السياسية فقط وهذه إشارة يجب أن تلتقطها الجزائر”.

يذكر أن دول مجموعة بريكس، وبأعضائها الرئيسيين الخمسة، كانت تشكل مجتمعة نحو 40% من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من 40% من سكان الأرض، حيث تضم أكبر 5 دول مساحة في العالم وأكثرها كثافة سكانية، وهي بذلك تهدف إلى أن تصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة “مجموعة السبع” (G7) التي تستحوذ على 60% من الثروة العالمية.

وقد وصلت مساهمة مجموعة بريكس، قبيل انضمام الدول الجديدة، وهي السعودية والإمارات وإيران وإيثوبيا ومصر والأرجنتين، في الاقتصاد العالمي إلى 31.5%.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. تكتل توجد فيه مصر واتيوبيا والارجنتين .هدا تكتل ضعيف ويكفي ان تكون فيه دولة ضعيفة لتجر الكل إلى القاع .الان فهمت لمادا المغرب لم يلبي الدعوة للحضور….بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوربي لأنها بدأت تدفع تمن ضعف بعض الدول الاوروبية .فنفدت بجلدها قبل أن تغرق معهم. والان مجموعة البريكي تحاول عمل تكتل مع مصر والأرجنتين واتيوبيا. لم أعد افهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News