حوارات | فن

أمين مرتضى: الفيديو كليب المغربي يساهم في الترويج السياحي

أمين مرتضى: الفيديو كليب المغربي يساهم في الترويج السياحي

يعد المخرج هو المبدع الرئيس في العمل الفني، الذي يمنح المشاهد متعة فنية، حيث إنه يترجم الموسيقى والكلمات في قصة مصورة من وجهة نظر اختارها بنفسه. فالمخرج هو الشخص المسؤول والمشرف على العمل من حيث التصوير والديكورات واختيار المكان، بالإضافة إلى المونتاج والصوت.

جريدة مدار21 سلطت الضوء على هذه المهنة، من خلال حوار مع المخرج المغربي أمين مرتضى، الذي صنع العديد من الأغاني الناجحة من بينها؛ “التزام” للتوأم صفاء وهناء، و”وكواك” للفنانة راجاء بلمير، و”حنين بحال ماما” للفنانة سلمى رشيد وغيرها من الأعمال. وفي ما يلي نص الحوار:

هل يختلف إخراج الفيديو الكليب عن الإخراج السينمائي؟

إن الفرق بين التصوير والإخراج في الكليب والسينما، يتجلى في كون الأغنية تناقش موضوعا، ويتم استغلال جميع الجوانب الفنية في الكليب، لإيصال الرسالة، دون التوفر على جميع المقومات، بعكس الفيلم الذي يتكون من الصوت والصورة واللغة التي تعبر أكثر. بالإضافة إلى ذلك، الكليب تكون مدته قصيرة لمناقشة موضوع ما، فيتم التركيز على جميع الجوانب الفنية من ألوان ورسوم ولباس، فيستغل المخرج الـ3 دقائق للحصول على نتيجة متكاملة، أما بخصوص الفيلم فتكون مدته أطول لمناقشة الموضوع، ويعتمد بالأساس على حوار لغوي، والنبرات الصوتية التي تعطي كتلة من الأحاسيس، وأيضا يتم اعتماد زوايا وأماكن مختلفة، لذا أجد أن الكليب أصعب نوعا ما لقلة مشاهده وإمكانياته.

ما معايير إنتاج فيديو كليب ناجح؟

نجاح أي كليب يتطلب كلمات متميزة وصوتا جيدا، ويحتاج إلى ألحان وتوزيع مناسبين، وينبغي أيضا أن يكون الفنان مستعدا لأداء مشاهد الكليب بأحاسيسه وطاقته حتى يصل المعنى، إلى جانب راحة الطاقم الذي يتطلب منه منح الأفضل، إضافة إلى توفر الإمكانيات، من صورة جيدة وإضاءة ممتازة، والتركيز على جميع التفاصيل الدقيقة.

كيف تشخص واقع الفيديو الكليب بالمغرب؟ وهل يغيب فيها الطابع المغربي؟

من المعلوم أن الكليب شهد خلال السنوات الأخيرة تطورا ملموسا، فقد أصبحت لديه قيمة كبيرة في الدول العربية، وأصبح المخرج المغربي ينافس كبار المخرجين العرب في لبنان ومصر والخليج من حيث الأداء والأجر، غير أنه في المغرب هناك أسماء معدودة تنجح مع كل عمل، والباقي أجده يكرر نفسه ويشتغل بمقومات منعدمة، ما يدفع بعض الفنانين للبحث عن الأرخص دون الاهتمام بالجودة، وهذا قد يخلق تراجعا بالنسبة للإخراج المغربي، إذ هناك فئتان إحداهما تسعى إلى تطوير الميدان الفني في المغرب، وأخرى تشتغل فقط من أجل الربح.

هل يسهم الكليب في الترويج السياحي للأماكن؟

بكل تأكيد الكليب يساهم في الترويج للسياحة، فعندما يحتل الكليب مراكز متقدمة في الترند العالمي، ويتم مشاهدته من قبل دول كثيرة، مثلا كليب “واك واك” في الساعات الأولى من إصداره احتل المركز الثامن في الترند العالمي ونافس أغان عالمية، وحين يدخل أي كليب مغربي في تنافس مع كليبات عالمية، من المؤكد أنه يثير فضول الناس، ومن ثم ينشغلون بالبحث عن هويته وتفاصيله وسبب تصدره “الطوندونس”، فإذا كان العمل متكاملا من جميع النواحي، سوف يسهم في نقل رسائل عديدة.

هل صناعة الكليب مكلفة جدا؟

طبعا. صناعة أي مشروع يتطلب صرف أموال مهمة، وبالنسبة لصناعة كليب فهو يتطلب طاقم كبير محترف، وإراحته ماديا ومعنويا يعطي مشروعا ناجحا، لكن ليس لدرجة “النفخ” في الأسعار ونحن نعرف وضعية الفنان في المغرب والإنتاج الضعيف، مقارنة مع الدول الأخرى. فأنا، على سبيل المثال، لا يمكنني اليوم أن أبيع لفنان مغربي فكرة كليب بـ 100 مليون سنتيم من أجل 4 دقائق، وأنا أعلم جيدا أنه لن يسترجع من الكليب أرباحا طائلة، لذلك دائما ما أراعي وضعيته، ولكن دون أن أقلل من شأني ومهنتي.

هل اليوتيوب خدم صناعة الكليب؟

أصبح انتشار فيديو كليب أغنية ما يرتبط بعدد المشاهدات الكثيرة، فبات بذلك يشكل معيار النجاح، إذ إن الفنان العالمي وليس المغربي فقط يحسب أن نجاح الكليب في اليوتيوب مقياس لنجاح العمل، علما أن هناك أغان طرحت منذ أزيد من 10 سنوات ولا تتوفر على نسب مشاهدات عالية، وهي من أنجح الأعمال في الساحة الفنية، وتتغنى إلى يومنا هذا. إن نجاح أي أغنية، حسب وجهة نظري، مرتبط بانتشارها على مدى السنين، وأن تظل راسخة في أذهان الجمهور، فمثلا هناك قصائد للفنان العراقي كاظم الساهر منتشرة في العالم ولم تحصد نسب مشاهدات عالية، أما الأغاني التي تحقق ملايين المشاهدات في وقت وجيز فإنها تُنسى، لأنها ببساطة عبارة عن “بوز” مؤقت فقط، فالأغنية الناجحة هي التي ما تزال تُسمع على أمواج الراديو ويتذكرها الناس على مر الزمن، وأظن أن الفنان يجب أن يكون واعيا بهذه المسألة.

ما أوجه الاختلاف بين الكليب قديما وحديثا؟

قديما كانت وسائل التصوير تختلف عن الآن، لكن الأمور تطورت في وقتنا الحالي، سواء من حيث الكاميرات أو البرامج المستخدمة، هذا من جانب. من جانب آخر، ثمة جرأة في الكليبات عكس ما كان في الماضي، خصوصا الجرأة في تناول التراث المغربي، إذ كانت توضع شروط على المخرجين في العمل، فكان التغيير صعبا لا يتقبله الشعب المغربي والعربي والإسلامي عامة على عكس الآن، فقد أصبحت الجرأة أكثر استخداما لإيصال فكرة الكليب، وإنتاج مشروع ناجح.

هل أنت مع الجرأة في الكليب؟

لست مع هذا الأمر بشكل مطلق ولست ضده، أحيانا نجد هناك جرأة متكررة وبدون أي إفادة، وفي المقابل يتطلب الكليب في بعض الأحيان استعمال لقطة معينة لإيصال رسالة مباشرة، لكن يبقى ذلك رهينا بمدى تقبله من قبل الجمهور، أنا مع دراسة اللقطة الجريئة بشكل جيد دون أن تؤثر بشكل سلبي في العمل، وأن لا يكون استعمالها فقط من أجل الإغراء وخدش الحياء.

هل أنت مع أم ضد تسليع المرأة في الكليب؟

أنا شخصيا لم أفعلها ولن أفعلها، لا يمكنني تسليع المرأة أو استخدامها جسدا بدون روح، فهناك العديد من الأفكار وزوايا المعالجة، التي يمكن بها إنجاح العمل الفني، وإن لم يكن للمرأة وظيفة ورسالة في الكليب، فلن أستعين بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News