سياسة

“فرصة لتقبل الهزيمة”..عطلة سانشيز بالمغرب تُثير غضب الأوساط السياسية الإسبانية

“فرصة لتقبل الهزيمة”..عطلة سانشيز بالمغرب تُثير غضب الأوساط السياسية الإسبانية

انتقادات لاذعة وجهت لبيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسباني، المنتهية ولايته، بعد ظهوره في صور رفقة أسرته بمراكش، حيث اعتبر خصومه ذلك “استفزازا واضحا”.

وبحسب ما نقلته “أوروبا بريس” على لسان ميغيل تيلادو، نائب سكرتير منظمة حزب الشعب، اليوم الأربعاء، فإن عطلة سانشيز بمتابة “تأكيد للخسارة في الانتخابات الأخيرة”.

وطلب منه تيلادو، أن يعود لإسبانيا بعد العطلة في مراكش ” متقبلا للخسارة النهائية في انتخابات 23 يوليوز، لأنه عوض توجيه انتقادات لنفسه لأن احتل المركز الثاني، قرر السفر إلى المغرب، وبالتالي وضع كليومترات بينه وبين الحزب المنافس، والذي يستمر في مفاوضاته لتشكيل الحكومة”.

وقال الزعيم الشعبي، خلال حلوله على قناة “أوندا كيرو” إن هذا الموقف يدل على غطرسة سانشيز، الذي لا يستطيع الاستمرار في التمسك بالسلطة كما يدعي، معتبرا أن الرحلة “فرصة لتقبل الهزيمة الانتخابية”.

ووجه لسانشيز رسالة مباشرة جاء فيها : “لا تستطيع أن تكون رئيسا بأي ثمن والوقت حان لكي ينال الحزب الفائر بالانتخابات بالفرصة، والمفاوضات حول تشكيل الحكومة مع الأحزاب الأخرى، حتى لو كانت داعمة لك، لا يمكن أن تتم في عطلة”.

وحل سانشيز، صباح أمس الثلاثاء، بمدينة مراكش، رفقة بناته وزوجته، حيث رصدته كاميرات بعض المراكشيين بساحة “جامع الفنا” وهو يستمع لتوضيحات مرشد سياحي.

وخلافا لكل التوقعات، استطاع سانشيز أن يحد من مكاسب المعارضة اليمينية وأن يحتفظ بفرصة للبقاء في السلطة قد توفرها له لعبة التحالفات.

ونال الحزب الشعبي بزعامة فويخو 136 مقعدا، بينما نال حزب “فوكس” اليميني المتطرف، حليفه الوحيد المحتمل في أي ائتلاف حكومي، 33 مقعدا. وبذلك، جمع الحزبان 169 مقعدا برلمانيا، أي أقل من الغالبية المطلقة (176 من أصل إجمالي المقاعد البالغ 350).

وحصد الحزب الاشتراكي بزعامة سانشيز 122 مقعدا، مقابل 31 لحليفه حزب سومر من أقصى اليسار.

تاج الدين الحسيني، خبير في العلاقات الدولية، قال إن الانتخابات الإسبانية جعلت الحقل السياسي الإسباني يعيش حالة من الضبابية وانعدام اليقين، لأن الطرف الأول الذي نجح في الانتخابات هو الحزب اليميني الشعبي، بينما جاء الحزب الاشتراكي في المرتبة الثانية، لكن الإشكالية أن أي من الحزبين لن يكون بمقدوره بكيفية منفردة أن يشكل الحكومة، وينبغي أن يعتمد على التحالفات.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية- جامعة محمد الخامس أكدال، في تصريح سابق لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الحزب الاشتراكي من المفترض أن يعتمد على التحالفات اليسارية بأصنافها، بينما الحزب اليميني الشعبي يمكنه أن يعتمد على الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة.

ولفت المتحدث إلى أن الأحزاب اليمينية المتطرفة تلقت ضربة قاسية من الإسبان خلال الانتخابات التي أعلن عن نتائجها أمس الأحد، حيث لم تحصل على نسبة مهمة تمكنها من إنجاح تشكيل عملية التحالف مع الحزب الشعبي، وهذا ما دفع سانشيز للقول بأنه سيكون قادرا وفي إطار تحالفه مع الأحزاب اليسارية على تشكيل الحكومة.

وفي وقت متأخر ليل الأحد، تجمع ناشطون اشتراكيون أمام مقر الحزب مرددين شعار “لن يمروا” المناهض للفاشيين الذي عرف في حقبة الحرب الأهلية (1936-1939). وأكد سانشيز أمامهم قدرته على الاستمرار في تولي السلطة.

وقال رئيس الوزراء إن “الكتلة الرجعية للحزب الشعبي ولحزب فوكس هزمت”، وأضاف “نحن الذين نريد أن تواصل إسبانيا التقدم، عددنا أكبر بكثير”.

ورغم ذلك، يضيف تاج الدين الحسيني، أن الصورة تبقى في أحسن الظروف استفهامية وانتظارية لأن الإشكالية الحقيقية تكمن في تلبية شروط الأحزاب التي ستقبل التحالف، “وبطبيعة الحال، هذه العملية ليست بالسهلة، وقد تؤدي إلى انسدادات وتضع أطرافا في عنق الزجاجة، مما سيفرض على الأطراف أن يحتكموا مجددا إلى انتخابات تشريعية جديدة، وهذا شيء محتمل”.

إضافة لسيناريو اقتراح جديد، أشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن السيناريو الأول هو أن يتمكن الحزب الاشتراكي من تشكيل حكومة في إطار التحالفات التي يلتقي معها دائما عى نفس المنوال.

وعن السيناريو الثاني، يشرح بأنه من المحتمل، أن يلجأ الحزب اليميني إلى بعض المناورات مع بعض الأحزاب الاشتراكية وغيرها، من أجل تكوين حكومة، “لكن نجاحه في ذلك يبقى ضعيفا مقارنة مع الحزب الاشتراكي”.

مع نيله 153 مقعدا برلمانيا، سيحتاج تحالف الحزب الاشتراكي وحزب سومر إلى دعم تشكيلات إقليمية مختلفة مثل “إي آر سي” الكاتالونية أو “بيلدو” الباسكية التي تعد بمثابة وريثة الواجهة السياسية لتنظيم “إيتا”.

إلا أنه سيحتاج أيضا إلى امتناع عدد من الأحزاب الصغيرة عن المشاركة في جلسة التصويت، بعدما توعدت هذه التشكيلات بأنها لن تسمح لسانشيز بالاستمرار في السلطة من دون مقابل.

وفي حال توافرت كل العناصر، يمكن لسانشيز أن يحصل على 172 نائبا مواليا له في البرلمان، أي أكثر مما سيتوافر لزعيم الحزب الشعبي، ما سيكون كافيا في دورة ثانية من التصويت على تسمية رئيس الحكومة، إذ تكفيه غالبية بسيطة للخروج فائزا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News