الملك محمد السادس يُبشّر بصرف الدعم المباشر ويدعو للتمسك بالقيم الدينية والوطنية

بشر الملك محمد السادس بقرب موعد صرف الدعم المباشر الذي يستهدف ملايين المغرب، وأوضح أنه “استكمالا لورش الحماية الاجتماعية، ننتظر الشروع، نهاية هذا العام، كما كان مقررا، في منح التعويضات الاجتماعية، لفائدة الأسر المستهدفة”.

وعبر الملك محمد السادس في خطاب وجهه مساء اليوم السبت إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ24 لعيد العرش عن الأمل في أن “يساهم هذا الدخل المباشر، في تحسين الوضع المعيشي لملايين الأسر والأطفال، الذين نحس بمعاناتهم”.

وقال العاهل المغربي إن هذه الخطوة، “ستشكل إن شاء الله، ركيزة أساسية في نموذجنا التنموي والاجتماعي لصيانة كرامة المواطنين في كل أبعادها”.

وأكدت الحكومة على لسان ناطقها الرسمي والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، مصطفى بايتاس، أنها ماضية في ورش تنزيل السجل الاجتماعي الموحد، لاسيما أن هناك اقبالا كبيرا على التقيد بالسجل الوطني للسكان بعد انطلاق التجربة النموذجية على صعيد جهة الرباط سلا القنيطرة، مشددة على أنها “مجبرة بتقديم دعم مباشر للأسرة الفقيرة والمعوزة بنهاية السنة الجارية، بناء على الالتزامات الواردة في قانون المالية لسنة 2023”.

وأضاف الوزير أن هذا الدعم المباشر الذي يهم 7 ملايين من الأطفال في سن التمدرس و3 ملايين أسرة ليس لديها أطفال أو ليس لديها أطفال متمدرسين، سيتم إقراره بعد الانتهاء من ورش السجل الاجتماعي الموحد.

ولفت الملك إلى أن “تداعيات الأزمة التي يعرفها العالم، وتوالي سنوات الجفاف، على المستوى الوطني، ساهمت في ارتفاع تكاليف المعيشة، وتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادين”، مؤكدا أنه وجه الحكومة لاتخاذ التدابير اللازمة، قصد تخفيف آثارها السلبية على الفئات الاجتماعية والقطاعات الأكثر تضررا، وضمان تزويد الأسواق بالمنتوجات الضرورية.

وتابع: “واليوم، مع ظهور بعض بوادر التراجع التدريحي لضغوط التضخم، على المستوى العالمي، فإننا في أمس الحاجة إلى الجدية وإشاعة الثقة، واستثمار الفرص الجديدة، لتعزيز صمود وانتعاش الاقتصاد الوطني”.

وأشار العاهل المغربي إلى إطلاق مشروع الاستثمار الأخضر للمكتب الشريف للفوسفاط، وقمنا بتسريع مسار قطاع الطاقات المتجددة، مضيفا أنه “إثر الاجتماع الذي ترأسناه في هذا الشأن، أعدت الحكومة مشروع “عرض المغرب”، في مجال الهيدروجين الأخضر.

ودعا الملك الحكومة للإسراع بتنزيل هذا المشروع “بالجودة اللازمة، وبما يضمن تثمين المؤهلات التي تزخر بها بلادنا، والاستجابة لمشاريع المستثمرين العالميين، في هذا المجال الواعد”.

من جانب آخر، نبّه الملك محمد السادس إلى أنه في ظل ما يعرفه العالم “من اهتزاز في منظومة القيم والمرجعيات، وتداخل العديد من الأزمات، فإننا في أشد الحاجة إلى التشبث بالجدية، بمعناها المغربي الأصيل”.

ودعا الملك إلى التمسك بالقيم الدينية والوطنية، وبشعارنا الخالد: الله – الوطن – الملك، وإلى  التشبت بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد، مشددا على ضرورة صيانة الروابط الاجتماعية والعائلية من أجل مجتمع متضامن ومتماسك، مع “مواصلة مسارنا التنموي، من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية”.