فن

تخطت الـ190 عرضا.. “أش داني” مسرحية ترصد نماذج صراع السلطة في فترة “الانفلات” إبان الاستعمار

تخطت الـ190 عرضا.. “أش داني” مسرحية ترصد نماذج صراع السلطة في فترة “الانفلات” إبان الاستعمار

تخطت مسرحية “أش داني”، التي أنجزت وأنتجت في سنة 2014، بشراكة مع مسرح محمد الخامس، الـ190 عرضا بمختلف المدن بأرض الوطن وخارجه، وما تزال تعرض إلى الآن بدعم من وزارة الثقافة.

وتجوب مسرحية “أش داني” في شهر يوليوز الجاري الأقاليم الجنوبية، بعدما حطت بمجموعة من المناطق المغربية والأجنبية سواء في إفريقيا أو في أوروبا لفائدة الجالية المغربية المقيمة في الخارج.

وعرضت المسرحية التي يعود تأليفها وإخراجها إلى عمر الجدلي، وتشخيص عبد الرحيم المنياري، ومحمد الأثير، وجواد العلمي، بكل من أكادير، وتزنيت، وولاد تايمة وتارودانت، والراشيدية، وتنغير، وورززات وعدد من الأقاليم الجنوبية الأخرى.

جولة بنكهة خاصة

وفي هذا الصدد، قال عمر الجدلي إن هذه الجولة لها “نكهة خاصة”، إذ نادرا ما تقدم العروض المسرحية في الأقاليم الجنوبية، لأنه يتم التركيز دائما على محور الوسط والشمال، مشيرا إلى أن جمهور الجنوب “ذواق، وبحاجة إلى متنفس، وكذا الانفتاح على الفنانين المغاربة، وخلق فرجة تعكس ثقافة المشاهد المغربي وهويته”.

وأوضح الجدلي، في حديث إلى جريدة “مدار21، أن مسرحية” أش داني”، تنقل قصة مغربية مستوحاة من بعض الأحداث الواقعية التي لها علاقة خاصة به، مردفا:” فبعضها وقع مع جدي في منطقة الكفيفات نواحي ولاد تايمة، إضافة إلى بعض الإشارات التي التقطتها من مآسي هذه الأسرة ومعاناتها، بسرد من عمتي، في حقبة زمنية (الثلاثينات والأربعينات) اتسمت بالانفلات”، وفق تعبيره.

وحسب صاحب هذا النص المسرحي، فإن هذا الأخير يرصد “صراع مجموعة من نماذج السلطة، في فترة الاستعمار الفرنسي، من خلال توظيف بعض نماذج السلطة المعروفة في العالم أيضا، إلى جانب رصد قراءة خاصة لتدعيات الربيع العربي الذي شهد ثورة الشعوب على رموزها السياسية”.

وأفاد، في السياق ذاته، أن المسرحية تتطرق إلى “جملة من الأسئلة التي طرحت في النقاش العمومي من قبيل أي نموذج يستطيع أن يرضي الشعوب العربية، باختلاف ثقافاتها ووعيها الجمعي وتأطيرها السياسي؟؛ بمعنى أن نموذج الحكم في مصر هل يمكن أن يكون في ليبيا ولبنان؟”، لأن الثورة في تونس، وفقه، “اختلفت عن الثورة في ليبيا ومصر”، متسائلا بالقول: “فهل نحن في حاجة إلى حاكم يحكمنا بالعدل أم ما زلنا في حاجة فقط إلى من يحكمنا بالديكتاتورية والقمع؟، إذ وظفت هذه الأسئلة  في قالب قصة وقعت في قبائل البادية المغربية في زمن الانفلات والسيبة””.

وتعالج المسرحية “الصراع بين القياد في قالب كوميدي، حيث إنها تسافر بالمتلقي لمدة 75 دقيقة، في رحلة كوميدية بامتياز، تعتمد على كوميديا الموقف التي تجعله ينشرح ويطرح في الوقت نفسه مجموعة من الأسئلة العميقة بقراءة سياسية واجتماعية للوضع العربي الراهن، إضافة إلى قراءة تاريخية لما كان يحدث في القبائل المغربية إبان الاستعمار”، يضيف الجدلي في حديثه إلى الجريدة.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن العروض المسرحية التي تقدمها فرقته تحظى بتجاوب كبير من قبل الجمهور “لاستلهامها بعض مقومات التراث المغربي، بتوظيف فن العيطة، وشخصية “الشيخة” المجسدة من قبل رجل في قالب “رائع”، وتوظيف حلقة الحوزي التي ما تزال حاضرة في ساحة جامع الفنا، ناهيك عن وضع هذا العمل المسرحي في إطار الهوية
والثقافة المغربيتين، من خلال الملابس والموسيقى والسنوغرافيا، ومختلف المكونات الفنية والجمالية للعرض المسرحي”.

وأكد الجدلي أن عرض “أش داني” سيحط الرحال في عدد من المدن المغربية، بعد جولته بالجنوب، إلى جانب باقي عروض مسرحياته “البورتري” و”دار الباشا”، و”سحت الليل”، والتي صوّرت للتلفزيون المغربي، لصالح القناتين الأولى والثانية.

يذكر أن عمر الجدلي أشرف في مساره الفني على العشرات من المسرحيات سواء بصفته مؤلفا أو مخرجا أو ممثلا، من بينها “حكاية ميمون”، و”العشق الكادي” و”طريق السلامة” و”سعدات سعيد”، و”شغل العيالات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News