فن

بين القبول والرفض.. “شراء المشاهدات” استراتيجية جديدة يُدمن عليها الفنانون المغاربة

بين القبول والرفض.. “شراء المشاهدات” استراتيجية جديدة يُدمن عليها الفنانون المغاربة

أدمن عدد من الفنانين المغاربة على “شراء المشاهدات” في منصة يوتيوب، حتى تتصدر أغانيهم قائمة الأعمال الموسيقية وإيهام الجمهور بنجاحات “مزيفة”، من خلال الاعتماد على تمويل الإعلانات التي تتيح فرصة اقتراح العمل وفرضه على المستمع.

ولا يرفض بعض الفنانين عملية “شراء المشاهدات”، باعتبارها تدخل في استراتيجية التسويق للعمل والترويج له بغاية وصوله إلى أكبر عدد من الجمهور.

في المقابل، يرى البعض الآخر أن هذه الاستراتيجية وسيلة “غش” لا تعكس الحقيقة، وأن معايير نجاح العمل ترتبط بانتشاره وترسخه في أذهان الجمهور وترديده من قبل الجمهور بغض النظر عن حجم مشاهدته.

وقال الفنان عادل أصيل في تصريح لجريدة “مدار21″، إن نجاح العمل لا يقاس بأعداد المشاهدات، حيث إن هذه الأخيرة لم تعد مقياسا للنجاح، إنما وصول الأغنية للجمهور العريض وترديدها، وانتشارها في الأوساط بين الأطفال وباقي الفئات العمرية من خلال سماعها في السيارات ومختلف الأماكن، وترسخها لدى المستمعين، معتبر أن هذه هي أدلة التفوق بغض النظر عن الوسيلة، وسواء كان بشراء المشاهدات أم عدم شرائها.

ويرفض الفنان أحمد شوقي عملية شراء مشاهدات الأغاني في منصة يوتيوب، عادا أن من يتبع هذه الاستراتيجية ينصب بالأساس على نفسه قبل الجمهور.

وأضاف شوقي في حديثه إلى الجريدة أنه يفضل أن يستثمر الفنان أمواله في الدعاية والتسويق للأغنية كما يقوم صاحب محل بالدعاية لمنتجاته وليس بشراء الزبون أو المستهلك (المستمع) للعمل، مشيرا إلى أن ما يهم هو وصول المنتوج إلى الجمهور وأن يترسخ في ذاكرته، واصفا عملية شراء المشاهدات بالأمر “العبيط”.

في المقابل، يقول الفنان عماد الدراج في تصريحه إنه ليس ضد الفكرة، عادا إياها مجرد استراتيجية للدعاية والتسويق للعمل، لا سيما وأن البروز في الميدان الفني ليس سهلا وفيه العديد من العراقيل، وفق تعبيره.

ويرى الموسيقار نعمان لحلو أن الفنانين الذين يلجأون إلى شراء المشاهدات في منصة “يوتيوب” يغشون بالدرجة الأولى أنفسهم ثم الجمهور، مشددا على أنه يرفض قطعا هذه العملية.

وأكد لحلو أنه لم يلجأ في مسيرته الفنية إلى اقتناء المشاهدات، مردفا: “دائما ما أرغب في التعرف على الأرقام الحقيقية التي تعكس نسبة وصول أعمالي إلى الجمهور، لأنه اليوم قد تجد أغنية تحمل 4 أو 5 ملايين مشاهدة وعشرات من التعليقات، وهي مفارقة واضحة”.

واستغرب لحلو حصد بعض الأغاني المغربية 50 مليون مشاهدة، في الوقت الذي لا يتخطى عدد سكان المملكة 37 مليون شخص، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعد مستحيلا منطقيا.

ويضيف المتحدث ذاته أن هذه الاستراتيجية لا تقتصر على المغرب فقط، إنما يتبعها العديد من الفنانين في الدول العربية، مثل مصر ولبنان ودول الخليج.

ومقارنة بالجيل السابق، أوضح نعمان لحلو أن وسائل الترويج للعمل كان يتم عبر التلفزيون والإذاعة، إذ كانت أعمالهم تحقق نجاحات حقيقية غير خاضعة لأي عمليات تزييف وتأثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News