ثقافة

فرحات يتحسر لـ”ضياع” شباب الجزائر بفرنسا ويدعو لاستعادة الذاكرة والكتابة للأنترنيت لثقافة بديلة

فرحات يتحسر لـ”ضياع” شباب الجزائر بفرنسا ويدعو لاستعادة الذاكرة والكتابة للأنترنيت لثقافة بديلة

لا يتردد المسرحي والمفكر التونسي محمد رجاء فرحات في القول بأن المدخل الأساسي لتشييد المشروع الثقافي البديل بمجتمعات شمال إفريقيا والشرق الأوسط، هو استعادة الذاكرة المنسية، التي يجملها في التاريخ التليد للانتصارات والإبداعات على مسرح هذه الجغرافية، داعيا المثقفين إلى خوض معركة الكتابة للأنترنيت لملء الفراغ.

ويتحسر المفكر التونسي، الذي تناول الكلمة على هامش ندوة بمهرجان ثويزا بطنجة، حول انحسار دور الثقافة والمثقف وملامح المشروع الثقافي البديل، على نسيان الرموز الثقافية العربية، وإهمالها من طرف الشباب العربي، مستدلا على ابتعادهم عن الثقافة، بمثال الشباب الجزائري “الضائع” بشوارع فرنسا والمنغلق تجاه مكامن قوة الثقاة الغربية.

النهوض بالمشروع الثقافي البديل يراه محمد رجاء فرحات من خلال استعادة دور الفكر والثقافة واستعادة الذاكرة المفقودة، ذلك أن “لا نقرأ لابن خلدون وابن رشد والكتاب الذي ساهموا في نهضة الفكر العربي والمغاربي”، مضيفا “نحن ارض احتضنت حنبعل العظيم وقرطاجة التي غلبت روما، نحن أرض رأت يوبا الثاني وزوجته كليوباترا يسيطران على أكبر قسم من شمال إفريقيا وكان عهدا ذهبيا للثقافة”.

وبحسرة يتابع فرحات “نسينا كل هذا التاريخ ومحونه من الذاكرة وشبابنا لا يعرف عنه شيئا وكتبنا المدرسية لا تتطرق لهذا التاريخ.. نسينا الاندلس القريبة وما أعطته هذه الأندلس مع ابن رشد.. ابن رشد اليوم مجهول وابن خلدون صاحب المقدمة الشهيرة مجهول”.

ويتساءل المسرحي التونسي “من تابع فكر ابن خلدون وجولاته الرائعة في بلاد المغاربة وحديثه عن الأمازيغ وثقافتهم”، مضيفا “هذا دون أن نتحدث عن القرن العشرين وعن المصلحين الكبار أمثال خير الدين باشا الذي بنى المدرسة الصادقية بتونس التي علمت اللغات قبل فرنسا وعلمت الرياضيات والفيزياء والكيمياء في آخر القرن التاسع عشر، والذي نادى بحرية المرأة”.

وأورد المتحدث نفسه أن كل هذه الأمور وأخرى نسيت واليوم يتم الحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي وعن ثقافة الشباب التي لا تعتمد بالمرة على ما أعطته هذه الحضارة العربية الإفريقية من حسنات ومراحل باهرة في الذاكرة الإنسانية”.

ويوضح أن مجموعة من المفكرين طواهم النسيان بسبب البرامج التعليمية الفارغة التي يخطه وزارء التربية في بداننا دون وعي، مضيفا “نحن نعيش اليتم الثقافي الكبير”، مشيرا “أن الجيل السابق يقرأ باللغات الأجنبية ويتعلم عن أسباب تقدم البلدان الأوروبية التي كانت تقاوم الجهل والأمية إلى وقت قريب”.

وأشار محمد رجاء فرحات إلى أنه اليوم أكثر من أي وقت مضى علينا أن اليوم نهتم بمضامين الأنترنيت واليوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي وأن نكتب لهذه الوسائط وأن نضيف المقالات وراء المقالات حتى نعرف بالكتابات.. هذا واجبنا واذا لم نقم به سنكون أيتام لا ننتمي إلى أي شيء”.

واستحضر المفكر نفسه مثل “الشباب الجزائري المساكين الذين يسيرون في فرنسا بمظاهرات حاشدة بعد مقتل نائل، ويرفعون نشيد الجزائر”، مؤكدا أنه اليوم في شوارع باريس ومارسيليا نجد آلاف الشباب الضائع يحمل العلم الجزائري في فرنسا وهو فرنسي لكنه منغلق على الثقافة والحضارة الغربية، ليس حضارة المظاهر، بل منغلق على كل ما فيه قوة ومناعة بالثقافة الغربية”.

وخلص فرحات إلى أن “المطلوب من ثقافتنا اليوم أن تستحوذ على المعطيات والمعلومات وأن نقرأ من جديد نفائس الكتب لابن عربي وابن رشد وغيرهم.. فلنعد إليهم لننشر من جديد هذه الثقافة الإنسانية، وننشر فخرنا بجمهورية قرطاج التي قال عنها أرسطو أنها أول ديمقراطية، وحضارة بلاد الرافدين، الفراعنة، الهند”.

ودعا محمد رجاء فرحات إلى عدم نسيان هذه الحضارات ولاستعادة الذاكرة وقراءة المكتبة العربية النفيسة والكبيرة وإعادة الوعي بأهمية الإبداع الشعري والأدبي والمسرحي والسينمائي.

تعليقات الزوار ( 2 )

  1. فقط الشباب الجزائري هو المتسكع في شوارع باريس…ماهذا الحقد الدفين الذي تكنونه للحزائر؟
    ثم تذكر حضارة قرطاج..وتعرج إلى القرن العشرين ولا تذكر لا ابن باديس ولا مالك نبي ولا أعظم ثورة في التاريخ الحديث وهي ثورة التحرير الجزائرية ؟؟
    عجبا كلكم لن تصلوا الي ما قدمت وتقدم الجزائر للإنسانية.

  2. الصراخ على قدر الألم…
    من قال أن الذين يحملون العلم الجزائري ويصرخون ويكسرون في شوارع فرنسا هم حقيقة جزائريون ؟؟!! ما دليلك على ذلك؟ أم هو حقد دفين على الجزائر؟!! هل الشباب الضائع في فرنسا كله جزائري؟ الا يوجد من بينهم توانسة ومن مملكة مراكش!! ومن..ومن…ستبقى الجزائر شوكة في خاصرتكم وغصة في حلقكم يا مجهولي النسب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News