فن

باحوس: إصداري ألبوم غنائي كامل في 4 دقائق فرضه العصر والفنان الأمازيغي “مغيّب”

باحوس: إصداري ألبوم غنائي كامل في 4 دقائق فرضه العصر والفنان الأمازيغي “مغيّب”

أدرج الفنان الأمازيغي سعيد باحوس أشهر قصائد الفنان الراحل الحاج بلعيد، التي تحكي عن الحب والصبر والبحث عن تحقيق الأهداف، في ألبوم غنائي لا تتجاوز مدته الأربع دقائق.

وفي هذا الإطار، قال الفنان الأمازيغي سعيد بوحوس، إنه اختار إعادة خالدات الأسطورة الأمازيغية الراحل الحاج بلعيد، الذي ولد في سنة 1875 وتوفي في سنة 1945، وترك وراءه إرثا مهما من الأغاني، وكان يحظى بشهرة كبيرة لدى أمازيغ سوس حيث إنه كان يحيي سهراته آنذاك في رياضات البشاوات، وذهب إلى الحج سيرا على الأقدام من سوس إلى المشرق.

وأضاف باحوس، في حديث إلى جريدة “مدار21″، أنه أعاد إحياء هذه الأغاني معتمدا طريقة مختلفة عن الفنانين الآخرين الذين سبقوه في هذا الجانب، موضحا أن الفرق يكمن في كونهم “حافظوا على الإيقاع نفسه، فيما قام هو بتوزيعها بأسلوب جديد عدا اللحن والكلمات”.

وكشف المتحدث نفسه أن الألبوم “كاشكول” يضم أربعة أغان، وتبلغ مدة كل أغنية دقيقة فقط، مبرزا أنه فضل اختصار الألبوم كاملا في 4 دقائق و20 ثانية عوض 20 دقيقة وأن تكون مدة كل واحدة 4 دقائق، وذلك لأن اختيارات المتلقي الآن “اختلفت عن السابق، إذ لم يعد يحتمل سماع قصيدة واحدة في ربع ساعة”، حسب تعبيره.

وأوضح باحوس أنه أول من اختار اعتماد ألبوم لا تتجاوز مدته 4 دقائق، رغبة منه في مسايرة متطلبات العصر الحالي، مستشهدا بنجاح منصة “تيك توك” في شد الملايين وتحقيق مقاطعها انتشارا واسعا نظرا لمدتها الزمنية القصيرة.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن مواضيع “كاشكوله” الغنائي تتنوع بين العراقيل والصعوبات التي تعترض الفرد للوصول إلى أهدافه، وعلاقة حب بين طرفين، والصبر والمال، وعدم تحقيق الآماني.

وبخصوص مكانة الأغنية الأمازيغية في الساحة الفنية، أكد باحوس أنها “لم تصل بعد إلى المكانة التي تستحقها، إذ ما تزال تعاني “تغييبا” من قبل الجهات المسؤولة عن القطاع الفني في الدولة، ولا تمنح لها حيزها في القنوات والإذاعات العمومية، وعلى مستوى الدعم أيضا”، مشددا على أن “الدعم المخصص للأغنية الأمازيغية يبقى قليلا جدا مقارنة بالدعم الموجه للأغاني الناطقة بالدارجة، وإن وجد يصل إلى فنانين أو ثلاثة على الأكثر”.

واسترسل باحوس في السياق ذاته قائلا: “حتى في المهرجانات الموسيقية مثل “موازين” وغيرها لا تتم استضافة الفنانين الأمازيغ، وفي حالة استضافت فنانا أمازيغيا تختار الفنان نفسه في كل مرة، بخلاف المهرجانات المنظمة في جهة سوس، والتي تستضيف الفنانين الناطقين بالدارجة بكثافة”.

ويرى الفنان الأمازيغي سعيد باحوس، في حديثه إلى الجريدة، أن ما ينقص الفن الأمازيغي حتى يحقق التطور، “تكثيف جهود الفنانين الأمازيغيين، وعدم الدوران في الحلقة عينها والاعتماد على الأنماط ذاتها”، لافتا إلى أنه ينبغي “البحث عن التجديد والانفتاح على الموسقى العصرية مع المحافظة على اللغة والألحان، إلى جانب توفير الدعم الكافي للدفع بالفنان الأمازيغي المغربي إلى الأمام”.

عزى الفنان ذاته تراجع الإنتاجات الفنية الأمازيغية إلى ” انقراض شركات الإنتاج التي اختفت بنهاية عهد الأقراص والشرائط الموسيقية، التي كانت تدفع للفنان مقابل الحصول على خدماته الصوتية وتحقق أرباحا من خلال بيع هاته الأشرطة والأقراص”، مضيفا أن الأنترنيت أصبح “مصدرا لنشر الأعمال الفنية ما ساهم في إنهاء وظيفة شركات الإنتاج”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News