ثقافة

“الأدب التفاعلي” يطوّع الثورة الإلكترونية لخدمة الإبداع وتقريب الأدب من القراء في العالم الافتراضي

“الأدب التفاعلي” يطوّع الثورة الإلكترونية لخدمة الإبداع وتقريب الأدب من القراء في العالم الافتراضي

“الأدب الرقمي” أو “الأدب التفاعلي” جنس جديد بدأ يجد موطئا في خزانة الأدب، في ظل الثورة الإلكترونية التي يشهدها العالم، وغزو وسائط التواصل الاجتماعي، ليدخل في منافسة مع الكتاب الورقي الذي بدأ انتشاره يتقهقر في السنوات الأخيرة لصالح الكتب والراويات الرقمية.

وفي هذا الإطار، تقول الكاتبة المغربية كريمة دلياس في تصريح لجريدة “مدار21” على هامش ندوة خصصت لمناقشة “الأدب التفاعلي” في المعرض الدولي للكتاب، إن الأدب التفاعلي فرض نفسه بحكم التطور التكنولوجي، ويحمل مميزات من قبيل إتاحته الفرصة للقارئ الرقمي ليتفاعل مع النصوص الأدبية والفكرية بطريقة حديثة، والإدلاء برأيه، مبرزة أن “فيسبوك” يعد من بين الفضاءات الحاضنة لهذه الدينامية الإبداعية والذي يتيح للقارئ الرقمي الفرصة أيضا للتواصل مع الكاتب بشكل مباشر والتعبير عن رأيه في فصول الرواية بحرية.

وترى دلياس، التي تشتغل في مجال التعليم وشغلت منصب مهندسة كومبيوتر، أن الأدب الرقمي يشكل مستقبل العصر، موضحة أنه لا يدخل في صراع مع الكتاب الورقي ولكنهما خطان متوازيان يجب أن يكملا بعضهما البعض.

وأكدت دلياس أن الكتاب الرقي لن يقضي على الكتاب الورقي، لأن هذا الأخير ما يزال يتمتع بهبته وله حضور قوي بين القراء، مردفة: “شخصيا أفضل لمس الكتاب وتصفحه في جنح الليل، ولكن رغم أنني تربيت على الورق، وأستمتع كثيرا به، إلا أن ذلك لا يمنعني من مواكبة العصر وطرح روايات رقمية”.

في المقابل، يرى الكاتب عبد الواحد استيتو، الذي يحترف كتابة الروايات الفيسبوكية التفاعلية، أنه ربما سيتم التخلي عن الورقي بشكل أكبر في العقود القادمة، قائلا: “ربما ليس في العقد القادم، لكن يوما ما أكيد سيصبح نادرا جدا بدليل أن الأجيال الحالية لا تلمس الورقي”.

واختار استيتو هذا الجنس الأدبي، بعدما لمس تفاعلا كبيرا من قبل رواد موقع “فيسبوك” مع قصة قصيرة شاركها عبر صفحته الرسمية، ما دفعه إلى طرح رواية من فصول عديدة، إذ يتخطى عدد زوارها 4000 آلاف من كل أنحاء الوطن العربي، وفق تصريح لجريدة “مدار21”.

وتشدد الكاتبة كريمة دلياس في هذا السياق أيضا على ضرورة استغلال هذه الوسائط الجديدة لتحبيب الناس في القراءة والرفع بذوق القارئ وحسه النقدي.

وتجد المتحدثة ذاتها في حديث إلى الجريدة أن موقع “فيسبوك” فتح المجال للعديد من النساء اللواتي كن يخجلن وينتمين إلى أوساط محافظة للتعبير عن أحاسيسهن من خلال الجنسين الشعري أو السردي عبر صفحات الفيسبوك، التي منحتهن هامشا من الحرية في كتابتهن وإبراز ثوراتهن.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. … خطان متوازيان هدفهما متعةة القراءة وتذوق وعسيلتها…

    بانجاح و التألق. أختي كريمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News