فن

عمر السيد: شهرة “ناس الغيوان” لم تأت بالسياسة ولا يمكن فرض الخوض فيها على المجموعات الجديدة

عمر السيد: شهرة “ناس الغيوان” لم تأت بالسياسة ولا يمكن فرض الخوض فيها على المجموعات الجديدة

قال عمر السيد، عضو “ناس الغيوان”، إن هناك عدة عوامل ساهمت في بروز هاته المجموعة، أولها الحي الذي ترعرع فيه أعضاؤها، وهو “كاريان سانطرال” أو الحي الصناعي بدرب مولاي الشريف، حيث كان يضم عددا من المعامل التي تستقطب الباحثين عن العمل من مختلف مناطق المغرب.

وأضاف السيد، في حوار مع جريدة “مدار21″، أن والده كان واحدا من هؤلاء الأشخاص الذين يعملون في هذا المكان، إلى جانب والد بوجميع والعربي، وغيرهم من أصدقائه، فكان كل شخص يأتي من منطقة أخرى يجلب معه ثقافته التي يتشبث بها ويحمل على عاتقه نشرها، حسب تعبيره.

وتابع المتحدث ذاته: “وفي يوم الأحد، كان الجميع يلتئم بالحي لمشاركة ثقافاتهم من “التكناويت” و”أقلال” و”ميزان الهوارة” وتبادلها، و”الحَلْقَة” التي كانت تتسم بالابداع، كل هذا شُحِنا به ونحن في طفولتنا، وحتى لغة الخطاب والتحاور لآبائنا في ذلك الوقت كانت تحمل الكثير من المعاني”.

واسترسل عميد “ناس الغيوان” قائلا: “وجاءت في ما بعد مرحلة إنشاء جمعية تهتم بالمسرح، والتي أطلقنا عليها “رواد الخشبة”، إذ كانت تضم المرحوم بوجميع وعلال ومصطفى اليحياوي وعددا من الأصدقاء الآخرين، وهذه الجمعية كانت تهتم بمسرح القرية، الذي يُشبه “الحَلْقَة”، إذ نجسد مجموعة من المشاهد التمثيلة التي يتخللها الغناء بـ”البندير” حيث كنا نمارس التمثيل والغناء، إلى أن سمع عنا الراحل الطيب الصديقي، الذي كان يهتم بكل ما يتعلق بمسرح البساط، فقدمنا له الفنان حميد الزوغي والتحقنا بمسرحه، وهناك تكونت مجموعة “ناس الغيوان”.

وعن رأيه في الجيل الحالي من المغنيين الشباب، أوضح السيد أن ثمة عددا من مغني “الراب”، الذين يغنون “الغيوان” بطريقتهم الخاصة، ويحملون مشعل هذه المجموعة الخالدة بشكل جديد، وأشار إلى أنه الآن تغيرت الرؤيا سواء على الصعيد السينمائي أو الاقتصادي، أو الثقافي أو الاجتماعي والسياسي، مردفا: “لم يعد أي شيء على عهده السابق، والعالم بأسره تغير، ويشهد تحولا شاملا”.

وفي هذا السياق، أبدى المتحدث نفسه إعجابه بمجموعتي “الفناير”، و”أش كاين”، وبالفنانين سعد لمجرد، الذي وصفه بـ”العظيم”، والغافولي، وأسماء المنور ودنيا بطمة، التي أشاد بصوتها، إضافة إلى تنويهه بصوفيا بطمة نجلة رشيد بطمة، التي تنبأ لها بمستقبل موسيقي واعد.

وبخصص حجم تأثير المجموعات الحالية، لفت السيد، في حديثه إلى الجريدة، إلى أنه “لا يمكن الجزم بأن هؤلاء المجموعات الجديدة لا تؤثر في الرأي العام بأغانيها، ولا يمكن إخضاعها للمقارنة مع المجموعات السابقة، لاختلاف فترات بروزها”، في نظره، مبرزا أنها “اختارت سلك طريق مختلف يساير العصر الحالي، ولا يمكن أن يُفرض عليها مناقشة المواضيع السياسية حتى تحظى بشهرة”، وفق قوله.

ولا يرى المتحدث عينه أن يكون الخوض في المواضيع الاجتماعية والسياسية قد ساهم في شهرة “ناس الغيوان”، مضيفا في هذا الإطار: “في الحقيقة لم نكن نناقش المواضيع السياسية بالمفهوم السياسي، فالفن هو الحرية، وليس هناك فن ملتزم بقضايا معينة، لأن تبني أي قضية سياسية تكون قابلة للزوال وبالتالي لا تصبح مؤثرة”.

لكنّه، في المقابل، يؤكد السيد أن مغنيي الزمن الماضي كانوا “يتمتعون بالجرأة في انتقاء المواضيع وطرحها، وذلك راجع لتكوينهم وثقافتهم ووعيهم”، وزاد بالقول: “تشبّعنا بعدد من المواضيع وشُحنا بها، وبالدارجة الراقية، التي تحمل في طياتها معان عدديدة، وتمس شرائح المجتمع”.

وأشار إلى أن جميع الأغاني التي قدمها رفقة فرقة “ناس الغيوان” قريبة إلى قلبه، وتترجم الواقع الذي كان معاشا آنذاك، ومنها “الصينية” التي ما يزال تأثيرها كبيرا إلى يومنا هذا، أي بعد مرور أزيد من 50 سنة، إذ يرددها الجمهور المغربي باستمرار.

ونوّه السيد في الوقت ذاته بالفنانين الذين يعيدون إحياء الأغاني “الغيوانية، قائلا: “جميل أن يعيدوا غناء مقطوعاتنا بطريقتهم الخاصة، ويدخلون عليها آلات غربية، لأنه “ناس الغيوان” بالنسبة لي مدرسة وكل شخص له الحق في تجديد أعمالها بنمطه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News