سياسة

كلّفت المغرب 600 مليار..”الأحرار” يقترح فتح رأسمال “لارام” للخواص لإنقاذها من الإفلاس

كلّفت المغرب 600 مليار..”الأحرار” يقترح فتح رأسمال “لارام” للخواص لإنقاذها من الإفلاس

أكد فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب أن شركة الخطوط الملكية الجوية تحتاج عاجلا إلى روح جديدة ونموذج اقتصادي مبتكر يقطع مع إشكاليات الحكامة وحالة اللا تموقع في السوق الدولية.

ونبّه محمد غيات، رئيس فريق “الحمامة” بمجلس النواب، خلال اجتماع لجنة البنيات الأساسية بحضور المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية عبد الحميد عدو، إلى “اهتزاز” ثقة الزبناء في الشركة وفي خدماتها وصل إلى حدّ احتجاج مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى على خدمات الشركة علناً وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، معتبرا أنه “أمر يسيئ إلى صورة البلاد كلها”.

وسجل غيات أن هناك “معاناة حقيقية” يعبر عنها أبناء الجالية خصوصا في مسألة غلاء الأسعار سيما من كندا وأمريكا، متسائلا: “كيف لأسرة مغربية مكونة من 4 أبناء أن تقوم بزيارة للمغرب والتذكرة تفوق 25 ألف درهم للشخص الواحد؟”، وأشار إلى أن هناك أسر كثيرة اليوم عاجرة عن المجيء إلى الوطن بسبب هذا الأمر، ونسمع أن هناك عريضة سترفع إلى الملك في هذا الصدد”.

ولفت البرلماني ذاته إلى أن هناك مشكلا آخر مرتبط بتدبير الموارد البشرية وغياب روح التنافسية وفق منطق القطاع الخاص، لدرجة أن البنية الأجرية غير متجانسة خصوصا في فئة الربابنة، منبها إلى “معضلة سوء التواصل” مع الزبائن لتوضيح أسباب التأخر أو إلغاء الرحلات، حيث لا يعقل أن يكون لامبالاة سلوك مصلحة الزبناء خصوصا مع الأجانب الذي لا يتوانون في رفع دعوات قضائية ضد الشركة.

واعتبر غيات أن السؤال المطروح اليوم هو “لماذا ينجع الآخرون بينما نحن لا نسير على نفس المنوال؟”،  قبل أن يستطرد: “نحن على وعي بأننا لا نمتك الإمكانات المالية للدول البترولية لكن نملك الإرادة وقصص النجاح في مجالات أخرى وآخرها قطاع السيارات.

وتابع قائلا: “نحن على وعي بأن هناك سُرعة كبيرة في الإصلاح تقوم بها هذه الحكومة خصوصا في قطاع الصناعة والاستثمار والسياحة، لكن لا نشعر بهذه السرعة في ملف النقل الجوي”، متسائلا “فهل هناك انفصال ما بين هذه السرعة وسرعة تطور النقل الجوي؟”.

وبناء على ذلك، طالب فريق التجمع الوطني للأحرار الحكومة ومن خلال وزارة النقل واللوجستيك، وضع ملف النقل الجوي بشكل استعجالي، كضرورة مرحلية لمواكبة السرعة الإصلاحية التي تمضي بها الحكومة والتوجهات الملكية، داعيا إلى إعادة هيكلة شاملة للشركة وفق المنطق المقاولاتي، وإذا تطلب الأمر فتح رأسمالها للخواص للخروج من حالة الركود.

وشدد الفريق التجمعي على ضرورة إعادة التصور للخطوط الجوية وفق دراسات علمية واقتصادية للجدوى والانفتاح على زبناء غير مغاربة خصوصا الأفارقة، واستثمار الحضور المتميز للمغرب في العمق الإفريقي.

كما دعا إلى وضع استراتيجية لتنسيق جهود قطاع السياحة خصوصا مع خارطة الطريق الجديدة الهادفة إلى جذب 17.5 ملايين سائح سنويا بحلول سنة 2026، وخلق حوالي 200 ألف فرصة شغل، والوصول إلى عتبة 120 مليار درهم كعائدات للقطاع من العملة الصعبة.

ويرى الفريق التجمعي أن النقل الجوي عبر شركة وطنية قوية هو عنوان السيادة الوطنية في الأوقات الحساسة، مشيرا إلى “ما حصل مع القرار الملكي بإعادة المغاربة في أزمة الكوفيد بأثمنة رخيصة مما شكل قرار غير مسبوق على الصعيد العالمي، وما وقع في الأزمة الأوكرانية، ومؤخرا في الأزمة السودانية”.

وأكد محمد غيات أن توفر النقل الجوي يعزز التماسك الاجتماعي ويرسخ الهوية الوطنية وهذا ما يجعل الجالية المغربية حريصة على التنقُل في الخطوط الملكية المغربية، وهذا علامة على التشبث بوطنيتها وتوابثها، قبل أن يستدرك “لكن هناك الواقع الصعب لشركة الخطوط الملكية المغربية يقول إننا نمتلك شركة تأست سنة 1957، وبعد أكثر من 65 سنة على تأسيسها، تعيش صُعوبات حقيقية تصل إلى درجة عدم القدرة على الالتزام بنفقاتها”.

وسجل رئيس فريق الأحرار بمجلس النواب أن شركة “لارام” تحتاج كل مرة الى تدخل الدولة للحيلولة دون الإفلاس، وآخر مرة كان التدخل سنة 2022 وضخت الدولة 600 مليار سنتيم بهدف إنقاذ شركة الخطوط الملكية المغربية من الإفلاس، خصوصا مع تداعيات الجائحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News