بعد وفاة طفلة ابتلعت قطعة نقدية.. حقوقيون يطالبون بفتح تحقيق ومحاسبة السياسيين على نكسات منظومة الصحة

بعد معاناة استمرت ثلاثة أيام كانت ترزح فيها تحت وطأة ألم ابتلاع قطعة نقدية “صغيرة”، أسلمت الطفلة “إسراء” ذات العام الواحد الروح إلى بارئها، حيث وفي مدينة البيضاء بعيدا عن مدينتها ورزازات بما لا يقل عن 400 كيلومتر، قضت الطفلة نحبها إثر فشل الأطقم الصحية في استئصال القطعة النقدية، وعلى هذا الصعيد، عزى حقوقيون سبب الوفاة الفعلي إلى “الفاعلين السياسين” و”اهتراء المنظومة الصحية المغربية”.

وفي تصريح لجريدة مدار 21، أكد الفاعل الحقوقي ناصر إسماعيلي أن أول من يجب محاسبتهم عقب هذه الحادثة هم “المسؤولون السياسيون” مشيرا إلى أنه “إن كانت هناك ذرة حياء في البلاد، فإنه من الواجب محاكمتهم” على اعتبار أن حادثة الطفلة إسراء “جريمة كبرى في حق الشعب المغربي”.

واستطرد الفاعل الحقوقي “نعيش في القرن 21 وما زالت هناك وللأسف طفلة تموت بسبب ابتلاع قطعة نقدية صغيرة، هذا النوع من الحوادث يحصل مرارا وتكرارا ولا يؤدي للوفاة، فكيف له أن يؤدي لوفاة الطفلة إسراء حاليا؟”.

وتابع “لست طبيبا ولا مختصا، ولكن أرى أنه من غير المعقول ألا تتمكن المنظومة الصحية من إنقاذ الطفلة وعلاجها، لاسيما وأنها ظلت حية مدة ثلاثة أيام، أين هي منظومة الصحة من كل هذا؟”، وطالب النيابة العامة بـ”فتح تحقيق دقيق في مجريات الحادثة” وذهب إلى أبعد من ذلك مطالبا بـ”وجوب الاستعانة بلجنة من الخبراء الأجانب للتحقيق في النازلة” لتقديم معطيات دقيقة تحال للقضاء.

وشدد المتحدث ذاته على أنه “من العيب والعار أن تحصل مثل هذه الأحداث خاصة وأن المغرب دولة نالت استقلالها منذ أزيد من 60 عاما” مؤكدا أنها تعكس الحالة السياسية للمغرب والجنوب الشرقي.

وتساءل ناصر إسماعيلي “ثمة مستشفيات وأطقم وأطر طبية وغيرها الكثير ترصد لها ميزانيات وأموال، أي دور لها ولماذا يتم صرف الأموال عليها وهي غير قادرة حتى على إنقاذ طفلة صغيرة؟”، وذكر أنه “يجب إعادة النظر بشكل كامل في المنظومة الصحية بالمغرب، كما يجب على السياسيين من أصغرهم إلى أكبرهم التجرؤ على القضاء للترافع على جودة المنظومة الصحية بالمغرب”.

من جانبه، أكد الفاعل الحقوقي عمر نجا أن “هذا الحادث المؤلم يسائل المنظومة الصحية وقيمها بإقليم ورزازات” وتابع “النكسات تتوالى دونما هوادة بمناطق الجنوب الشرقي، حوادث مؤلمة متوالية تحصل من قبيل لسعات العقارب وجرائم القتل والاختطاف للبحث عن الكنوز، وها نحن ذا أمام نكسة جديدة تتعلق بحادث الطفلة إسراء، تطرح جملة من التساؤلات حول الموارد البشرية واللوجستية بالمنظومة الصحية”.

وذكر أن عددا من الفاعلين الحقوقيين والجمعويين “مؤرقون حول جملة من القضايا المتعلقة بالصحة التي لم يجدوا بعد لأسئلتها جواب” مطالبا بـ “فتح تحقيق شفاف ونزيه لإيضاح الحقيقة وإنصاف أهل الضحية حتى لا تتكرر مثل هذه المأساة في قادم الأيام”.