جهويات

بعد سنوات من “جحيم” الحشرة القرمزية.. مجهودات تزرع الأمل في نفوس الفلاحين ضواحي مراكش

بعد سنوات من “جحيم” الحشرة القرمزية.. مجهودات تزرع الأمل في نفوس الفلاحين ضواحي مراكش

ما زال فلاحون مراكشيون بمنطقة “الجبيلات بالرحامنة” يبذلون مجهودات كبيرة لمحاربة الحشرة القرمزية التي غزت نبات الصبار الشوكي بالمنطقة منذ سنوات طويلة، مكبدة إياهم خسائر كبيرة، غير أنها هذا الموسم بدأت تعرف تراجعا نسبيا مانحة الفلاحين بصيصا من الأمل في عودة الأمور إلى سالف عهدها.

وفي تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، قال أحد الفلاحين من ضواحي مدينة مراكش “نبذل مجهودات كبيرة لمداواة نبات الصبار الشوكي باستمرار لمحاربة الحشرة القرمزية، ومع ذلك فهي تظل غير كافية، حتى أننا نضطر أحيانا لحرق بعض من الصبار للحد من انتشار الحشرة القرمزية التي تنتشر بسرعة هائلة في المحصول” مشيرا إلى أن معدل انتشار الحشرة مع ذلك تضاءل قليلا مقارنة مع ما كان عليه سابقا.

وتابع أن “زراعة تين الصبار الشوكي في السنتين الأخيرتين لم تنجح بسبب انتشار المرض، على عكس سنوات كانت تعرف فيه زراعة التين الشوكي وفرة لدرجة أننا كنا نطعمه للبهائم”، مؤكدا أن هذه الفاكهة المزروعة في منطقة “الجبيلات” معروفة بجودتها العالية للغاية، وأن على الفلاحين الاعتناء بها بشدة ومداواتها باستمرار حتى تنجح زراعتها.

في السياق ذاته، أضاف فلاح متضرر أنه وبعدما كانت المنطقة معروفة بزراعة الصبار الشوكي، فإن “اثنين من أصل خمسين أو ستين فلاحا فقط من تمكنا من الحفاظ على مزروعاتهما، وذلك بعد مجهودات ومعاناة كبيرة”، وأردف أن “الحشرة القرمزية بحسب ما يقال تراجع انتشارها، ولكن لا يمكن أن نتأكد من ذلك حقا إلا في فصل الصيف، لأنها تظهر وتنشط في الطقس الحار لا المعتدل أو البارد”.

وكشف الفلاح أن نبات الصبار الشوكي في الحالة الطبيعية يحتاج بعد غرسه لحوالي ثلاث إلى خمس سنوات يتم فيها سقيه ليعطي أكله، على أن يصبح بعد ذلك قادرا على الصمود لوحده اعتمادا على الأمطار فقط، مؤكدا على أن الصبار الشوكي المعتمد على مياه الأمطار يكون أكثر جودة منه ذلك المعتمد على السقي اليدوي.

والحشرة القرمزية هي حشرة متناهية في الصغر، تصيب الصبار فقط دون غيره من النباتات، ظهرت في 2014 في المغرب، لونها أحمر داكن وتفرز سائل “الكرمن”، وما يزيد خطورتها آلية تكاثرها التي تعقد طرق التصدي لها، حيث تضع الإناث بيضها بعد التزاوج، وسرعان ما يتحول إلى حوريات دقيقة تفرز مادة شمعية بيضاء على أجسامها لحمايتها من ارتفاع درجات الحرارة وشح المياه، ويظهر الصبار حينها كأنه تم طلاؤه بمسحوق أبيض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News