السلطات تستنفر طائرات لمواجهة اجتياح الجراد بإقليم طاطا وتطالب السكان بإخلاء المنطقة 15 يوما
بعد تواتر عدد من الدعوات منذ حوالي شهرين لتدخل السلطات لمواجهة اجتياح أسراب الجراد الجوال بمنطقة وادي درعة بإقليم طاطا، أعلن رئيس مجلس جماعة فم الحصن أخيرا اتخاذ إجراءات بتنسيق مع المكتب الوطني لمكافحة الجراد، تهدف للحد من انتشاره.
وجاءت الخطوة المعلن عنها من طرف المجلس بعد أن باتت هذه الحشرة تهدد بإنهاء الموسم الفلاحي للساكنة، وفق ما أكدته صور وفيديوهات من عين المكان، توثق الانتشار الكثيف لهذه الحشرة.
وتتمثل الخطوات المتخذة، وفق إعلان صدر عن المجلس الجماعي، تتوفر جريدة “مدار 21” على نسخة منه، في “رش المبيدات والأدوية بواسطة طائرات متخصصة لمكافحة أسراب الجراد، ابتداء من يوم الخميس 11 ماي”.
وأهاب رئيس الجماعة بجميع الموجودين في منطقة وادي درعة، خاصة الرحل والكسابة والفلاحين بـ”مغادرة المنطقة وإخراج الماشية في أقرب وقت ممكن حتى لا تتعرض للضرر جراء رش المبيدات الحشرية” إضافة إلى “العمل على تغطية نقط التزود بالمياه والسواقي واتخاذ التدابير اللازمة لإنجاز العملية”.
كما أوصت السلطة المحلية الساكنة، وفق المصدر نفسه، بـ”عدم زيارة المنطقة إلا بعد مرور أجل 15 يوما من تاريخ انتهاء عملية الرش بالمبيدات”.
في السياق ذاته، قال مبارك أوعنطر، مهندس دولة في الزراعة وأستاذ بمعهد الزراعة والبيطرة، في تصريح لجريدة “مدار21″، إن هذه الإجراءات المتخذة جاءت بعد ضغط من طرف الساكنة والسلطات المحلية، ووصفها بـ”الجيدة وبأنها ستساهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه” وذلك على الرغم من تأخرها.
وأضاف المتحدث أن الخطوات المتخذة ستنقذ الكثير من الساكنة المتضررة محاصيلهم، مردفا أنها ستساعد هذا الموسم الفلاحي على أن يكون “استثنائيا” لاسيما وأن المنطقة عرفت تساقطات من الأمطار بعد سنوات من الجفاف.
وأشار مبارك أوعنطر إلى أن المكتب الوطني لمكافحة الجراد سيشرع في رش المبيدات الحشرية ابتداء من يوم غد الخميس باستعمال الطائرات، وإلى أن ساكنة وادي درعة “كانوا ينتظرون هذه الخطوة بفارغ الصبر، لأن عدم إيقاف زحف الجراد من الآن سيؤدي به إلى الانتشار في المناطق المحادية للواحات، وإلى مناطق أخرى لا قدر الله”.
وواصل قائلا بأن خطورة أسراب الجراد تكمن في “قدرتها على الطيران بسرعة 200 كيلومتر عندما تدفعها الرياح” مؤكدا أن أي “موجة برد قادمة من الشرق ستكون عاملا محفزا لها في الطيران وغزو مناطق أخرى، وقد تكون وجهتها المقبلة بالتالي منطقة سوس”.
هذا، وقال المهندس الزراعي إن هناك “مماطلة” من طرف السلطات المختصة بالمنطقة في اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المحدد لإنقاذ الموسم الفلاحي، لاسيما وأنه قد يكون الأفضل منذ سنوات بفضل تساقط الأمطار بعد سنوات من الجفاف.
وتأتي هذه الإجراءات المتخذة بعد حوالي شهرين من اكتشاف هذه الموجة من الاجتياح لأول مرة في 12 مارس 2023، إذ أخبرت الساكنة على الفور مصالح مكافحة الجراد والسلطات المحلية، غير أن التدخلات بقيت محدودة.
وكانت الجمعية العامة للفلاحة لوادي درعة بفم الحصن، قدمت شكاية إلى السلطات المحلية قصد التدخل العاجل وتسخير كافة الإمكانيات لمحاربة الجراد الذي اكتسح المنطقة وأتلف محاصيلها الزراعية بشكل خطير.
