رياضة

البطولة العربية.. سباق محموم بين الرجاء والاتحاد على ستة ملايير

البطولة العربية.. سباق محموم بين الرجاء والاتحاد على ستة ملايير

دقت ساعة الحسم التي انتظرها الرجاويون لأكثر من عام، بعد تأجيل نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية البطلة بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا.

ويواجه الرجاء نظيره اتحاد جدة السعودي، اليوم السبت في الساعة التاسعة مساء بملعب الأمير مولاي عبدالله بالرباط، بطموح تجاوز كل مشاكله المالية والإدارية لبداية صفحة جديدة بلقب عربي ثانٍ في تاريخه، وهو رهان يتقاسمه معه القادم من بلاد الحرمين.

وتوج الرجاء بلقب كأس العرب سنة 2006 على حساب إنبي المصري، ليخلف اتحاد جدة، الذي توج بلقب نسخة 2005 على حساب الصفاقسي التونسي، وسيسعى الفريقان إلى فضّ هاته الشراكة في مباراة اليوم.

وسيشهد النهائي، الذي يقوده الحكم المصري محمد البنا، حضور رئيس الاتحاد العربي، عبدالعزيز بن تركي الفيصل، ورئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، باتريس متوسيبي، إضافة إلى وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، ويشرفون على عملية تسليم الجوائز للبطل ووصيفه.

النسخة الأطول على مر التاريخ

فرض تفشي فيروس كورونا على الاتحاد العربي لكرة القدم تأجيل البطولة العربية للأندية في مارس 2020، لكن المسابقة استؤنفت في يناير من العام الجاري بإجراء مباريات نصف النهائي، التي حملت الرجاء واتحاد جدة إلى المشهد الختامي للمسابقة على حساب الإسماعيلي المصري والشباب السعودي تواليا.

وتعد النسخة الحالية الأطول على مر التاريخ بعدما كانت انطلاقة منافساتها من دور المجموعات التمهيدي في 18 غشت 2019، وسيجرى النهائي؛ بعد عامين، في الـ21 غشت 2021.

ورغم التأجيلات، رفض الاتحاد العربي إلغاء النسخة الحالية، وظل متمسكا باستكمالها رغم استمرار الظروف الصحية المقلقة بالمغرب، لكن المباراة ستجرى بتدابير احترازية صارمة وبغياب الجماهير ووسائل الإعلام.

الأزمة المالية حافز إضافي لـ”النسور”

سيدخل الرجاء الرياضي نهائي كأس محمد السادس بشعار “لا شيء غير التتويج”. فهو يعي أن صعود ” بوديوم” الكأس العربية لا يعني إضافةَ كأسٍ ثانيةٍ إلى خزانة ألقابه فقط، لكن أيضا وضع نقطة نهاية لأزمة مالية عمَّرت طويلا داخل “القلعة الخضراء”.

وتبلغ قيمة جائزة بطل الكأس العربية 6 ملايير سنتيم مغربي، وهي جائزة تتجاوز ما يحصل عليه بطل كأس العالم للأندية من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” (5 ملايير)، بينما يحصل الوصيف على مليارين و500 مليون سنتيم.

ومن شأن التتويج بالكأس العربية أن يخرج الرجاء من عنق زجاجة الأزمة المادية الخانقة التي تُزعزع استقراره الداخلي كل موسم، سيّما ملف النزاعات مع لاعبيه ومدربيه السابقين، الذي سلط عليه عقوبة المَنع من إجراء تعاقدات خلال الميركاتو الصيفي الحالي والشتوي المقبل بعد نهاية الموسم الماضي، لكنه تمكن من تسديد جزء منها بعد توصله بثلاثة ملايير و500 مليون سنتيم الخاصة بصفقة انتقال مهاجمه بن مالانغو إلى الشارقة الإماراتي.

ورفع “فيفا” عقوبة المنع عن الرجاء بعد تسديد مستحقات بعض النزاعات التي وصلت قيمتها مليارا و300 مليون سنتيم مغربي، لكن مشكل نزاعات أخرى ومستحقات لاعبيه الحاليين ما يزال عالقا، وتعلّق الإدارة آمالا على صفقة سفيان رحيمي، المنتقل إلى العين الإماراتي مقابل ثلاثة ملايير، من أجل تسديد جزء من منح توقيع اللّاعبين.

وتُشكل الأزمة المالية قاسما مشتركا بين الرجاء واتحاد جدة، إذ يسعى الأخير بدوره إلى الفوز بالملايير الستة من أجل استعادة توازنه المالي، سيما بعدما رفض اتحاد الكرة في السعودية منحه شهادة الكفاءة المالية لتأهيل تعاقداته الجديدة.

مالانغو.. صداع في رأس الشابي

ظهر تأثير رحيل المهاجم بن مالانغو، جليا على الخط الأمامي للرجاء في المباراة الإعدادية الأخيرة ضد روما الإيطالي، ما سيجعل خليفة “الغوليادور” الكونغولي، المنضم إلى الشارقة الإماراتي، صداعًا في رأس مدرب الفريق، لسعد الشابي.

ولم يقو الرجاء في مباراة روما على تهديد المرمى في 90 دقيقة سوى في مناسبتين، واحدة في كل شوط، الشيء الذي دفع الجماهير إلى القلق على مستقبل الفريق، سيما أن نهائي الكأس العربية سيكون المباراة الأخيرة لسفيان رحيمي، الذي وقّع للعين الإماراتي.

وحاوَل المدرب التونسي للـ”خُضر” الاعتماد على ثنائية سفيان رحيمي ومحمود بنحليب في مباراة “الأولمبيكو”، غير أن الانسجام بين اللاعبيْن كان غائبا بسبب قِلّة مشاركات بنحليب في المباريات الرسمية، وسيعوّل الشابي على خِبرة كل من محسن متوّلي وعبد الإله الحافيظي من أجل تنشيط الجبهة الهجومية وخلق فرص سانحة لهز شباك ضيفهم السعودي.

وسمح الاتحاد العربي لكرة القدم بتأهيل الصفقة الجديدة للرجاء، مصطفى كوياطي، المهاجم القادم من مازيمبي الكونغولي، بعدما وافق الأخير على الصفقة وأرسل بطاقة اللّعِب الدولية للّاعب، ومَنَحَهُ الفريق القميص رقم 28 الذي كان يحمله بن مالانغو، ومن المرتقب أن تشاهده الجماهير الرجاوية في مباراة اليوم بعدما شارك في المعسكر الإعدادي المُغلق الذي أجراه الفريق بمركب محمد السادس لكرة القدم.

الفرق المغربية خصم “معرفة” للاتحاد

ستكون مباراة الرجاء السابعة للاتحاد في مواجهة الفرق المغربية في المسابقة العربية، وتمكّن في مبارياته الست السابقة من الفوز في ثلاثة لقاءات إلى جانب تعادل واحد، فيما مُني بالهزيمة في مناسبتين.

وواجه اتحاد جدّة الوداد في دور الـ16 لنسخة 2006، التي توّج بها الرجاء، وفاز كل منهما على ملعبه بالنتيجة ذاتها (2-0)، لكن الفريق الأحمر حسم التأهل بالضربات الترجيحية (4-1).

وتكرّرت المواجهة المغربية السعودية في النسخة الموالية (2007)، عندما اصطدم أولمبيك خريبكة باتحاد جدة في الدور الأول للمسابقة، وفاز كل منهما بملعبه بحصة (3-1)، لكن ضربات الحظ رجحت كفة “النمور”.

آخر صدام لممثل الكرة السعودية مع فريق مغربي في الكأس العربية يعود إلى ربع نهائي النسخة الحالية، عندما أقصى أولمبيك آسفي بعد تعادلهما ذهابا بجدة (1-1) وخسارة “القرش المسفيوي” إيابا بملعبه (1-0).

أول ظهور للشابي في الكأس العربية

لم يخض المدرب التونسي أي مباراة مع الرجاء في كأس محمد السادس للأندية العربية بعدما تولى زمام أمور “السفينة الخضراء” وقد بلغت المحطة النهائية للمسابقة مع الربان السابق، جمال سلامي.

غير أن جمال سلامي لم يكن الوحيد المساهم في هذا الإنجاز، إذ كانت البداية مع الفرنسي باتريس كارتيرون، الذي ترك الفريق في ثمن النهائي، ليتوّلى بعده سلامي المهمة ويترك بدوره الفريق في نصف النهائي بعد الخسارة ذهابا أمام الإسماعيلي المصري (1-0)، ليُمسك المدرب المساعد، هشام أبو شروان، المسؤولية مؤقتا في مباراة العودة التي انتصر فيها “النسور” بثلاثية (3-0).

وستكون الفرصة مواتية للمدرب التونسي من أجل التتويج باللّقب العربي في أول مباراة، ويعوّل في ذلك على روح الفريق التي قادته للتتويج بأول لقب قاري في مسيرته التدريبية في يوليوز الماضي، عندما توّجوا بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية على حساب مولودية الجزائر (2-1).

منحة دسمة تشعل المنافسة بين متولي ورومارينيو

ستشهد مباراة اليوم منافسة قوية بين صانع ألعاب الرجاء، محسن متولي، والمهاجم البرازيلي للاتحاد، روماريو ريكاردو، الملقب بـ”رومارينيو”.

ويتصدر المهاجم البرازيلي ترتيب هدافي الكأس العربية بـ7 أهداف، مقابل 5 أهداف لمحسن متولي، المُحتل للمركز الثاني. ويحتاج قائد الرجاء إلى تسجيل ثلاثة أهداف وعدم تسجيل رومارينيو في مباراة اليوم من أجل التتويج هدّافا للمسابقة.

ويمنح الاتحاد العربي لكرة القدم جائزة مالية دسمة للحائز على لقب هداف البطولة قيمتها 100 ألف دولار أمريكي (90 مليون سنتيم مغربي)، ما سيُلهب المنافسة بين اللّاعبين من قيادة فريقيْهما إلى منصة التتويج.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News