اقتصاد

مشاكل هيكلية ومشاريع متعثرة.. خبير يرسم صورة قاتمة عن السياحة بورزازات

مشاكل هيكلية ومشاريع متعثرة.. خبير يرسم صورة قاتمة عن السياحة بورزازات

في رسالة مفتوحة إلى عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية وعبد الوافي لفتيت وزير الداخلية، رسم الخبير في القطاع السياحي الزوبير بوحوت، صورة قاتمة عن القطاع السياحي بورزازات، مقدما معطيات مثيرة عن تراجع الطاقة الإيوائية بالمدينة، التي تهدد تنطيم ماراطون دولي للرمال بسبب تزامن تنظيمه مع تصوير فيلم سينمائي، مشيرا بالمقابل إلى تعثر تنفيذ مشاريع سياحية وفشل تنويع العرض السياحي.

وأكد بوحوت، في الرسالة المفتوحة، التي تتوفر جريدة “مدار21″، والتي تعد الثانية من نوعها الموجهة لعزيز أخنوش وعبد الوافي لفتيت، على نسخة منها أن القطاع السياحي بالإقليم يعيش مشاكل هيكلية منذ سنة  2018، أدت إلى تسارع إغلاق الفنادق وتراجع الطاقة الايوائية بالمدينة إلى النصف تقريبا.

وسجل الخبير أن “ورزازات تمر بوضع دقيق ومتأزم رغم الانتعاشة التي بدأ يسجلها القطاع السياحي على المستوى الوطني مند شهر ماي 2022،  كما تم تسجيل زيادة ب نسبة +17%  في عدد الوافدين على المستوى الوطني، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2019، في حين سجلت ورزازات تراجعا بناقص 15%، رغم احتضانها لتصوير بعض الافلام العالمية التي كان من المفروض ان تضمن لها نسبة نمو تتجاوز المعدل الوطني، كما هو الحال في سنوات ماضية”.

وقال بوحوت إنه “ابتداءا من سنة 2018،  بدأت ورزازات تسجل  تراجعا مستمرا حيت تدنت الأرقام بصفة مقلقة وأصبحت تحتل مراتب متأخرة  مقارنة مع وجهات صاعدة كانت ورزازات تتجاوزها في السابق، فالنشاط السياحي تراجع بشكل مقلق ولم يعد بإمكان ورزازات التنافس كما في السابق مع الوجهات الكبرى كمراكش وأكادير والدار البيضاء ولا المتوسطة كطنجة، والرباط وفاس، بل تجاوزتها وجهات صاعدة كالمضيق الفنيدق والداخلة والجديدة ومكناس الخ..”.

وأورد المتحدث أن ورزازات “بحاجة أساسا إلى  تقوية الطاقة الاستيعابية والنقل الجوي وتجويد الخدمات السياحية، كما أنها بحاجة إلى مسؤولين حقيقيين يعملون بكد من أجل المصلحة العليا للبلد بعيدا عن أي مصلحة ذاتية أو طموحات على حساب مصلحة ورزازات والمغرب بصفة عامة”، مشيرا إلى ضعف أداء مسؤولي ورزازات طيلة الخمس سنوات الماضية.

واستحضرت رسالة بوحوت المشاكل التي طرحها تزامن تصوير فيلم سينمائي وتنظيم ماراطون الرمال في دورته السابعة والثلاثون الذي بعرف مشاركة أكثر من 1600 شخص من 54 جنسية، بمن فيهم 1200 مشارك و400 منظم وحوالي ثلاثين صحفيًا محليًا ودوليًا، مؤكدا أن الحدث الذي يحظى بالرعاية السامية للملك محمد السادس مهدد بسبب ضعف البنية السياحية.

وقال الخبير في هذا السياق أن الحلول المقترحة تبقى ترقيعية وستخلف استياءا لمنظمي التظاهرة الرياضية ومنتجي الافلام كما ستنتج عنها  اضرارا جانبية مسيئة للوجهة، موضحا  أن “السبب في هذا المشكل، هو النقص الكبير في البنيات السياحية بمدينة ورزازات، لا سيما بعد تسارع إغلاق الفنادق، حيث تفيد المعطيات أن حوالي 20 فندقا أغلقت أبوابها في غضون السنوات الماضية،( نصف الطاقة الإيوائية  بالمدينة)، وهو ما خلق مشكلا  كبيرا حيث يتزامن تنظيم هذا الحدث الرياضي الهام مع تصوير احد اكبر الافلام السينمائية العالمية”.

وأضاف بوحوت أنه “يتم تبديد الزمن في اقتراح برامج  لا يمكن أن تأتي بالحل للمشكل الحقيقي والأساسي  للسياحة مع تسجيل تعثر كبير في إنجازها، حيث بدأت تعرف تأخيرا كبيرا كان آخرها التأجيل الذي قرره عامل إقليم ورزازات يوم 27 مارس الماضي بصفته رئيسا للجنة تتبع تنويع العرض السياحي بمناسبة انعقاد اجتماع لهاته اللجنة، وهو مؤشر أولي لفشل المشروع”.

وذكر الخبير السياحي أن “مشروع تنويع العرض السياحي لورزازات ابتداءا من 2018، تم اعداده بطريقة فردانية دون استشارة المهنيين ومجموعة من المتدخلين الأساسيين، كما تم التوقيع على الاتفاقية الخاصة به سنة 2021 مع مجموعة من الشركاء مع الاصرار على تغييب شركاء اخرين كوزارة الثقافة، وتغييب مجموعة من الجماعات الترابية رغم توفرها على مؤهلات سياحية هائلة”، داعيا إلى “إعادة النظر في هاته الاتفاقية لتشمل مجموعة من المتدخلين الدي ستكون لهم قيمة مضافة مؤكدة”.

ورصد بوحوت في رسالته مؤشرات عن فشل مشروع تنويع العرض السياحي، مؤكدا أنه “سبق للشركة المغربية للهندسة السياحية بصفتها حاملة للمشروع أن أطلقت طلبا للعروض لإنجاز دراسة للمشروع  في شهر نونبر 2021، حيث فاز تجمع لبعض مكاتب الدراسات بصفقة مبلغها 131 مليون سنتيم، كما تم إطلاق صفقة أخرى من أجل إنجاز تطبيق للألعاب بمبلغ 120 مليون سنتيم،  لكن بعد مرور سنة ونصف يبدو أن المشروع لم يراوح مكانه”.

وأبرز أن هذا الوضع “جعل مهنيي السياحة يتدخلون في اجتماع 27 مارس بمقر العمالة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خصوصا بعد قرار  عامل الإقليم تأجيل الاجتماع إلى غاية يونيو 2023،  فأقترحوا برنامجا جديدا عبارة عن تقليد مصغر لبعض الأنشطة بساحة جامع الفنا بمراكش مع استقدام بعض كوميديي الحلقات وتأثيت الفضاء بأروقة لبيع بعض المنتجات المجالية والتمور”.

وذكر بوحوت أن “هناك اتفاقية بقيمة 38 مليون درهم تم التوقيع عليها سنة 2021، بمساهمة مجموعة من الشركاء من بينهم الشركة المغربية للهندسة السياحية  (حاملة للمشروع)، حيث  بدأت تتوصل بمساهمات بعض الشركاء في حين يجد المجلس الإقليمي لورزازات صعوبات في توفير التمويلات التي تم التوقيع عليها (6,5  مليون درهم)، نظرا لضعف ميزانيته ولغياب المبادرات الجادة من طرف الإدارة الترابية لتوفير الميزانية بالترافع لدى الإدارات المعنية، حيث لم تبدأ التحركات إلا مؤخرا وهو ما يؤكد أن اللامبالاة هو الأسلوب المعتمد  في التسيير من طرف المسؤولين محليا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News