حوارات | فن

مخرج “بابا علي”: إعداد جزء رابع وارد والدراما الأمازيغية تعاني الإجحاف

مخرج “بابا علي”: إعداد جزء رابع وارد والدراما الأمازيغية تعاني الإجحاف

لا يستبعد المخرج مصطفى أشاور الاستمرار في موسم رابع لمسلسل “بابا علي” السنة المقبلة بعد النجاح الكبير الذي حققته جميع الأجزاء التي بثت حتى الآن، كاشفا في الوقت ذاته السر وراء الشهرة والمتابعة الكبيرة التي يحظى بها العمل رغم تعدد أجزائه.

وشدد مخرج “بابا علي” في حوار مع جريدة “مدار21″، على أن ميزانية تصوير المسلسل كانت أقل بكثير مما يُرصد للأعمال المماثلة الناطقة بالدارجة، مؤكدا أن إكراهات قناة الأمازيغية وراء تراجع مكتسبات الدراما الأمازيغية.

كيف وجدت تفاعل الجمهور مع الجزء الثالث لمسلسل “بابا علي”؟

كنت متفائلا بنجاحه رغم بعض التخوف والتحفظ من الاستمرار في عرض “أجزاء” من عمل واحد، إذ لم نخف من الفشل في هذا الموسم بقدر ما كنا نطمح إلى رفع سقف النجاح.

هل ساعدت الترجمة إلى العربية في انتشار  واستقطاب مشاهدين من غير الناطقين بالأمازيغية؟

أظن أن الانتشار يتعلق بشهرة العمل في عدة مناطق سواء داخل المغرب أو خارجه، ما ساهم في جلب اهتمام الجمهور غير الناطق بالأمازيغية، الذي قاده الفضول إلى اكتشاف هذا المسلسل الذي أحدث ضجة.

وكان المغزى من الترجمة استهداف الأشخاص غير الناطقين بالأمازيغية حتى يتمكنوا من متابعة المسلسل، ولو أن هناك بعض المفردات الأمازيغية لا يمكن ترجمتها حرفيا وصياغتها بالعربية نظرا لاختلاف المعنى بين الثقافات، لكن على الأقل تمكنا من إيصال عناصر والمغزى من القصة، إضافة أن الترجمة ساعدت في وصول المسلسل إلى عدد من الدول العربية.

وأشير هنا، إلى أن فكرة دبلجة المسلسل في الجزئين السابقين كانت مطروحة، إلا أننا وجدنا صعوبة في ذلك، خاصة في ما يتعلق بدبلجة الأمثال الشعبية، لذلك تبقى الترجمة الحل الأمثل إلى حدود الساعة.

هل نجاح مسلسل “بابا علي” يعكس رغبة الجمهور في الدراما الأمازيغية؟

هناك إجحاف في حق الدراما الأمازيغية، لم تتغير الأمور بعد، بل تراجعت المكتسبات هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية مع كامل الأسف، رغم قلتها بالأساس، مقارنة بالأعمال الناطقة بالدارجة التي تنتج بغزارة.

الدراما الأمازيغية أبانت عن قوتها في جذب المشاهدين على مدار ثلاث سنوات، إذ لم تكن ضربة حظ، ونحتاج إلى التنوع في المسلسلات، فهناك العديد من القصص التي يمكن معالجتها، فقط الأمر يتطلب إرادة سياسية حقيقية لتغيير الوضع.

القناة الأمازيغية الوحيدة في القطب العمومي التي تشتغل لـ12 ساعة، بخلاف جميع القنوات التي تشتغل لـ24 ساعة، والتي تعتمد عددا قليلا من الإنتاجات السنوية، فالمشاهد الأمازيغي يلتقي بأعماله في شهر رمضان فقط.

تعدد الأجزاء لا ينجح دائما، كيف استطعت المحافظة على المنحى التصاعدي في أحداث القصة؟

يجب أن تكون نية اعتماد الأجزاء في المسلسل منذ بداية الإعداد لفكرة العمل لا بعد نجاح الجزء الأول، وترك النهايات دائما مفتوحة، إذ غالبا ما يكون فشل تجربة الأجزاء مرتبطا بهذه المسألة، لأنه من الصعب صياغة سيناريو جديد لنهاية وإشكالات مغلقة.

من أجل النجاح، يجب أن تكون النافذة مفتوحة على الأحداث المقبلة وقابلة للتسلسل، لذلك طرحنا فكرة اعتماد أجزاء “بابا علي” منذ البداية وقبل الشروع في تنفيذه، وهذا ما يفسّر تركنا لأحداث النهاية مفتوحة دائما، والتي تؤشر إلى تسلسل الأحداث في جزء آخر، ما جعله يحافظ على إيقاعه ونمطه ونجاحه.

ونجاح “بابا علي” يعود بالأساس إلى تحقيقه القرب من المشاهد الأمازيغي بشكل خاص والمغربي بشكل عام، وتمكنه من نقل الثقافة الشعبية الأصيلة، ومعالجته قضايا وإشكالات عديدة من بينها التعامل مع الدين، الجيران، الأرض والمرأة.

هل اعتماد أجزاء جديدة استغلال لنجاح “بابا علي”؟

في العالم كله، نجاح أي عمل يقود إلى صناعة أجزاء جديدة منه، ولو كان “بابا علي” أخفق في الموسم الثاني، لم نكن لنلجأ إلى جزء جديد.

إذا، نفهم من ذلك أن هناك نية في التحضير لجزء رابع؟

الأفكار مطروحة والمسلسل سيظل مفتوحا على عدد من الأجزاء، لكن تبقى مسألة الاستمرار في عرض مواسم جديدة متعلقة بالقناة الأمازيغية، أما نحن فلدينا إمكانيات الاستمرار في جزء رابع.

على ماذا يركز المسلسل في جزئه الثالث؟

هذا الجزء يعرف نقاشا دينيا بين الفقيه عبو والفقيه محند، ويرصد كيفية التعامل مع نمط الدين المتطرف الذي يتسم بالعنف والترهيب، والتخويف، والزجر، بخلاف فقيه آخر معتدل وسطي، يحاول نصح الناس بالتي هي أحسن، ويعطي صورة جميلة عن الإسلام، والتعايش ما بين اليهود والمسلمين في إطار المجتمع الأمازيغي، ويسلط الضوء على مكانة المرأة في المجتمع الأمازيغي التي يضعها دائما في الصفوف الأمامية، فهي حاكمة في المسلسل، وهذا ينبع من تاريخ الأمازيغ الذي كانت فيه النساء دائما في مركز القوة.

هل سيكون الجمهور المغربي مع أحداث مشوقة في الحلقات المقبلة؟

مسلسل “بابا علي” يقوم بالأساس على خلق المفاجآت والتشويق، آخرها كان زواج بابا علي، ما فاجأ الجمهور الذي كان يعتبره صاحب حق، خاصة النساء اللواتي عبرن عن خيبتهن لزواجه على زوجته التي ضحت معه. وقوة “بابا علي” تكمن في خلقه المفاجأة بعد كل 5 حلقات.

لماذا لا نشاهد أعمالا أمازيغية في قالب عصري خارج “جلباب” التراث؟

تطرقت الدراما الأمازيغية إلى مسلسلات عصرية صُورت في المدينة، ومنها ما أحدث ضجة في الوسط الأمازيغي من بينها “زواج القاصرات” الذي يعد من الطابوهات في مجتمعنا الأمازيغي.

والتنوع في تيمات الأعمال يبقى رهينا بعدد الأعمال المسموح لنا بها في القناة الأمازيغية؛ فالقناتان الأولى والثانية تعرضان مجموعة من المسلسلات الدرامية والسلسلات والسيتكومات، ما يجعلهما يقدمان أصنافا مختلفة من الأعمال.

هل كانت تكلفة مسلسل “بابا علي” بقيمة المسلسلات الناطقة بالدارجة؟

طبعا لا. كانت أقل بكثير من القيمة المالية التي رصدت لجل الأعمال الأخرى الناطقة بالدارجة، رغم أنه يصور بالوسائل نفسها وبطاقم تقني مماثل.

أتفهم الأمر لأنه في السابق لم تكن هاته المسلسلات الأمازيغية تحقق مردودية، من خلال جذب المستشهرين، لكن خلال السنوات الأخيرة اختلف الأمر، ما يدل على أن هناك اهتمام بالمنتوج الأمازيغي يقابله ميزانيات هزيلة ترصد للأعمال الأمازيغية.

هل نجح “باسو” هذه السنة في تغيير رأي الجمهور بعد الانتقادات التي وجهت له في الجزء الثاني؟

يجب ألا ننسى أن هذه أول تجربة لباسو في الأعمال الأمازيغية، فإقدامه على هذه الخطوة تعد شجاعة منه، أن يغامر ويشارك في مسلسل بالأمازيغية، إضافة إلى أنه بذل مجهودا كبيرا في التحضير للعمل، وبعد الانتقادات التي طالت شخصيته السنة الماضية، استوعب الجمهور في هذا الجزء أنه ليس الزعيم الحقيقي، لذلك كانت شخصيته ضعيفة ولم يُظهر “الكاريزما” اللازمة.

كيف استطعتم ضم أزيد من 140 ممثلا للعمل؟

ما يميز هذا المسلسل ضمه ممثلين غابوا عن الشاشة لسنوات وطالهم النسيان من الرواد، ومن ابتعدوا عن المجال لقلة الفرص، ففي كل موسم ننادي على ممثلين معروفين في الدراما الأمازيغية.

هل ستكون لك أعمال في السينما؟

هناك فكرة لإعداد فيلم أمازيغي سنشرع في تحضيره خلال فصل الصيف المقبل، ما زلنا في طور مناقشة أفكاره لإحياء السينما الأمازيغية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News