سياسة

كرين: النظام الجرائري فقد مبررات وجوده وقطيعة المغرب تغطية للفشل

كرين: النظام الجرائري فقد مبررات وجوده وقطيعة المغرب تغطية للفشل

في الوقت الذي يمدّ فيه المغرب في مناسبات عدة يده إلى الجارة الشرقية من أجل فتح صفحة جديدة وطي خلافات الماضي، والتي كان آخرها دعوة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ22 لعيد العرش الرئيس الجزائري “للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك”، اختارت الجزائر معاكسة هذا التوجه وتصعيد لهجتها العدائية ضد المملكة، التي طالبت في أكثر من مرة الجزائر بتغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع.

وبدا لافتا أن الجارة الشرقية للمغرب ما زالت تمارس التضليل وتتمادى في غيّها وعدائها وحقدها على المغرب، من خلال ما ورد في البيان الصادر عن اجتماع المجلس الأعلى للأمن الجزائري، برئاسة عبد المجيد تبون، والذي أكد على “ضرورة مراجعة العلاقات مع المغرب قائلا إن “الأفعال العدائية المتكررة من طرف المغرب ضد الجزائر تتطلب إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية.”

وتعليقًا على الموقف الجزائري الأخير، قال رئيس المرصد المغربي للعدالة الاجتماعية مصطفى كرين، إن “القطيعة الذي يتم الترويج لها من طرف النظام الجزائري، ليست في الحقيقة سوى ترسيما لوضع قائم منذ ستة عقود من أجل تهيئ الرأي العام الداخلي وتهيئ الأجواء والظروف لما هو قادم”، مسجلا أن “القطيعة بين المغرب والجزائر حاصلة عمليا منذ 1963 رغم المجاملات ورغم محاولات المغرب المتكررة لطي الخلاف القائم بين البلدين الجارين.”

واعتبر كرين في حديثه لـ”مدار 21″ أن “الجديد اليوم هو أن النظام الجزائري استيقن بأنه فقد مبرّرات وجوده داخليا ودوليا، وبالتالي نحن أمام نظام جزائري يعيش أزمة وجودية عميقة، بسبب تخلفه عن الركب ونسي أن يكون جزءًا من حركية العالم وبقي يعيش في سبعينيات القرن الماضي، زمن الحرب الباردة وسياسة المعسكرات”.

وأضاف المتحدث ذاته، أن “هذا النظام فشل فشلا ذريعا في التأقلم مع التحولات الجيوستراتيجية السريعة، بل أصبح مشكلة حقيقية، ليس بالنسبة للمغرب فقط ولكن أيضا بالنسبة للقوى العظمى التي باتت تعتبره، بسبب بلادته، عائقا أمام ما يجري على قدم وساق من ترتيبات جيوستراتيجية  لا تقبل التأجيل أو المساومة”.

وأوضح كرين، أن “هذه الترتيبات الجيوستراتيجية تتطلب للتأقلم معها الكثير من المرونة الفكرية والسياسية والاقتصادية، وهو ما تفتقده الجزائر  التي أصيب نظامها بحالة من التكلس”، وزاد: “حالة التكلس هنا تعني أن أي عملية إصلاح داخلية ستسفر  بالضرورة عن تفكيك البنية السياسية للنظام الجزائري وسقوطه من أجل إعادة تركيبه على أسس مختلفة، مع ما سيصاحب ذلك من آثار مأساوية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مثل تلك التي شاهدناها إبان سقوط الاتحاد السوفياتي وباقي الأنظمة الشمولية عبر العالم، وبالتالي فهذا النظام يريد استغلال كل الفرص والمبررات لتأجيل سقوطه رغم سابق علمه بأن هذا الأمر غير ممكن”.

وقال رئيس المرصد المغربي للعدالة الاجتماعية إن “النظام الجزائري، في سياق سعيه لتفادي هذا المصير المحتوم، مستعد لفعل أي شيء، ومن بين ذلك أنه سيعمل خارجيا على إشعال حرب إقليمية في المنطقة لتبرير وجوده من جهة، ولابتزاز أوروبا من جهة أخرى ، أما داخليا فسيتعرض الشعب الجزائري لأسوإ أنواع التنكيل والبطش في الأشهر والسنوات المقبلة”.

وسجّل كرين أنه “لا يجب أن ننسى أن هذا النظام هو المسؤول الحقيقي عن المجازر التي شهدتها الجزائر خلال ما عرف بالعشرية السوداء”، مؤكدا أن المغرب مطالب بـ”الاستعداد جديا لهذا السيناريو الذي سيفرض علينا تحديين أساسيين اثنين؛ أوّلهما مواجهة عسكرية مع نظام يائس يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم يعد لديه ما يخسره وسينهج بالتالي سياسة الأرض المحروقة”.

ويتعلق التحدي الثاني، بحسب رئيس المرصد المغربي للعدالة الاجتماعية، بإمكانية حصول موجات نزوح كبيرة قادمة من الشرق بسبب الحرب الأهلية التي أصبحت علاماتها تظهر بشكل جلي، وهو ما سيؤدي إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News