فن

الكتابة السريعة واعتماد كتاب غير متمرسين يخلقان أزمة إبداع في السيناريو بالمغرب

الكتابة السريعة واعتماد كتاب غير متمرسين يخلقان أزمة إبداع في السيناريو بالمغرب

تحاصر الأعمال التلفزيونية المغربية عامة، وفي الموسم الرمضاني الذي يشهد إقبالا على مشاهدة المسلسلات والأفلام خاصة، أزمة إبداع على مستويات الفكرة والنص والحوار، ترجع بالأساس إلى عوامل مرتبطة بالوقت والاعتماد على مواضيع لا تحقق الفرجة للمشاهد، إضافة إلى عدم التعاقد مع كتاب متمرسين في مجال صياغة السيناريو.

وأكد الباحث في المجال الفني محمد مجاهد أن “الأزمة لا تكمن في عدم توفرنا على كتاب حقيقيين بإمكانهم سرد أحداث إنسانية تعجب الجمهور برسائلها الهادفة، إنما كتابات هؤلاء الكتاب غير مرغوب فيها ومن هنا نستشف أن أصل الإشكال هو مفتعل”.

وأوضح الباحث الفني ذاته أن التلفزة المغربية تطرح عروضا مفتوحة تطلب من خلالها التقدم بعرض مواد متعددة، وشركات تنفيذ الإنتاج التي يهمها الأمر تبحث عن كتاب يشتغلون لديها ضمن خليات أو على انفراد تطرح لهم نص الموضوع ليشتغلوا على صياغته، وغالبا ما تكون الكتابة داخل فضاء التصوير.

وأضاف مجاهد في السياق ذاته: “هذا النوع من الكتابة هو الذي يخلق ضعف السيناريو لأسباب واضحة أولها أن هؤلاء الكتاب ليسوا أدباء فنانين هم في الغالب خريجو برامج كوميدية لهم القدرة فقط على الفضفضة في الكلام والتعامل مع النكتة أو الحدث المستنبط عن الحالات الاجتماعية البسيطة وأحيانا يكون التكرار سيد الموقف والسقوط في أخطاء تهم مفاهيم بعض من المنطوق به أو تضمين موسيقى غير مناسبة ورأينا أمثلة في ذلك”.

وتابع المتحدث ذاته: “ثانيا هي كتابة آنية تعتمد على نص الموضوع وهي بذلك قريبة من الإنشاء المدرسي، ثم هي كتابة خالية من الحس الإنساني الشامل الذي يمكن توزيعه خارج الوطن بل حتى الحوار يكون رهين انتماء الكاتب أو المنتج، إذ إن الكاتب يتكلم بشخصه وليس بشخصية العمل”، مشددا على أن كل هاته الأمور سببها الأول والوحيد لهفة شركة الإنتاج أو تنفيذه حول الربح، إذ تضفي على برنامج العمل القيمة المادية أكثر من أي قيمة فنية إبداعية أخرى”.

وعن صياغة السيناريست الواحد لسيناريوهات كثيرة، أوضح الباحث في هذا المجال أن هذا نوع من الكتابة السريعة التي تسابق الزمن لكي تصل إلى النهاية في أقل من الوقت الكافي انطلاقا من الاعتماد على نص الموضوع الجاهز أو أحيانا أخرى هذا الكاتب يعتمد على استنباط أفكاره انطلاقا مما يشاهده من أعمال أخرى وهذا أصبحنا نلاحظه بكثافة في أعمال الدراما المثقلة بأفكار ومشاهد غربية وتركية.

ولفت محمد مجاهد إلى أن أصحاب شركات الإنتاج أو تنفيذه يفضلون التعامل بهاته الطريقة لأنها الأنسب لتوجيهها وبرامجها، علما أن الكاتب الحقيقي يكتب من الصفر على الورقة البيضاء ولا يحكمه إطار زمني معين في الوصول إلى النهاية.

وشدد المتحدث ذاته على أن ضعف الإنتاج الفني المغربي في التلفزيون المتعلق بالمسلسلات بنوعيها الفكاهي والدرامي، إضافة إلى الأفلام، لا يجب ربطه بشهر رمضان فقط، لأن الإنتاج يكون على مدار السنة، إذ تعرض أعمال كثيرة لا ينتبه إليها الجمهور.

وأضاف الباحث ذاته أن التفاهة والرداءة، التي لم نجد لها حلا غير تنديدات النقاد والجمهور وبعض الفاعلين الممارسين أنفسهم، أصبحت لصيقة بالإنتاج التلفزي، مؤكدا أن الرداءة مرتبطة بالأساس بضعف الكتابة لأنها أصل المشكل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News