روح الراضي تُخيم على مناقشة الوضعية المالية لمكتب المطارات وجنازته تؤجل جلسة برلمانية

خيّمت وفاة عبد الواحد الراضي، البرلماني الاتحادي والرئيس الأسبق لمجلس النواب، على مناقشة الوضعية المالية للمكتب الوطني للمطارات داخل لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب بحضور وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، والمديرة العامة للمكتب الوطني للمطارات حبيبة القلالش، حيث تقرر تأجيل اجتماع اللجنة إلى موعد لاحق.

وأجمع رؤساء الفرق والمجموعة النيابية على طلب تأجيل اجتماع اللجنة إلى وقت لاحق بسبب تزامنه مع جنازة الراحل عبد الواحد الراضي، مؤكدين أن مكانة الرجل داخل المؤسسة البرلمانية باعتباره أقدم برلماني إلى جانب تقلده لمناصب رفيعة في الدولة يستدعي رفع الجلسة البرلمانية احترام لمسار الراحل ولمشاعر الفريق الاشتراكي الذي غاب عن الاجتماع.

وقال رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، رشيد حموني، إن الراحل الراضي لديه تاريخ مشرف في المؤسسة التشريعية، ويتعين أخلاقيا تأجيل اجتماع لجنة المالية احتراما لروحه، على غرار لقاء  مكتب المجلس واللجنة المكلفة بالنظام الداخلي، معتبرا أنه لا يعقل أننا نستمر في الاجتماع، تزامنا مع تشييع جنازة رجل سبق أن ترأس هذه المؤسسة لعدة ولايات.

من جانبه، قال رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، نور الدين مضيان، “فعلا حدث وفاة الرئيس الراضي أمر جلل، وأعتقد يمكن أن نستمع للعرض ثم بعد ذلك نرجئ المناقشة إلى وقت لاحق”، مسجلا أن الراضي يعتبر من إحدى الركائز الأساسية لهذه المؤسسة التي دخلها منذ 63 أي من يوم نشأة المؤسسة التشريعية إلى يومنا هذ”.

وأضاف مضيان، أن وفاة عبد الواحد الراضي، أثارت حزن الخاص والعام، واقترح الاستماع إلى عرض المديرة العامة لمكتب المطارات، على أن يتم رفع الجلسة من أجل حضور  الجنازة واستئناف الاجتماع خلال الفترة المسائية.

ويرى مضيان أن هذا الموضوع، يندرج ضمن اختصاصات لجنة مراقبة المالية العامة بمجلس النواب، عوض لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، لأن الأمر يتعلق بمؤسسة عمومية ويهم التدبير المالي لمؤسسة المكتب الوطني للمطارات، متسائلا عن أسباب نزول هذا الاجتماع، في حين الاختصاص حدده النظام الداخلي لمجلس النواب للجنة مراقبة المالية.

ادريس السنتيسي رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، تقدم بدوره بطلب تأجيل اجتماع اللجنة، بسبب جنازة الراحل عبد الواحد الراضي، وقال إنه ليست هذه المرة الأولى التي يتقدم فيها النواب بطلب التأجيل رغم أننا كنا ننتظر تأجيل الاجتماع دون طلب، خاصة بعد تأجيل رئاسة المجلس لكل الأنشطة تزامنا مع وفاة الراحل الراضي.

وأضاف السنتيسي، الأمر يتعلق بهرم وليس بشخص عادي، لأنه قام بعمل نبيل واستثنائي، وظل معارضا لأكثر من 4 عقود، مسجلا أن الراضي بقي مواظبا على حضور جلسات البرلمان، وأن الرجل من طينة استثنائية ترأس المجلس لأكثر من 10 سنوات، ترك بصمة كبيرة في وزارة العدل.

في المقابل، تمسكت عضو فريق التجمع الوطني للإحرار، ياسمين لمغور، بمواصلة اجتماع لجنة المالية لمناقشة الوضعية المالية لمكتب المطارات، وقالت “نحن اليوم برمجنا لقاء اللجنة كما تم التوافق على ذلك في مكتب اللجنة، ويتعين أن نواصل عمل اللجنة”.

وأضافت، في فريق التجمع الوطني للأحرار، متشبثون بمواصلة الاجتماع، مع الاحتام الواجب للراحل عبد الواحد الراضي الذي يعتبر أحد رجالات الدولة، مؤكدة أن المسؤولية تقتضي نواصل العمل ونستمع للعرض ونناقشه كما هو مبرمج في اجتماع اللجنة”.

من جانبها، أعلنت عائشة الكوط، عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، مساندتها لطلب تأجيل اللقاء، لأن الحدث كبير والراضي ليس شخصا عاديا، وشددت على أن واجب الأخوة والزمالة يفرض علينا أن نحترم جنازته ومشاعر الأخوة في الفريق الاشتراكي، وأمامنا الوقت الكافي خلال الأيام المقبلة لمناقشة العرض.

عبد الله بووانو، بدوره طالب بتأجيل تأجيل اللقاء، وأوضح أنه رغم عدم وجود مقتضى ينص على ذلك في النظام الداخلي للمجلس، إلا أنه جرت العادة وفق الأعراف، أنه عندما يتوفى برلماني أو عضو في الحكومة وهو مازال يزاول مهامه فإن فريقه لا يحضر، ويتم تأجيل الجلسات البرلمانية حتى لو تعلق الأمر  بالجلسات العامة، حيث نتفق على  رفعها.

وأضاف بووانو “الوقت يزاحمنا والفريق الاشتراكي يغيب عن اجتماع اللجنة، وبالتالي احتراما للراحل الراضي الذي نكن له كل الاحترام فلابأس من رفع الجلسة ‘نمشيو نصليو ونمسعو العرض’ وبعد ذلك تكون المناقشة”.