اقتصاد

تهيمن عليه فرنسا.. المغرب يدعم التجار لدعم استيراد القمح من دول البحر الأسود

تهيمن عليه فرنسا.. المغرب يدعم التجار لدعم استيراد القمح من دول البحر الأسود

بينما كانت فرنسا ودول الاتحاد الأوروربي تهيمن على واردات المغرب من القمح، وفي ظل التوتر في العلاقات مع باريس، يتجه المغرب نحو تعديل خطة استيراد القمح من خلال تخصيص دعم لفائدة التجار، لاستيراد القمح من دول البحر الأسود، ويتعلق الأمر بالخصوص ببلدان روسيا وأوكرانيا.

هذه المعطيات أكدها مسؤول من المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، في تصريح لوكالة رويترز، حيث أوضح أن المغرب، وهو مستورد رئيسي للحبوب، عدل خطته لدعم استيراد القمح ليسهل على الشركات جلب شحنات من منطقة البحر الأسود.

وتعني المراجعة، التي كشف عنها تجار أيضا، أن المستوردين يمكنهم اعتبارا من مارس الحصول على دعم شهري إذا تم تحميل البضائع بحلول نهاية الشهر على عكس ما كان عليه الحال سابقا حين كان يتعين على السفن أن تصل إلى المغرب بحلول نهاية الشهر.

وقال المسؤول لرويترز إن تشجيع الشحنات من منطقة البحر الأسود، التي تضم روسيا وأوكرانيا، كان “أحد أسباب” تعديل بنود خطة دعم الاستيراد.

وتعد أوكرانيا المورد الرئيسي للقمح في المغرب، بسبب ارتفاع الطلب المغربي، ووصلت واردات المغرب من القمح إلى حجم قياسي يبلغ 6.5 ملايين طن من القمح خلال الموسم الزراعي 2021-2020، أي ما يزيد بنحو 35 في المئة عن واردات 2020-2019.

وقد يؤدي هذا التغيير إلى زيادة المنافسة في سوق الاستيراد المغربية التي يهيمن عليها القمح المستورد من فرنسا وموردين آخرين قريبين منها نسبيا في الاتحاد الأوروبي.

وزاد المغرب من الاستيراد بعدما أثر جفاف على المحصول العام الماضي ليتخطى الجزائر ويصبح أكبر جهة تستورد القمح من الاتحاد الأوروبي في موسم 2022 و2023.

ومثل مستوردي القمح الآخرين، واجه المغرب أسعارا قياسية العام الماضي بعد أن قلب الغزو الروسي لأوكرانيا تجارة الحبوب العالمية رأسا على عقب. وتعاني البلاد أيضا من زيادة ارتفاع أسعار الغذاء بسبب الجفاف وأمور أخرى مثل تكاليف الأسمدة.

وقال تجار فرنسيون إن التغيير لا يجب أن يكون له تأثير فوري كبير لأن المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني أبقى بشكل منفصل على معدل دعم أقل للقمح الروسي والأوكراني مقارنة بالواردات من أماكن أخرى مثل إمدادات الاتحاد الأوروبي.

غير أن التجار قالوا إن ذلك قد يدفعهم إلى جلب شحنات إضافية من دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر الأسود، مثل رومانيا، ويجعل الشحنات من أوكرانيا وروسيا أكثر جدوى في المستقبل، خاصة إذا خفت حدة الاضطرابات الناجمة عن الحرب هناك.

وقال تاجر فرنسي “هناك شعور مختلط مع أنباء موعد التحميل… لكن الاتحاد الأوروبي ما يزال يحتل موقع الصدارة في السوق المغربية”.

وأفاد تجار أن الأسبوع الماضي شهد مبيعات كبيرة من القمح الفرنسي والوارد من شمال أوروبا بالنسبة لشحن مارس إلى المغرب.

ويتجه الاهتمام إلى محصول الحبوب في المغرب لعام 2023 لمعرفة ما إذا كان الجفاف السابق سيؤثر على المحصول مرة أخرى ويحافظ على متطلبات الاستيراد المرتفعة الموسم المقبل.

وقال تجار فرنسيون إنه تم إبلاغ شركات الحبوب بأن دعم الواردات سيظل يُقدم حتى نهاية ماي، مما يشير إلى أن المغرب سيغلق بعد ذلك نافذة الاستيراد للتركيز على محصوله المحلي.

ومع ذلك، لا يؤكد المغرب عادة انتهاء حملة الاستيراد حتى تتضح آفاق المحصول بحلول شهر أبريل تقريبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News