رياضة

بعد شهرين من الواقعة..بنسعيد يُبرئ العرايشي ويكشف ملابسات رداءة نقل استقبال “الأسود”

بعد شهرين من الواقعة..بنسعيد يُبرئ العرايشي ويكشف ملابسات رداءة نقل استقبال “الأسود”

بعد مرور قرابة شهرين على الواقعة، خرج وزير الثقافة والشباب والتواصل محمد مهدي بنسعيد ليكشف ملابسات “رداءة” النقل التلفزي للاستقبال الشعبي التاريخي للمنتخب الوطني لكرة القدم، في أعقاب مطالب بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات في حق المتسببين في “مهزلة” تصوير استقبال “الأسود” التي عكرت فرحة المغاربة بتألق المنتخب بمونديال قطر، وأساءت إلى صورة المملكة.

وأكد بنسعيد في معرض جوابه على سؤال كتابي تقدم به عادل السباعي عن الفريق الحركي بمجلس النواب، أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، خصصت بمناسبة الاستقبال الشعبي للمنتخب الوطني لكرة القدم إثر عودته إلى المغرب بتاريخ 20 دجنبر 2022، موارد بشرية مهمة والمعدات اللازمة من أجل مواكبة هذا الحدث الهام، الذي تابعه 10 ملايين مشاهد على باقة قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.

وانتقد عدد من المغاربة ضعف جودة تصوير الإعلام العمومي المغربي لتفاصيل استقبال “الأسود” بعد إنجاز تاريخي غير مسبوق بكأس العالم بقطر. وتساءل عدد من الصحافيين المغاربة، عن أسباب إصرار قنوات العرايشي على نقل واحد من بين الأحداث الأكثر متابعة من طرف الجماهير، بطريقة كلاسيكية، والاعتماد على وسائل تقليدية، رغم توفر القنوات على “درونات”متطورة.

وكشف الوزير الوصي على قطاع التواصل بالمغرب، ضمن جوابه الذي يتوفر “مدار21” على نسخة منه، عن تعبئة 04 وحدات تنقلية للإنتاج الفائق الدقة مرتبطة بـ36 من الكاميرات والمصورين، إضافة إلى تعبئة 06 محطات للبث الفضائي (Stations Satellitaires DSNG) و19 من الكاميرات/ المصورين المجهزة بأنظمة البث ببروتوكول الأنترنيت (IP) علاوة على أربع (04) طائرات “درون”.

وأضاف، أنه “التزاما بنهج المرفق الإعلامي، ممثلا في الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، في متابعة حلقات هذه الملحمة الوطنية المتفردة، من تاريخ الكرة المغربية والافريقية والعربية، وكعادتها في مثل هذه المحطات التاريخية، فقد سبقت عملية النقل التلفزي سلسلة اجتماعات تحضيرية لمختلف المديريات المعنية بالبث، ومعاينات ميدانية لمسار الاستقبال، وتم تسطير مخطط تقني ولوجستيكي وبشري لتغطية ما يقارب مسافة 13 كيلومتر من الشوارع والساحات التي احتضنت الاستقبال الشعبي للمنتخب الوطني”.

ورفض بنسعيد، ما تم تداوله من أحكام عن رداءة النقل التلفزي للاستقبال الجماهيري للمنتخب الوطني لكرة القدم، وأكد الوزير أنه “يجب ربطه بمعطيات تنظيمية وتقنية خارج عن إرادة الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، بالنظر لكثر الأطراف المتدخلة في مسار الاستقبال الجماهيري للفريق الوطني”.

وبرأ بنسعيد  فيصل العرايش، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وأوضح المسؤول الحكومي، أن “الملاحظات المسجلة كانت محدودة وتعود إلى لحظة مرور الموكب من منطقة بمنطقة سلا، حدث فيها عطب تقني على مستوى البنية التحتية لأنظمة بالبث ببروتوكول الانترنت خارج عن إرادة الشركة”.

واعتبر وزير الثقافة والتواصل، أن ذلك “هو ما عرقل عمل الأطقم وعملية الانتقال بالصور، مع العلم أن ذلك يدخل في إطار الحوادث المرتبطة بالبث، والتي تقع في جميع دول العالم، بسبب عوامل متداخلة منها أيضا الطقس والمناخ وغيرها من الأسباب”.

وشدد الوزير على أن تعبئة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وتسخيرها كل تلك الوسائل التقنية والموارد البشرية، “يعكس حرصها الكبير ووعيها العميق بأهمية اللحظة وقوتها، مبرزا أن الشركة راكمت تجارب كبيرة ومتعددة في العديد من المحطات الوطنية، وتعتبر مسارها الحافل بالإنجازات موضوع اعتزاز ومفخرة بكفاءة واستماتة مواردها البشرية.

وكانت فرق برلمانية طالبت بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات في حق المتسببين في “مهزلة” تصوير استقبال “الأسود” التي عكرت فرحة المغاربة وأساءت إلى صورة المملكة.

وقال الفريق الحركي بمجلس النواب، إن “الفريق الوطني لكرة القدم، حظي باستقبال شعبي كبير، على إثر الأداء البطولي الذي بصم عليه الفريق الوطني بمونديال قطر، وقد تتبع المواطنون الذين لم تسعفهم الظروف للحضور بالعاصمة، هذا الاستقبال الرائع عبر شاشة التلفزة”.

وسجل عادل السباعي، عضو فريق “السنبلة” في سؤال كتابي لوزير الثقافة والشباب والتواصل محمد مهدي بنسعيد، أن النقل التلفزي لقنوات القطب العمومي لهذا الحدث النوعي اتسم بالرداءة وانعدام الجودة، سواء على مستوى الإخراج أو الصوت، الأمر الذي أثار غضب المواطنين وأفسد عليهم فرحتهم، على اعتبار أن النقل التلفزي لم يكن في مستوى الإنجاز التاريخي للأسود.

ودعا السباعي، الوزير بنسعيد إلى الكشف عن الأسباب الكامنة وراء الارتباك الذي عرفه النقل التلفزي من قبل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، والإجراءات المتخذة لتحديد المسؤوليات والتدابير الممكن اتخاذها مستقبلا لتفادي الأخطاء التي شابت النقل التلفزي الذي كان يتسم دائما بالجودة والمهنية.

ووجه برلمانيون من الأغلبية والمعارضة، خلال لقاء دراسي احتضنه مجلس النواب في دجنبر الماضي، بمناسبة مرور عشر سنوات على الحوار الوطني حول “الإعلام والمجتمع”، انتقادات لاذعة لقنوات القطب العمومي التي يوجد على رأسها فيصل العرايشي.

وقال محمد غيات رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، إن هناك مسألة تحتاج للقول الصريح والبعيد عن المجاملات وهو عجز قنواتنا العمومية عن مسايرة التحولات العميقة التي تعرفها بلادنا للأسف”، مسجلا أن “الإعلام العمومي المغربي، ليس له تأثير ولا أثر في الأحداث”.

وأضاف غيات، الذي كان يتحدث بحضور وزير الثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد: “نحن في حاجة إلى إعلام مهني قوي، لأن هذا القطاع وهذه المهنة تذبذبت ودفعت المواطن إلى فقدان الثقة في الوسائل الإعلامية بكل أشكالها”، معتبرا أن “المتضرر الأكبر هو الحقل الإعلامي والعاملين الغيورين لأنه تم إفراغ هذا الحقل من رسالته الإنسانية وأبعاده التنويرية”.

من جانبه، طالب الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، بعقد اجتماع طارئ للجنة التعليم والثقافة والاتصال للانعقاد بحضور  وزير الشباب والثقافة والتواصل، والمدير العام للقطب العمومي، ومدراء القنوات التلفزية العمومية، لمناقشة موضوع: “الإعلام السمعي البصري ببلادنا، ومدى مواكبته للتطور التكنولوجي ومساهمته في التطور الاقتصادي والاجتماعي والرياضي والثقافي الذي تعرفه المملكة”.

ودعا الفريق الاتحادي، ضمن طلبه الموجه رئيس لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، باتخاذ التدابير اللازمة من أجل تجاوز المشاكل المهنية والتقنية التي واكبت تغطية حدث الاستقبال الملكي لأبطال المنتخب الوطني، والتي لم ترق إلى مستوى التمثيل المشرف لكرة القدم الوطنية في كأس العالم بقطر”.

وعبر المستشار البرلماني خالد السطي، عن امتعاضه من “رداءة” النقل التلفزي لاستقبال أسود الأطلس، وتأسف لكون هذا النقل اعتمدته قنوات عالمية مما قدم صورة سلبية عن المغرب، مسجلا أنه “في الوقت الذي نجحت فيه الدبلوماسية الكروية المغربية في تحقيق مكاسب للمملكة في ظرف وجيز، حطم هذا الأمر بجرة قلم كل ما بني وشوش على صورة المغرب”.

وطالب ممثل نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمجلس المستشارين، في تصريح لـ”مدار21″، بفتح تحقيق عاجل في هذه الواقعة، لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات الملائمة لأن الأمر يتعلق بصورة المغرب الذي تمكن من تحقيق نزيه قفزة نوعية في المجال الكروي وفق ما شهد بذلك العالم”.

وفي السياق نفسه، سجل السطي، أن هذا “النقل الرديء”، جاء معاكسا لجودة التنظيم المحكم والمهنية العالية التي أبانت عنها السلطات الأمنية في التعاطي مع هذه التظاهرة، مشددا على أنه يتعين ربط المسؤولية بالمحاسبة وعلى الجهات المعنية أخذ القرار المناسب.

وأكد عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن الإعلام العمومي، فشل في المساهمة في النقاش العمومي، الذي أصبح مجاله هو وسائط التواصل الاجتماعي ومنصات البث الرقمي، مما يجعل جمهورا عريضا لا يجد أي صدى لوضعه الاجتماعي، أو اختياراته الثقافية، أو انتمائه الجغرافي أو المجالي في الإعلام العمومي.

وأكد نقيب الصحافيين، أن “الطامة الكبرى، هي عجز هذا الإعلام عن تسويق صورة المغرب عالميا، والدفاع عن مصالحه، ومنافسة الإعلام الأجنبي”، مضيفا “ولعل تعاطيه مع إنجازات المنتخب الوطني الأخيرة في مونديال قطر، دليل على هذا العجز، الذي يكاد يكون بنيويا”.

وتابع البقالي قائلا: “لا أخفيكم ما يسببه لنا هذا الأمر من إحراج، فأحيانا حين نشاهد مواد إعلامية من طرف قنوات موجهة للضرب في مصالحنا الوطنية، ونعلن رفضنا للتدخل في شؤوننا الداخلية، نصطدم بسؤال مؤرق: أين هو الإعلام العمومي الذي يستفيد من إمكانيات مالية محترمة في المنافسة و في الدفاع عن مصالح البلاد؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News