البام يترك وهبي وحيدا بـ”فضيحة” المحاماة ويرفض التهجم على الحياة الخاصة لقيادته

تجاهل المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، الحديث عن “فضيحة” امتحان المحاماة التي أثارت جدلا واسعا تجاوز صداه حدود المملكة، مكتفيا برفض استهداف الحياة الخاصة لقيادة ووزراء الحزب دون أن يعلن موقفه من دعم وزير العدل عبد اللطيف وهبي في معركته لمواجهة الغاضبين من نتائج امتحان الأهلية لولوج  المحاماة.

وعبر بلاغ صادر عن المكتب السياسي الذي انعقد اليوم الثلاثاء برئاسة عبد اللطيف وهبي، عن إدنانته لما وصفها بـ”الحملة الشرسة التي تتعرض لها قيادة الحزب بين الفينة والأخرى، والتي يقودها الخصوم وبعض الجهات المعلومة والمجهولة، باستعمال أساليب دنيئة وغير أخلاقية”.

وفي وقت كان يراهن فيه أمين عام البام على حشد دعم قيادة حزبه، من خلال استصدار بلاغ في أعقاب اجتماع المكتب السياسي، يعلن فيه الحزب مساندته لخطوات وهبي ويتبنى تصريحاته ومواقفه بشأن نتائج مباراة المحاماة، كشفت مصادر “مدار21″، أن قيادة الأصالة والمعاصرة رفضت الانسياق وراء ما أسمته بـ”حماقات وهبي” التي لا تنتهي وأنها تعبت من مسايرته في خطواته “الهوجاء”.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، فإن جناح فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، يرفض دعم وهبي في معركة مواجهة الغاضبين من نتائج مبارة المحاماة، وينأى بنفسه عن الجدل الذي خلفته تداعيات هذه الضجة، التي تجاوز صداها حدود المملكة، ويبرر بعض قيادة البام رفضهم دعم وهبي، بما يمكن أن ينجم عن ذلك من ضرر للحزب، نتيجة التدبير “غير المسؤول ” من لدن وهبي لهذا الملف.

وقالت قيادة  البام إن هاته الحملة، “انتقلت من مناقشة قرارات وتدابير وزراء الحزب في مجال القطاعات التي يشرفون عليها إلى التهجم على حياتهم الخاصة، والمس والتشهير بأفراد عائلاتهم، وتصفية حسابات سياسية ضيقة عبر بث الإشاعات المسمومة والتلفيقات، وترويج الأكاذيب حول وحدة الحزب وتماسك قيادته وقواعده.”

وعبر المصدر ذاته، عن استنكاره، لما أسماه بـ”الحملة البئيسة والرخيصة” مع إعلان تضامنه المطلق مع قيادات الحزب، داعيا في المقابل، إلى التمسك أكثر من أي وقت مضى بخيار الإصلاح الحداثي، ودعمها المطلق للنهوض بأوضاع الفئات المجتمعية الهشة والفقيرة، وتعزيز حقوق المرأة.

كما طالب المكتب السياسي، وزراء الحزب، بتحمل مسؤوليتهم الكاملة مع حلفاء الحزب في الحكومة الحالية ومع المعارضة الوطنية المسؤولة لمواصلة تنزيل البرنامج الحكومي بشكل تضامني، والترافع لصالح مختلف الالتزامات التي قطعها البام مع المواطنات والمواطنين، مسجلا أنه “مواقعنا المختلفة داخل حزب الأصالة والمعاصرة لن تثنينا هذه الحملات المغرضة عن تنزيل الإصلاحات التي نؤمن أن فيها مصالح المواطنات والمواطنين”.

وقالت مصادر قيادية من حزب البام تحدثت لـ”مدار21″ إن عددا من أعضاء المكتب السياسي رفضوا  مطلب وهبي باستصدار بلاغ يسانده ويتضامن معه في معركة مواجهة فضائح نتائج مباراة المحاماة، مما دفع الأخير إلى تعليق انعقاد المكتب السياسي إلى آجل غير مسمى، مشيرة إلى أنه كان من المنتظر أن ينعقد مطلع الأسبوع الجاري بعد تأجيله في وقت سابق، لكن شيء ذلك لم يحدث بسبب تهرب وهبي.

وأكدت مصادر الجريدة، أن رفض مساندة وهبي، امتد إلى فريقي الحزب بالبرلمان، حيث أحجم نواب الأصالة والمعاصرة عن إبداء أي موقف من فضيحة نتائج مباراة المحاماة، رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت المعارضة البرلمانية لوزير العدل عبد اللطيف وهبي، مطالبة إياه بفتح تحقيق نزيه و شفاف في شبهات التلاعب التي شابت مباراة الأهلية لولوج المحاماة.

هذا،لم تُفلح التبريرات التي قدّمها وزير العدل عبد اللطيف وهبي حول شفافية مباراة المحاماة،  في كبح احتجاجات الراسبين بالامتحان المذكور، حيث خرج العشرات منهم أمس الأحد، للتظاهر والاحتجاج أمام مقر البرلمان بالرباط، مطالبين ضمن شعارات رددوها بإعفاء وهبي من منصبه ومحاسبته عن فضائح امتحان المحاماة التي تحولت إلى قضية رأي عام.

ونظّم مجموعة من الراسبين في امتحان المحاماة، وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالرباط، للتنديد بـ”النتائج المشبوهة”، والمطالبة بفتح تحقيق حولها.ورفع المتظاهرون شعارات، منتقدة لوزير العدل، ومستنكرة لما اعتبروه “إقصاء طبقيا واجتماعيا وماديا، أجهض أحلامهم في مزاولة مهنة المحاماة”.