فن

مسرحيون يجمعون على ضرورة وضع خطة للنهوض بالمسرح المغربي وبنسيعد يعمل على رؤية جديدة

مسرحيون يجمعون على ضرورة وضع خطة للنهوض بالمسرح المغربي وبنسيعد يعمل على رؤية جديدة

شهد المسرح المغربي توهجا كبيرا في المهرجانات العربية، حيث إنه حاز جملة من الجوائز خلال السنة المنقضية، لكن ذلك، حسب المهتمين والباحثين في الحقل المسرحي، لن يغنينا عن الحديث عن “أزمته” الداخلية، إذ يرى هؤلاء أن أبي الفنون بالمغرب يحتاج إلى نفَس جديد وتخليصه من “التّشتت” الإداري، في سبيل النهوض به وبأوصاع ممتهني هذا الفن الفرجوي.

بنسعيد: سنعمل على إعطاء رؤية جديدة للمسرح المغربي وفق مقاربة تشاركية

في هذا الإطار، قال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، إن هناك إرادة قوية للوزارة في إعطاء نفَس جديد للمجال المسرحي، خاصة وأن المسرح مهم لدى الشباب، وعموم المواطنات والمواطنين.

وأكد بنسعيد، في تصريح خص به جريدة “مدار21” على هامش افتتاح الدورة الـ13 لمهرجان المسرح العربي المقامة بالدار البيضاء، أن الوزارة ستعمل خلال الأسابيع المقبلة على وضع استراتيجية مشتركة مع الفنانين والفنانات، ومع ممثليهم من الجمعيات والنقابات، لإعطاء رؤية جديدة للمجال المسرحي على الصعيد الإقليمي، وكذا وجهات المملكة، في إطار مقاربة تشاركية بين القطاع الثقافي والمسرحيين.

وأوضح المسؤول الحكومي أنه من المقرر أن يتم إعادة النظر في السياسات الممنهجة سابقا، والتي ساهمت إلى حد كبير في ضمان استمرار المسرح في المغرب، مضيفا: “حان الوقت لتقييم هذا العمل الذي أنجز إلى غاية اليوم، وإصلاح ما يمكن إصلاحه، ولأن الإصلاح يكون دائما مع المعنيين بالأمر، ستكون لنا لقاءات مع المعنيين بالأمر في الأسابيع المقبلة”.

نجل الراحل الطيب الصديقي: للمسرح المغربي تاريخ عريق صدى كبير

من جهته، قال بكر الصديقي، رئيس مؤسسة الطيب الصديقي ومدير فرقة “مسرح الناس”، إن المسرح المغربي له تاريخ عريق، استثمر فيه بعض الرواد، وتركوا أعمالا مسرحة ظلت خالدة حتى هذه اللحظة، مبرزا أن للمسرح المغربي “صدى كبيرا، إلا أنه يعد نخبويا بخلاف باقي الفنون الأخرى”، حسب تعبيره.

وأضاف بكر الصديقي، في تصريح لجريدة مدار21: “لدينا اليوم شباب يتوج سواء في المغرب أو خارجه، وهناك العديد من الفرق التي تقدم أعمالا في مستوى عال جدا، والدليل أن مدينة الدار البيضاء تنظم في الوقت الحالي الدورة الـ13 لمهرجان المسرح العربي بشراكة مع الهيئة العربية للمسرح، والوزارة الوصية”.

ولفت نجل الراحل الطيب الصديقي، إلى أن أهمية المسرح تقتضي “إعادة النظر في الدعم المخصص له، رغم أن الوزارة الجديدة تهتم بالمسرح أكثر من الوزارات التي سبقت وزير الثقافة محمد الأشعري، التي لم تكن تخصص دعما لهذا المجال من أساسه”، على حد قوله.

وتابع المتحدث نفسه: “عموما الأعمال المسرحية تخرج إلى الوجود وتلتقي بالجمهور، لكن السؤال الذي ينبغي طرحه بغض النظر عن التوجهات السياسية والشخصية، هل سنسير نحو صناعة ثقافية حقيقية؟”.

مسرحيون: في حاجة إلى تجدّد الثقة ووضع خطة للنهوض بالمسرح المغربي تشمل مختلف الفاعلين

بدورها، أكدت الممثلة المسرحية مونية لمكيمل، أن العديد من الفرق المسرحية المغربية، التي تشارك في المهرجانات الدولية والعربية، تنتزع جوائز مهمة جدا، مشيرة بالقول د: “في هذه السنة ثمة ثلاث فرق حققت إنجازات دولية كبيرة، فمسرحية “شا طا را” حصلت على الجائزة الكبرى في مصر، ومسرحية “بريندا” حازت الجائزة الكبرى في الأردن، وفاز العمل الأخير لجليلة التلمسي وياسين أحجام بالجائزة الكبرى في قرطاج”.

وأضافت لمكيمل، في تصريح لجريدة مدار21 على هامش هذا المهرجان، أنها تأمل أن “تتجدد الثقة في المسرح المغربي سواء على مستوى الدعم أو التشجيع أو بالنسبة لدور العرض والمركبات الثقافية، التي لم تعد كافية لاحتضان عروض قوية في جميع ربوع المملكة”، وفق تعبيرها.

من جانبه، كشف المخرج المسرحي أمين ناسور، أنه اجتمع رفقة عدد من المسرحييين بالوزير مهدي بنسعيد، وخرجوا بعدد من النقاط المهمة، مبرزا أن هذا الأخير استقبلهم بصدر رحب وحاولوا خلال اللقاء تشخيص وضع أبي الفنون، مردفا: “كان التواصل معه بأريحية ودون لغة خشب، وتفهّمنا”.

وأشار ناسور، وهو أيضا أستاذ بالمعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، في تصريح لجريدة مدار21 خلال الحفل الافتتاحي لهذه النسخة من مهرجان المسرح العربي، إلى أن الطلبة المسرحيين مطالبون بدورهم في رسم مسار المسرح المغربي المستقبلي، وليس القطاع الوصي وحده، وفق مقاربة تشاركية.

وأضاف المتحدث عينه: “بصفتنا مسرحيين وأطر وفاعلين، نحن مطالبون أيضا بوضع خطة للنهوض بالمسرح المغربي مستقبلا، ولا بد أيضا من الإدارة في قطاع الثقافة أن تعيد الأوراق وتعي أن مركز اشتغالها هم المبدعون وإبداعاتهم، لذلك لا يمكن إقصاءهم والتآمر عليهم، والتقليل من إنجازاتهم”.

وفي ما يخص سبل الارتقاء بالمسرح المغربي، لخصّها ناسور “في التنظيم الجيد، وإعادة النظر في الترسانة القانونية ووضع استراتجية جديدة”، متسائلا في الآن ذاته: “هل نريد المسرح المغربي فقط من أجل البرستيج؟ أم نريده أن يكون حاضنا حقيقيا للتنمية البشرية وقاطرة لصناعة ثقافية حقيقية؟، وبالتالي فالقطاع الوصي إلى جانب الفاعلين مطالبين بتحديد المفاهيم وإطارات الاشتغال للنهوض بالقطاع المسرحي ببلادنا”، حسب تصريحه.

أما الممثل المسرحي والتلفزيوني عبد الإله عاجل، فصرح لمدار21 بأن هناك برامج تخصصها وزارة الثقافة، لكنّ “ثمة تهميشا في حق الفنان المسرحي على صعيد المدن المغربية، من طرف الخواص والمهتمين بهذا الحقل الثقافي”، مضيفا: “لا يوجد فقط قطاعي الرياضة والموسيقى، إنما هناك المسرح والرسم والشعر”.

في السياق ذاته، أفاد الممثل والمخرج هشام إبراهيمي بأن المسرح المغربي يعرف في الوقت الحالي طفرة كبيرة، بعدما تخرجت أفواج كثيرة من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وكذلك بعض الفنانين الآخرين الذين درسوا في مدارس أخرى، خاصة في العشر سنوات الأخيرة.

ويرى إبراهيمي، في اتصال مع جريدة “مدار21″، أنه أصبح لدينا “مسرح جاد تتوفر فيه جميع تقنيات العرض الحديثة، سواء من حيث التشخيص، والسينوغرافيا، والإضاءة، والإخراج”، مضيفا أن وجود “رؤى إخراجية جميلة وحديثة كسرت العديد من الحواجز، والمسرح المغربي الآن منتشر خصوصا على المستوى العربي، حيث حصل على جوائز في مصر وتونس في العراق، وقام بجولات في أوروبا”.

وحسب المتحدث ذاته، فإن ما ينقص المسرح المغربي هو التسويق الداخلي، والترويج له بالشكل المطلوب، إضافة إلى إعادة النظر في سياسة الدعم المسرحي المتبعة حاليا حتى يلتقي الجمهور المغربي مع المسرح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News