فن

بعد “30 مليون” و”بنات العساس”.. السيناريست بشرى ماك بعمل جديد دون دعم من المركز السينمائي

بعد “30 مليون” و”بنات العساس”.. السيناريست بشرى ماك بعمل جديد دون دعم من المركز السينمائي

تستعد السيناريست المغربية بشرى مالك لمواصلة رحلة نجاحها في عالم السينما والتلفزيون من خلال إنتاجين مرتقبين، بعد تصدرها شباك التذاكر بفيلم “30 مليون”، وجذب المشاهدين إلى الدراما المغربية من خلال مسلسل “بنات العساس”، الذي حقق نسب مشاهدات مرتفعة في رمضان 2020.

وفي هذا الحوار تسرد بشرى مالك تجربتها في العملين الجديدين، وتميط اللثام عن واقع كتابة السيناريو بالمغرب،  داعية إلى الاهتمام بالسيناريست المغربي، الذي يساهم في التطور الخطي للدراما والكوميديا المغربيتين.

اشتغلت أخيرا على فيلم مع الكوميديين إدريس ومهدي. ما قصة هذا العمل؟

هذا الفيلم يعد ثاني شريط طويل لي، ولإدريس ومهدي، عرضنا هذا المشروع على المركز السينمائي من أجل الحصول على الدعم لإنتاجه، لكن، لسوء الحظ، لم تتم الموافقة عليه، لذلك قررنا الاعتماد على الإنتاج الذاتي، وهذه المرة عن طريق دعم مشترك بين شركتين.

الشريط يحمل عنوان “هما اللي بقاو” بشكل مؤقت، ويندرج في خانة الأفلام الكوميدية، يحكي قصة أصيلة، أشرف على إخراجه المبدع ربيع شجيد، ومن بطولة إدريس ومهدي، وأمل الأطرش، وسلوى زرهان، ورفيق بوبكر، وسعاد العلوي، وآخرون. يحمل عدة مفاجآت سيكون الجمهور على موعد معها بعد صدوره بالقاعات السينمائية.

كيف جاءت فكرة التعامل مع الثنائي إدريس ومهدي؟

تجمعني علاقة قوية بالكوميديين إدريس ومهدي، فهما طرفان في شركة الإنتاج التي أنتمي إليها، ونشتغل مع بعض في العديد من الأعمال، على مستوى الكتابة، لأنهما إلى جانب موهبتهما في التمثيل، فهما يحترفان كتابة السيناريو. وهما بمنزلة أخوين بالنسبة لي، وأؤمن كثيرا بقدراتهما الفنية، وأرى أنه لم تمنح لهما الفرصة بعد لإبراز كل ما لديهما في المجال الفني.

هل تتوقعين نجاح هذا الفيلم مثل “30 مليون”؟ وكيف كانت هذه التجربة؟

أتوقع ذلك، لأن الفيلم يتوفر على كل مقومات النجاح، وحرصنا فيه على الاهتمام بأدق التفاصيل، وسخر له أيضا إنتاج ضخم يفوق تكلفة إنتاج فيلم “30 مليون”، ويتوفر أيضا على سيناريو محبوك جدا وقصة رائعة، بالإضافة إلى لغة سلسلة تخاطب الناس جميعا، وتشارك فيه نخبة من الممثلين، معظمهم حضر في فيلم “30 مليون”، تحت قيادة المخرج ربيع شجيد، الذي أثق في عمله، وأعدّه “الرقم واحد” في إخراج هذا النوع من الأعمال.

والفيلم خال من كل اللقطات التي تخدش الحياء ولا يحتوي على ألفاظ نابية، حيث إنه موجه إلى العائلة، فنحن نحرص على صناعة الأفلام التي تستطيع العائلات مشاهدتها.

تشتغلين أيضا على مسلسل “كاينة ظروف”. ما قصة هذا العمل؟ وما المواضيع التي يعالجها؟

مسلسل “كاينة ظروف” يتكون من ثلاثين حلقة، وكل واحدة منه تمتد على مدى 52 دقيقة. المسلسل يحمل طابعا دراميا، ويعالج موضوعا مهما يتعلق بالحياة ما بعد السجن، أي بعد انتهاء مدة العقوبة والخروج إلى المجتمع، الذي لا يرحم هذه الفئة، وينظر إليها بنظرة “دونية”، إضافة إلى حكاية ثلاث سجينات، ينقل قصصا أخرى مرتبطة في ما بينها.

وأشعر أن هذا المسلسل سيجد له موطئ قدم في الساحة الفنية، فقد أخذ مني الكثير من الوقت في التحضير، ويشكل قيمة فنية. أتمنى أن يقرأ المشاهدون ما وراء السطور، لأنه ليس مجرد قصة عادية، وإنما يحمل في طياته مجموعة من العبر والدروس التي ينبغي الاستفادة منها، ومن بينها أهمية منح فرصة لكل شخص دفع ثمن أخطائه.

ما رأيك في واقع كتابة السيناريو بالمغرب؟ وما تحدياته؟

أظن أن هناك تقدما ملموسا لمسناه في الأعمال الدرامية والكوميدية في السنوات الأخيرة، والدليل على ذلك أن المشاهد المغربي أصبح يشاهد المسلسلات المغربية على طول السنة، ولم يعد عرضها مقتصرا على شهر رمضان. وأصبحت لدينا كذلك قصص مختلفة ومتعددة، لذلك حان الوقت لتسليط الضوء أيضا على وضعية السيناريست ومكانته في المغرب وسط هذه المنظومة، لأنه كلما منحت قيمة له وحظي بالاهتمام ستكون النتيجة إيجابية.

في نظرك، ما مقومات السيناريست والسيناريو الناجحين؟

يمكنني القول إن السر يكمن في “الحدوتة” كما يقول المصريون، التي يجب أن تكون مستمدة من الواقع المعاش، ولا ينبغي أن نبحث عن قصص أشخاص آخرين لا ينتمون إلى مجتمعنا، ولا يمثلوننا، أي العمل على قصص مغربية.

ويجب ألا نظل قابعين وسط الحكاية فقط، بل علينا تقديم العبر والدروس من القصة المقدمة، لتوعية المشاهدين، خاصة وأن التلفاز يُعلم الكثير من الأشياء.

ويكمن السر أيضا في وجود سيناريو غير ممل، يحمل أحداثا مختلفة تتغير مجرياتها باستمرار وتحقق عنصر المفاجأة، إلى جانب تمتع السيناريست بقدر عال من الثقافة، لأنني لا أؤمن بسيناريست غير مثقف، فالثقافة لا ترتبط بدبلوم، بل بالاطلاع المستمر، والمتابعة الجيدة للسينما، ومعرفة تفاصيل المجتمع الذي يعيش فيه، فالسيناريست يجب أن يكون مشخصا نفسيا واجتماعيا حتى يتمكن من سرد حكاية تشد أنظار المشاهدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News