حوارات

المليونيرة حسناء طالب لـ “مدار21”: طموحي النهوض بريادة الأعمال بالمغرب

المليونيرة حسناء طالب لـ “مدار21”: طموحي النهوض بريادة الأعمال بالمغرب

في هذا الحوار مع “مدار21″، تحكي حسناء طالب أصغر مليونيرة مغربية أسرار نجاحها ورحلتها نحو التألق في عالم المال والأعمال. طالب تكشف في حوارها عن انشغالها بأوضاع النساء ورغبتها في مساعدتهن وتمرير تجربتها الناجحة في سوق تداولات الأسهم  لأشخاص آخرين حتى يصلوا إلى الحرية المالية.  كما تتحدث سيدة الأعمال المغربية ل”مدار 21” أيضا عن قبولها في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” ومسيرتها الدراسية والمهنية ومصادر إلهامها وأسرار النجاح في عالم التجارة والمال والأعمال.

وحققت هذه المرأة التي رأت النور عام 1993 إنجازات هامة بسن صغيرة، لتصبح بذلك أصغر متداولة ومحللة في السوق المالي، وأصغر مليونيرة لسنة 2014 كما حصلت على لقب سفيرة السلام في الإمارات إنها حسناء طالب. وفي ما يلي نص الحوار:

بداية من هي حسناء طالب؟

حسناء طالب امرأة، وأخت، وابنة قبل كل شيء، أنا مرتبطة كثيرا بمبادئي، ومعايير أسرتي، التي جعلتني أكون الشخص الذي أنا عليه الآن. أركب الخيل، ومغامرة، ومستكشفة، أحب أن أجرب دائما الأشياء الجديدة وأعشق التحدي، كما أنني أحب أن أسلك أصعب الطرق، لأن هذا ما يجعلني أكافح وأتعلم، وهذا ما يجعلني أرى نفسي أتغير للأفضل مع مرور كل يوم. لقد انطلقت من الصفر وكان علي أن أحرق أصابيع العشرة، لأتمكن من الوصول إلى ما أنا عليه اليوم، يعجبني من يعمل بجد لتحقيق أهدافه وتثقيف نفسه في كل يوم.

قربينا من تجربة “ناسا”؟

لقد حصلت تعليمي بالكامل في المدارس العمومية بالمغرب، وعانيت كثيرا لأن أسلوب التعليم لم يكن مناسبا لي، كنت متفوقة في الرياضيات والاقتصاد والعلوم، لكن في المقابل، كنت أحصل على درجات أقل في مادة اللغة العربية والتاريخ، وغيرها.

كان علي أن أعمل على نفسي لتحقيق أعلى الدرجات بغض النظر عن التحدي، لكن كان هدفي الحصول على منحة دراسية تسمح لي بالسفر خارج المغرب. حصلت على الباكالوريا في سن الـ17 عاما، وقدمت حينها طلبا للحصول على مقعد في معسكر “ناسا”، لأجد طريقة للاستفادة من منحة للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي حققته في النهاية.

تحدثي لنا عن مسارك الدراسي؟

غادرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سن مبكرة جداً (17 عامًا)، لمتابعة دراستي وتحقيق أحلامي، حيث تم قبولي في معسكر فضاء في وكالة “ناسا”، وقد فزت بالمسابقات، لأكون بذلك أصغر امرأة عربية تفوز بمسابقة “ناسا مارشال” الفضائية، وبعد ثلاثة أشهر بدأت في الدراسة للحصول على شهادة البكالوريوس في تخصصي الرئيس؛ إدارة الأعمال. وتابعت بعدها الدراسة في الماجستير، تخصص إدارة الأعمال والاقتصاد، وحصلت في سن الـ23 عاماً على شهادة الماجستير، ثم أحضر حاليا للدكتوراه في الاقتصاد والأسواق المالية.

ماذا عن مسارك العملي؟

بدأت العمل في سن مبكرة جدا في منصب عادي، إذ كنت أعمل لساعات طويلة، وفي وقت فراغي أقوم بالتداول وتحليل الأسواق المالية، ليس غريبا أن يكون ميولي واهتمامي كبير بالاقتصاد والأسواق المالية، كوني أنحدر من عائلة كبيرة مثقفة، وتملك المعرفة وتتوفر على المحللين الماليين المحترفين. فعمي، من جانب والدتي، نسيم طالب، يعد تاجر خيارات رسمي ومحلل كبير، يتعلق عمله بمشاكل العشوائية والاحتمالية وعدم اليقين، وهو مؤلف كتاب “البجعة السوداء”، أحد الكتب الـ12 الأكثر تأثيراً منذ الحرب العالمية الثانية.

بدأت حياتي المهنية في أبحاث التجارة والأسواق المالية في عام 2010، وذلك بالتداول في أسواق الأسهم وحققت نجاحا ملحوظا، حيث إنني توصلت إلى صيغة للنجاح في سوق الأسهم، وفي عام 2014 تم ترشيحي لأفضل متداولة وأصغرها من قبل TheRichest.

إن موهبتي في تحليل الأسواق المالية وإيجاد صيغ العمل جعلتني أطلق صيغتي الشخصية وروبوت التداول الآلي علنا لمساعدة الآخرين على السير نحو المسار نفسه، ثم أسست بعدها منصتي، “EarnignsWinner.io” مع شريكي التجاري “كريس وود”، وتعد حاليا أول روبوت تداول وتطبيق في سوق الأسهم المخصص لتحليل اتجاه أسعار الأرباح واكتشافها.

كيف أصبحت أصغر مليونيرة في سن الـ23 ؟

لقد بدأت التداول منذ أن كان عمري 17 عاما، وبحلول سن الـ23، تم ترشيحي “أصغر متداولة” في الولايات المتحدة من قبل TheRichest، إذ إنني أجريت حينها معاملات ناجحة في أسواق NYSE و Nasdaq.

حدثينا عن لقب سفيرة السلام بالإمارات؟

لقد حصلت على لقب سفيرة السلام الإماراتي من World Peace Tracts في عام 2020، وذلك عن جميع المساهمات والأعمال الخيرية التي قمت بها خلال فترة Covid.

ما سر تحقيقك لكل هاته الأرقام والألقاب؟

أعتقد أنه لكي تتمكن من الوصول إلى أي مكان في العالم، يجب أن يكون لك مصدر إلهام أو شخص ما. بالنسبة لي، استلهمت وحفزت من طرف أعز أصدقائي؛ وهي أمي. لقد ترعرعت ونشأت بين ذراعي أمي، التي أرادت دائما أن تراني الأكثر تعليماً؛ ذكية وناجحة.

في مرحلة ما، كانت تخبرني دائما عن أحلامها، التي لم تحققها، حيث إنها أرادت أن تحقق كل ما فعلته أنا اليوم، إلا أن عائلتها لم تدعمها أبدا في ذلك، كنت محظوظة بعض الشيء، لأنني حصلت على دعم والدتي وكل ما رغبت فيه هو تحقيق أحلامها من خلال ابنتها الكبرى التي هي أنا.

كيف ولجت عالم سيدات الأعمال؟

أنا شخص لا يضيع وقته أبدا في الأشياء التي لا تحقق لي هذه الأشياء الثلاثة: السلام أو التعليم أو الحرية المالية. كنت أرغب دائما في الاستكشاف، لذلك عندما كنت أصادف أي فرص يمكنني من خلالها تنمية شركة ناشئة، كنت أستغل ذلك، وأعتقد أن هذه هي الطريقة التي دخلت بها في ريادة الأعمال.

لقد استثمرت في العديد من الشركات الناشئة وأنشأت مجموعة منها في هذه العملية. كما أعتقد أيضا أن دخولي لهذا المجال في سن مبكرة ساعدني على التميز والتطور بسرعة، ولهذا السبب أنصح الشباب دائما بتقدير أوقاتهم وعدم إهدارها.

أين تجدين نفسك بعد 10 سنوات؟

أرى نفسي بعد 10 سنوات، ألهم الناس وأشارك في مساعدة النساء. أرغب في تعليم نجاحي في الأسهم للعديد من الأشخاص حتى يصلوا إلى الحرية المالية. أعتقد أن الجميع بحاجة إلى أن يعيشوا وضعا ماليا مستقرا، ويفعلوا ما هو مميز للأجيال القادمة.

ماذا يعني لك المغرب؟

المغرب حيث تتواجد عائلتي، أرغب في أن أكون جزءاً من تحسين وضعية ريادة الأعمال للمغاربة والبنية التحتية للشركات الناشئة، ونشر الوعي حول الحرية المالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News