سخرية عارمة تضطر “الرياضية” لحظر التعاليق بعد اعتمادها من طرف الفيفا لتغطية “الموندياليتو”

تعرضت صفحة قناة الرياضية لانتقادات واسعة وسخرية عارمة، اضطرتها لإغلاق التعاليق، وذلك إثر إعلانها عودة البطولة الاحترافية، وكشفها عن الشراكة بين الفيفا والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من أجل الإنتاج الرسمي لمنافسات كأس العالم للأندية، وذلك بعد “مهزلة” البث التلفزي للاستقبال الجماهيري والشعبي للمنتخب الوطني المغربي إثر عودته من مونديال قطر2022.

وتخوفت معظم التعليقات على المنشورين من إعادة تكرار نفس المهزلة، لا سيما وأن نقل المباريات ضمن البطولة الاحترافية سبق أن تعرض لانتقادات بسبب ردائته الكبيرة، وغياب التجهيزات الكافية خاصة من الكاميرات، ما جرى على القناة سخرية عارمة اضطرتها لإلغاء خاصية التعاليق على منشوراتها.

وانتقد عدد من المغاربة ضعف جودة تصوير الإعلام العمومي المغربي لتفاصيل استقبال “الأسود” بعد إنجاز تاريخي غير مسبوق بكأس العالم بقطر، حيث انقطع البث المباشر في أكثر من مرة إضافة إلى رداءة المشاهد المعروضة، ما جعل كثير من المشاهدين يلجئون ل”لايفات” اللاعبين لمتابعة أطوار الاستقبال.

وبعد إعلان “الرياضية” أن “الفيفا يعتمد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية كمنتج رسمي لمنافسات كأس العالم الأندية والتي ستقام بالمغرب شهر فبراير القادم”، انطلق سيل من التعاليق الساخرة المنتقدة لرداءة الخدمات التي يقدمها التلفزيون العمومي، حيث طالب معلقون بالتعاقد مع اللاعب عبد الرزاق حمد الله لتغطية المونديال والقيام بعملية الإخراج، في إشارة إلى أن البث المباشر الذي نشره عبر صفحته كان أفضل مما بثته القنوات العمومية، وأكد أخرون على ضرورة حظوره المباريات لتعطيتها.

وقال معلقون أن الاحترام الذي كسبه المغرب بفضل المشاركة المشرفة لأسود الأطلس بمونديال قطر 2022، سيخسره في الموندياليتو الذي سيقام بالمغرب، بسبب تغطية التلفزيون العمومي لهذا الحدث، في تخوف واضح من رداءة ما تقدمة الشركة.

وأورد آخرون أنه إذا كان الإنتاج سيتم بنفس الطريقة الذي تم بها خلال حفل استقبال الأسود من الأفضل متابعة المباريات على الإذاعة، فيما قال آخرون أن هذه المرة لن ننزعج وحدنا من بث قناة الرياضية بل سينزعج العالم، وعلق البعض أنها “الشوهة” رسميا.‏

وحول رداءة البث المباشر للاستقبال، قال مصطفى بايتاس، الناطق باسم الحكومة، أن الأخيرة ستقدم تفاصيل أخرى حول إصلاح قنوات القطب العمومي، منوها في نفس الوقت بالعمل الذي تقوم به هذه القنوات “فعلا تقوم بعمل كبير.. نقدرو نختلفو عليه لكن يبقى عمل مهم جدا”.

وكان عدد من الصحافيين المغاربة، قد تساءلوا عن أسباب إصرار قنوات العرايشي على نقل واحد من بين الأحداث الأكثر متابعة من طرف الجماهير، بطريقة كلاسيكية، والاعتماد على وسائل تقليدية، رغم توفر القنوات على “درونات” متطورة.

ووجه الفريق الحركي بمجلس النواب اليوم الأربعاء سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، بخصوص رداءة النقل التلفزي للاستقبال الشعبي التاريخي للمنتخب الوطني لكرة القدم.

ويقول الفريق الحركي في سؤاله الكتابي الموجه لوزير الثقافة “حظي كما هو معلوم الفريق الوطني لكرة القدم باستقبال شعبي كبير، على إثر الأداء البطولي الذي بصم عليه فريقنا الوطني بمونديال قطر، وقد تتبع المواطنون الذين لم تسعفهم الظروف للحضور بالعاصمة، هذا الاستقبال الرائع عبر شاشة التلفزة”.

ويضيف الفريق ذاته: “لكن المثير أن النقل التلفزي لقنوات القطب العمومي لهذا الحدث النوعي اتسم بالرداءة وانعدام الجودة، سواء على مستوى الإخراج أو الصوت، الأمر الذي أثار غضب المواطنين وأفسد عليهم فرحتهم، على اعتبار أن النقل التلفزي لم يكن في مستوى الإنجاز التاريخي للأسود”.

وتساءل الفريق الحركي عن الأسباب الكامنة وراء الارتباك الذي عرفه النقل التلفزي من قبل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، والإجراءات المتخذة لتحديد المسؤوليات والتدابير الممكن اتخاذها مستقبلا لتفادي الأخطاء التي شابت النقل التلفزي الذي كان يتسم دائما بالجودة والمهني