ثقافة

“واقعة طوطو”.. بنسعيد يتهم حكومة البيجدي بـ”الفشل” في احتواء الشباب

بنسعيد

أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن حفلات ومهرجانات الرباط شهدت نجاحا من حيث الحضور والتنظيم وتعدد الأنماط الموسيقية التي نالت استحسان مختلف الفئات العمرية، باستثناء السلوك الصادر عن أحد الفنانين المشاركين في الحفل الكبير بالسويسي في إشارة إلى مغني الراب طه فحصي الملقب بـ”طوطو”.

وقال بنسعيد، في معرض جوابه على سؤال كتابي، لمصطفى ابراهيمي عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إنه “سلوك لا يمكن أن نتفق معه من منطلق أننا لا نشجع لجوء الشباب لاستعمال العنف اللفظي في تعبيرهم عن متطلباتهم أو مواقفهم، خاصة أثناء التظاهرات الثقافية والفنية أو داخل الملاعب الرياضية أو في الأماكن العمومية وغيرها”.

ويأتي تأكيد الوزير بنسعيد، ردّا على مطالبة مجموعة العدالة والتنمية، بفتح تحقيق في معايير اختيار المشاركين في المهرجانات، وعما إذا كانت وزارة الثقافة تتبنى التصريحات الصحفية لمسؤولي الوزارة حول هذه “الفضيحة”، داعية بنسيعد إلى الكشف عن الإجراءات التي ستتخذها الوزارة للرقي بالثقافة والفن ببلادنا عوض ما يقدمه مثل هؤلاء المفسدين للذوق ودعاة الفساد.

وأفاد الوزير، ضمن جوابه على السؤال المتمحور حول “فضيحة الكلام النابي من منصة مهرجانات الرباط الكبرى والدعوة للمخدرات”، في أعقاب تنظيم مهرجانات الرباط الكبرى في إطار برنامج الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية، أن سلوك مغني الراب طهة فحصي المعروف بـ”طوط” ” يدفعنا للتساؤل حول السياسات العمومية الموجهة للشباب خلال السنوات العشر الأخيرة، ومدى فعاليتها ونجاعتها في معالجة مثل هذه الظواهر”.

وأشار الوزير، أن مدينة الرباط وبعد اختيارها عاصمة للثقافة الإفريقية من طرف منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية برسم سنة 2023-2022 شهدت فضاءاتها التاريخية والثقافية والساحات العمومية تنظيم مجموعة من التظاهرات الثقافية والفنية (الاحتفالات والندوات الفكرية والعلمية، المعارض التشكيلية، والعروض الموسيقية والمسرحية ذات البعد القاري)، وذلك ابتداء من شهر يونيو 2022، وإلى غاية شهر ماي 2023، بشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس مدينة الرباط ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية.

وكشف بسنعيد أن العمل الذي تنكب عليه الحكومة بمختلف قطاعاتها المعنية بالشباب، هو فتح قنوات الحوار والانصات للشباب، ومحاولة احتوائهم وتأطيرهم داخل المؤسسات المتواجدة لهذا الغرض، لتقويم أخطائهم (التي تعتبر أمرا ورادا في هذه المرحلة العمرية) وتجنيبهم الوقوع في سلوكات أو ممارسات بعيدة كل البعد عن ثقافتنا كمجتمع مغربي له ثوابته وخصوصيته.

وسجل الوزير حرص الحكومة على تمكين الشباب المغربي، من الانفتاح على مختلف الأنماط والعابير الثقافية الوطنية والدولية بوعي وبمسؤولية، وهو ما نحرص عليه في وازارة الشباب والثقافة والتواصل على إرسائه من خلال البرامج والمبادرات المقدمة لفائدة الشباب والتي تظل رغم أهميتها غير كافية بدون مساهمة باقي القطاعات المعنية والمتدخلين في الشأن الشبابي ببلادنا.

هذا، ويتابع الفنان المغربي طه فحصي، بتهم القذف والتشهير والتهديد والإخلال العلني بالحياء واستهلاك المخدرات والتحريض على ذلك، والقيام بأعمال وأقوال مخلة بالحياء وتوثيقها ونشرها عبر أنظمة المعلوميات.

واستنكرت مجموعة البيجدي بالبرلمان، ما رافق مهرجان الرباط، من انحرافات علنية من خلال توظيف كلام ساقط ودعوة للفساد واستهلاك للمخدرات ومن طرف مغني الراب في تجاوز لكل خطوط حمراء خلف استياء عاما واستنكارا لعموم المواطنين.

وانتقد مصطفى ابراهيمي، السماح لمثل أشباه الفنانين الذين يقصدون اكتساب الشهرة بالقبح والدعوة للرذيلة وعدم تدخل المسؤولين خلال الحفل لتوقيف هذا الفساد والدعوة إليه، وعدم خروج الوزارة المنظمة لهذه المهرجانات بأي بيان لاستنكاره والتبرؤ منه.

واعتبر ابراهيمي، أن تصريح بعض مسؤولي الوزارة لوسائل الإعلام حول هذه الفضيحة أن هذا “الرابور” يقدم نمطا موسيقيا يعجب الملايين، ولا يمكن للوزارة أن تمنع تصريحاته، لأن كل فنان مغربي له كامل الحرية في أن يصرح ويقول ما يريد”، يؤكد أن الوزارة متواطئة وشريكة في هذا الفعل، بل توفر له المنصات والدعم من المال العام.

وأوضح البرلماني ذاته، أنه في الوقت الذي ينتظر من القطاع الوصي أن يرسخ الثقافة الإيجابية في التأطير والتكوين وتهذيب الذوق الفني والإبداعي والبعد الرسالي في تأطير المجتمع وخاصة فئة الشباب، تقوم بتوفير المنصات للمفتخرين باستهلاك المخدرات والتفوه بالكلام النابي.

يشار إلى أن مغني الراب المغربي طه فحصي الملقب بـ”الغراندي طوطو”، مثل الأربعاء الفائت، بالمحكمة الزجرية بعين السبع في الدار البيضاء، وحيدا دون حضور دفاعه.وقررت المحكمة الزجرية بعين السبع في الدار البيضاء تأجيل محاكمة طوطو المتهم في قضايا تتعلق بالسب والقذف والتهديد، إلى غاية 24  دجنبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News